الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للمالكي ، فرصة لتصبح بطلا !!!!!!

علي الصفار

2014 / 6 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


من أهم قيم الإبوة / الإمومة أن تسامح إبنك / إبنتك على أخطائهم المتكررة لأنك لا تملك إلا أن تحب أبناؤك وجميعنا شعرنا يقيمة ألأب والأم في مسامحة الأبناء بعد أن أصبحنا آباء وأمهات، والكثير ممن أخطأ بحق والديه ندم كثيرا، بل إن فهد / القائد الشيوعي الذي أعدم في الأربعينيات صعد للمشنقة بكل كبرياء ودون خوف، لكنه أرسل إعتذارا لأمه لأنه أتعبها كثيرا، والرجل لم يفعل شيئا سيئا بل كان محبا لوطنه وفخرا لعائلته.
أسوق هذه المقدمة لأصل إلى حقيقة إن الوطن مثل الأب والأم، فهو يسامح أبنائه المخطئين مهما فعلوا به إذا ماوعوا وتابوا، بل أتخيل إن الوطن / الشعب مثل الرب يقبل توبة المخطىء حتى أخر لحظة، التاريخ نفسه قد يغفل عن ذكر سيئات من تابوا وأعتذروا عن أخطاء وخطايا بحق الوطن بما فيها الأخطاء المتعمدة.
تتذكرون شجاعة عبد الناصر في 9 حزيران 1967 عندما إعترف بتحمله المسؤولية الكاملة عن خسارة حرب 1967 وتنحيه عن رئاسة مصر وكيف إنتفض المصريون(بما فيهم معارضوه) طالبين منه البقاء بدل الرحيل خلاف ما كان متوقعا لأنهم إعتبروا إعتذاره شجاعة ورغبة في التوبة.
أمس أصدرت القوى السياسية العراقية بيانا لابأس به بعد إجتماعهم في بيت الجعفري وبالرغم من ضعف البيان والإحتمال الكبير بإفشاله من بعض من وقعوا عليه، إلا إنني ركزت على وجه السيد المالكي وتأسفت عليه كثيرا لأن الحيرة والإندهاش والقلق بادية عليه بشكل واضح، وبالرغم من عدم معرفتي سبب الحيرة وهل هي إمتعاضه بالوقوف خلف الجعفري وإصراره على عدم التنحي أم العكس.
إسمحوا لي أن أكون حسن النية وأقنع نفسي إن الرجل يشعر بالورطة وإنه يشعر بخطاياه وإنه يقارن بين سمعته قبل 2003 عندما كان (مجاهدا) في حزب الدعوة ،الحزب الذي كان(لاحظوا صيغة الماضي) العراقيون يقدرون جهاده، وسمعته أثناء صولة الفرسان، وما آل إليه حاله من إنفضاض الناس من حوله بل وتحميلهم له كل مايحدث في العراق وهم محقون(رغم خطايا غيره) لأنه الرجل الأول في العراق وهو الذي قبل بتحمل المسؤولية،ولن يصدق العراقيون إنه كان مغفلا وخانه القادة العسكريون لأنها نفس الحجة التي حاول ترويجها قبله صدام ولم يفلح، الرأس والدماغ هما المسؤولان عن فعل الإنسان وليست اليد التي تفعل الخطأ، كذلك المسؤولون في الدولة من يتحمل أخطائهم أولا هو مسؤولهم الأول ، لذلك عندما تخسر الشركات وتخسر الدول الحروب وتحدث كوارث في الدولة من يستقيل أولا هو رأس الدولة وليس سكرتيره مثلا وبغض النظر عن الأسباب سواء كانت متعمدة أو غير مقصودة بسبب الغفلة التي يوحي بها المالي لأن من واجب قائد الوطن أن لايغفل ويكون منتبها وإذا لم يستطع فلن يكون قائدا.
القائد الواعي من يقرأ التاريخ جيدا، بل من يعي اللحظة التاريخية الفارقة مثل عبد الناصر كما ذكرنا، ومثل ديغول وتشرشل أبطال الحرب العالمية الثانية والذين تقبلوا بكل إحترام وتقدير وكياسة وتواضع إنفضاض الناس عنهم بعد الحرب(وهما بطلين أممين) ولم يعاندوا التاريخ فبقى أسميهما لامعا، في التاريخ ولازال الفرنسيون والبريطانيون يشيرون إليهم كأبطال.
نعود للسيد المالكي ،وهنا نقدم له نصيحه تجعله بطلا سينسى التاريخ والوطن خطاياه،مارأي المالكي أن يعلن عدم ترشيح نفسه للولاية الثالثة وهي القضية التي صرف عليها الوقت والجهد الكبيرين وجعلته يتغافل عن الوطن حتى صحى يوم 10 حزيران ليجد إن الوطن يضيع،صدقوني لو كنت مسشتارا له لنصحته بذلك وسيكون فعلا بطلا عراقيا يذكر له التاريخ إنه ضحى بمنصبه (وليس نفسه كما فعل الحسين مثلا)من أجل الوطن، والتنحي عن المنصب لا يعتبر تضحية أبدا.
نعم يمكن للمالكي أن يعلن إنه لن يترشح وإنه باق للدفاع عن الوطن لحين تعيين رئيس وزراء جديد وسيقاتل معه الإرهابيين مهما كان وبأي موقع يحتاجه الرئيس الجديد،صدقوني ستفقد داعش نصف قوتها، وستهدأ نفوس الناقمين وسيطمأن السنة والشيعة على مستقبلهم وستسقط حجج بعض القيادات الكوردية والسنية الإنفصالية وستكون القوى السياسية الراغبة في التقسيم في موضع حرج كبير، فيما تكون القوى السياسية في الموقع الأقوى الذي يمكنها من تحشيد الناس وتعزيز اللحمة الوطنية، ومن جانب المالكي سيريح ضميره بل سيريح عقله وجسده وسيكون مثلا لمن يأتي بعده وسيسير في الشارع دون حماية ويعود إنسانا بسيطا بعد أن جعل نفسه وجعله المنتفعين حوله غولا وشيطانا.
عظمة الحسين إنه ضحى بنفسه وعائلته وليس بغيره من أجل ما يؤمن به، أما التضحية بالشعب من أجل مايعتقده الحاكم حتى لو كان محقا برايه هي جريمة كبرى لن تغتفر ولايفعلها إلا الأغبياء من القادة.
الوطن والشعب والمذهب والإنسانية تحتم على السيد المالكي التنحي عن الولاية الثالثة،إنها لحظة تاريخية فاصلة ،بل هي فرصة للتراجع وإسترجاع محبة الوطن والشعب ، وبلغة الدين رضاء الله وآل البيت ووووووووو،الفرص كما يقول أمير المِؤمنين كالسحاب تمر سريعا
والعاقل من يدرك إنها فرصة وقتنصها.
حالة المالكي وهجوم داعش فرصة للسيد المالكي ليصبح بطلا إذا ما تنحى، لأن العراقيين قلقون في هذه اللحظاة التاريخية على مصير الوطن ويبحثون عن الأمل، لذلك نسوا الخدمات التي كانوا يطالبون بها ولو إستقرت الإمور سيتذكرون خطاياك الخدمية مرة أخرى.القائد يرى ملا يراه غيره وأمامك فرصة لا تضيعها.
إعذروني لأني ابدوا كأنني أقدم نصيحة لحاكم بدلا من أن أقدم لائحة إتهام، ولكنكم تعرفون إن الوطن أهم خاصة وهو مهدد تهديدا خطيرا،ولنتحلى بصفات الرب والوطن والأباء والأمهات بمسامحة ابنائنا المخطئين.
حلم تنحي المالكي يشبه كثيرا ما حلمنا به بتنحي صدام من أجل الحفاظ على الوطن من الإحتلال ،أثبتت الأحداث صحة حلمنا ذاك وستثبت صحة حلمنا الجديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا