الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة سيئة النية لحادثة فقدان المستوطنين الثلاثة

عتريس المدح

2014 / 6 / 18
القضية الفلسطينية


حمل العالم الاوروبي و أطراف بالادارة الامريكية وجزء ليس بالقليل من الشارع الاسرائيلي ضمنيا فشل استمرار المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية لحكومة بيبي نتانياهو، خصوصا بعد رفضه الافراج عن الدفعة الرابعة لأسرى ما قبل أوسلو والذي كان أحد شروط ا الاتفاق والذي وعلى أساس شروطه أوستنفت المفاوضات، وكان تملص نتانياهو من الالتزام بشرط اطلاق سراح الدفعة الرابعة من الاسرى متعمدا، نتيجة التجاذب والصراع بين الحلفاء الذين تتشكل منهم الحكومة والتي تميل للتطرف المفرط نتيجة خضوعها لابتزازات الاحزاب الاستيطانية
في المقابل العجز الذي يعاني منه خط الرئيس أبو مازن على المستوى الداخلي وعلى مستوى تحقيق تحسن في شروط انشاء دولة فلسطينية ( بكلام مباشر فشل مشروع أوسلو) وانسداد أفق المستقبل أمام الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، و أيضا ذلك الفشل الذي تعاني منه حماس في قطاع غزة نتيجة الوضع المعيشي الصعب للشعب الفلسطيني في قطاع غزة نتيجة الحصار الخانق ونتيجة فشل المشروع المقاوم الذي تدعيه حماس، ونتيجة لفشل المشروع القطري للاخوان المسلمين في السيطرة على المنطقة العربية نتيجة صمود النظام السوري في وجه المشروع الاخواني والداعشي، وكذلك نتيجة الهبات الجماهيرية والانقلاب العسكري على حكومة محمد مرسي في مصر، حيث أوجب هذا العجز وذاك الفشل لكلا الطرفين الفلسطينيين فتح وحماس الهروب إلى الامام أمام تذمر الشعب الفلسطيني وفقدانه الامل بالمستقبل و أمام العنت الاسرائيلي في تحقيق تقدم في عملية السلام، خصوصا وأن غول الاستيطان الذي تشجعه حكومة اسرائيل يبتلع مساحات جديدة من أراضي الدولةالفلسطينية العتيدة والذي يمنع عمليا قيام دولة فلسطينية متصلة بشكل حر فيما بين أجزائها، قلنا أوجب هذا العجز وذاك الفشل إنتاج حكومة الائتلاف الوطني، حيث كان هذا الهروب محاولة إيحاء للشعب الفلسطيني بان كلا الطرفين الفلسطينيين يسعى مخلصا لترجمة هموم الشعب الفلسطيني من خلال الحرص على تحقيق الوحدة، وحيث حاول الطرف الاسرائيلي التصدي له عبر محاولات التهديد والوعيد بالحصار ومنع وصول أموال الضرائب ورفع وتيرة الاستيطان وعبر محاولات السعي لدى الاوروبيين والامريكان لمنع قيام حكومة اتفاق ووحدة بين الطرفين برغم إدراك إسرائيل بأن هذه الحكومة لا شأن لها في المفاوضات فهي ليست سوى حكومة إدارة ذاتية للشعب الفلسطيني داخل أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، بينما يتولى إدارة المفاوضات والتوجهات العامة للشعب الفلسطيني على المستوى العربي والعالمي هو م. ت. ف وليس حكومة السلطة الفلسطينية.
إن فشل نتانياهو في تجنيد الاوروبيين لرفض التعامل مع حكومة الوفاق فشل حيث رحب الاوروبيين بهذه الحكومة و أعلنوا حرصهم على الاعتراف بها والتعامل معها، كذلك الموافقة الامريكية الضمنية بإعلاناتها الحذرة والخجوله عدم رفضها فاقم من الازمة المتصاعدة داخل صفوف الحلفاء في حكومة نتانياهو والذي بات يتهددها خطر الانهيار، حتى تهديداته بحجب أموال الضرائب عن السلطة لا يستطيع تنفيذها، لان اسرائيل ستكون المتضرر الاول من وقف التنسيق الامني الذي يهدد به أبو مازن.
في مثل هذا الحال و كما عودتنا معظم الحكومات الاسرائيلية والتي كانت تهرب الى الامام بافتعال أزمات خارجية للهروب من استحقاق الفشل وسقوط الحكومة خصوصا و أن نتانياهو معلم ممتاز وسيد علَامة في هذا المضمار، فكان أن صعد نتانياهو من إجراءآته القمعية وتعنته في التعامل مع قضية الاسرى الاداريين، والذين صعدوا نضالاتهم باعلان الاضراب عن الطعام حيث إن سلاح الامعاء الخاوية من الطعام هو السلاح الوحيد للاسرى الفلسطينيين في ظل التلاعب القانوني للحكومات الاسرائيلية في التعامل مع موضوع الاعتقال الاداري، وكان هذا التعنت محاولة لارضاء شركائه بالحكومة وبالذات لارضاء أحزاب المستوطنين، لكن كان للصدى الدولي في رفض سياسة الحكومة الاسرائيلية إزاء قضية الاسرى الاداريين ما ساهم في مزيد من العزلة الدولية لسياسة نتاياهو الخاضع لارادات أحزاب المستوطنين حلفاءه في الحكومة، فحتى بان كي مون لم يكن أمامه سوى الاستيقاظ لمدة خمسة دقائق ليطلق تصريحا بضرورة معالجة موضوع الاعتقال والاسرى الاداريين.
فكيف يمكن لبيبي نتانياهو أن يهرب من هذا الفشل
فالعالم يحمله المسؤولية عن فشل المستوطنات
والعالم يرفض سياسة الاستيطان
والعالم يطالب بمقاطعة منتوجات المستوطنات
وحركات المتعلمين والمثقفين في جامعات أوروبا تتزايد ويرتفع صوتها لمقاطعة الجامعات الاسرائيلية
والعالم يتفاعل ايجابيا مع قضية الاسرى الفلسطينيين
والفلسطينيون يردون بحكومة وفاق
وحلفاء نتنياهو يطالبونه بمزيد من الخضوع لاراداتهم ولبرامجهم
وهنالك فشل كبير لسياسة نتانياهو على المستوى الاجتماعي
أي أن سياسة حكومة اليمين العلماني والديني والاستيطاني تلاقي المزيد والمزيد من العزلة على المستوى الدولي، وتواجه المزيد والمزيد من التفاعل الجماهيري الاسرائيلي الداخلي الرافض لاجراءاتها بالمس بقوت الفقراء ومتوسطي الحال

فماذا يفعل للتملص من الازمات والعواصف التي تحيط به وتكاد تميد بحكومته
لقد جاءته على طبق من ذهب حادثة اختفاء المستوطنين الثلاثة، فهي ستعيد اللحمة بينه وبين شركائه على قاعدة معاقبة الفلسطينيين وعلى قاعدة أمن الجمهور الاسرائيلي أولا، و ستعطيه المبرر للانقضاض على حكومة الوفاق الفلسطينيية من خلال تعطيلها بفرض الحصار وتوسيع مدى الاعتقالات لاعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني ( البرلمان الفلسطيني ) من عناصر حماس أو ممن يسير في ركبها، وسيبدأ بعملية اجتياحات هنا وهناك لارضاء اطراف اليمين العنصري ولربما اطراف في اليسار الانتهازي الصهيوني ، بهذا سيظهر بمظهر حامي الحمى وسيحقق من جديد هدفه في افشال حكومة الوفاق الهزيلة أصلا ، بنفس الوقت الذي سيظهر فيه من جديد أمام العالم بثوب الضحية للارهاب الفلسطيني صائحا ألم أقل لكم بأن أبو مازن متطرف ويتحمل المسؤولية الاولى فهذه أول ثمار وحدته مع حماس اختطاف ثلاثة مستوطنين
نعم فهذا النتانياهو يتصف بالميكافيلية والديماجوجية
لا حظوا ماذا تفعل حكومة نتانياهو، فهي تركز في اعلامها على حماس وكذلك في اعتقالاتها ، وليس على أطراف أخرى كانت دائما مرشحة لاتهامات مماثلة
أتذكر هنا حادثة قديمة، هي حادثة اختطاف باص اسرائيلي على طريق المفاعل النووي ديمونا حيث أكد الاعلام الاسرائيلي بأن الشاباك اعتقل أحد المهاجمين حيا لكن تمت تصفيته فورا وتوجهت أصابع الاتهام الى أن تصفية المهاجم بعد اعتقاله كانت لاخفاء معلومات لا ترغب اسرائيل بكشف الغطاء عنها، ولا حقا كانت هذه الحادثة سببا مباشرا لتصفية القائد الفلسطيني أبو جهاد ، حيث كان المخابرات الاسرائلية قد تقدمت عدة مرات بطلب تصفيته ، لكن كانت تجابه برفض المستوى السياسي في اسرائيل، الى أن صارت هذه الحادثة حيث جاء القرار بعدها بالموافقة على عملية التصفية، وحيث غمز البعض في الاعلام الاسرائيلي في حينه بأن هنالك مستويات باسرائيل غطت الطرف بل وسهلت عملية اختطاف الباص
أليست هذه ميكافيلية
فلم لا يمكن أن تكون حادثة اختطاف المستوطنين الثلاثة على نفس هذا النمط، وخصوصا و أنه وحتى اللحظة لم يعلن طرف فلسطيني عن مسؤوليته عن هذه الحادثة، وهي ليست في مصلحة حماس المأزومة أصلا بعد أن وصل حكمها لقطاع غزة الى طريق مسدود جاءه الفرج بالاتفاق على حكومة الوفاق
هذا تساؤل مشروع لن تتم الاجابة عليه وتأكيده، حتى ولو كان حقا لحكومة نتانياهو يد بشكل أو بآخر في الموضوع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فشل المفاوضات
عتريس المدح ( 2014 / 6 / 18 - 14:23 )
جاء في المقال
فكيف يمكن لبيبي نتانياهو أن يهرب من هذا الفشل
فالعالم يحمله المسؤولية عن فشل المستوطنات
والصحيح : أن العالم يحمله المسؤولية عن فشل المفاوضات وليس فشل المستوطنات

لذا اقتضى التنويه
ارجو تقبل اعتذاري على هذا الخطأ
مع الاحترام للجميع


2 - الزميل العزيز عتريس
قاسم حسن محاجنة ( 2014 / 6 / 18 - 15:47 )
سلاما وتحية
لستَ بحاجة الى سوء نية
فعملية الاختطاف تستفيد منها حكومات اليمين
مع شجبنا للخطف كوسيلة نضالية ، فالامر لصالح حكومة نتانياهو
وتُلحق الضرر بالفلسطينيين .
وشكرا


3 - مقالة سيئة النية كثيرا
سيلوس العراقي ( 2014 / 6 / 18 - 15:57 )
الاخ عتريس
فعلا انه اسم (اي العنوان) على مسمى ـ المضمون

يمكنك أن تطبق النية السيئة (أو القيام بقراءة سيئة النية) مضمون مقالك على ما يحصل
في العراق أو غيره
حيث ان القادة العرب وعلى رأسهم المالكي والاسد
هم الذين يتآمرون على بلدانهم
ويقتلون شعبهم
ويخطفون ويكذبون
لأنه ليس من سؤال وحساب من قبل المجتمع العراقي والعربي ولا وجود لدولة بمعنى الكلمة في العراق ولا في أي بلد عربي
لكن نتنياهو لا يمكنه فعل ذلك
فهو رئيس في دولة عصرية لها مكانتها في العالم
ويراقبها مجتمع ومؤسسات وشعب وقضاء يختلف كثيرا عن مجتمعات ودول القبائل العربية

ليس في تعليقي هذا أي سوء نية
تحية لك
وأخرى لنيتك


4 - العزيز قا سم
عتريس المدح ( 2014 / 6 / 18 - 17:19 )
نعم المستفيد رقم 1 من عملية الخطف هي حكومة نتانياهو
تحياتي لك ويا أهلا وسهلا


5 - الاخ سيلوس المحترم
عتريس المدح ( 2014 / 6 / 18 - 17:36 )
أختلف معك في التقييم حول حكومات إسرائيل من حيث ميكافيلية سياساتها وساستها، ضربت لك هنا مثل حادث اختطاف الباص على خط ديمونا وكيف ناقشته أطراف في الاعلام الاسرائيلي، أما حول المكانة المرموقة لاسرائيل العصرية فهذا ما لايمكن الجدال فيه خصوصا مكانتها بين حلفائها، لكن حول مناوراتها وتلاعبها حتى بشؤون الاسرائيليين فالناس هناك تعي هذا الامر أكثر مني و منك
أوافقك على الجانب الاخر عن الزعماء العرب فهم نعم بلا حسيب ولا رقيب في كل المجالات
و أهلا بك مع تمنياتي لك بالصحة الجيدة

اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب