الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا نتهم حكومة الاقليم فقط القيام بالتامر !!

عبدالسلام سامي محمد

2014 / 6 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


بخصوص الوضع العراقي المتاءزم و الخطير و بخصوص المستجدات التي حدثت على الساحة العراقية قبل حوالي اسبوع اود ان اوجه بعض الاسئلة البسيطة على الاخوة الكرام او الى الاخوة الاعداء المؤمنين بنظرية التامر و الذين يؤمنون و يعتقدون باءن حكومة الاقليم و بالتواطيء مع اخوانهم العرب من اهل السنة اعدت و خططت للمؤامرة و ساهمت بشكل فعلي و مباشر في الانتكاسة الاخيرة لقوات الجيش العراقي في كل من محافظة نينوى و صلاح الدين و الانبار و في المناطق الاخرى ذات الاغلبية السنية و اود ان اطرح عليهم هذه الاسئلة القليلة التالية :
اولا - هل و متى حكمت العراق و شعب العراق حكومة وطنية نزيهة و غيورة و شريفة و مخلصة و صادقة و غير طائفية و ديمقراطية و علمانية و غير عنصرية و غير شوفينية و غير حاقدة و بالاخص على الشعب الكوردي و على بقية الطوائف العرقية و المذهبية و القومية الاخرى بحيث كانت اولى اولياتها و مركز ثقل نهجها و سياساتها و اهتماماتها هو الدفاع على المصالح الحيوية و الاساسية لدولة العراق و الحرص على المواطن العراقي و حقوقه و حريته و كرامته بغض النظر عن انتمائاتهم الحزبية و الدينية و المذهبية و الفكرية و السياسية و العرقية و القومية و الزقنبوتية !!
ثانيا - هل و متى شعر المواطن الكوردي المغبون او العربي الشيعي بل و حتى السني و التركماني و اليزيدي و الصائبي و المسيحي و غيرهم يوما بعدالة نهج و سياسات الحكومات المتعاقبة و بالكرامة الحقيقية و الحرية الكاملة و العدالة و حقوقه الحقيقية الكاملة في المواطنة و في حفظ حقوق و كرامة الانسان و عدم التنكيل و التهجير و الملاحقة و التعذيب و غيره من الاساليب الوقحة على ايادي اقزام الانظمة الدكتاتورية و الشوفينية المتداولة للسلطة في العراق لكي يحس و يشعر المواطن يوما بان الوطن هو وطنه و له جملة من الحقوق و عليه مجموعة من المسؤوليات القانونية و الاخلاقية و الانسانية و الوطنية !!
ثالثا - هل و كيف و متى و على اي اساس كانت تتعامل الحكومات القرقوشية و الانظمة المستبدة المتعاقبة على دفة الحكم في العراق مع مواطنيها بصورة عامة و مع الشعب الكوردي و قضيته العادلة بشكل خاص !!
ثم و هل و متى علمتنا تلك الحكومات الفاسدة و احزابها الطائفية و ائمتنا و ملالينا و مراجعنا الدينية المتخلفة سلوكيا و فكريا و مناهجنا التعليمية و التربوية العقيمة و المتخلفة ماذا تعني حقا كلمة الوطن و ما هي مفهوم الوطنية الحقة !!
ثم و كيف و باءية صورة كانت تفسر كل واحدة من تلك الحكومات و الانظمة تلك المعاني و المفاهيم الوطنية و الانسانية !! و هل علمتنا تلك الحكومات ما هي لون و طعم و مفهوم الرجولة و الكرامة و الشهامة !! بل و هل سمعنا يوما كلمة صيانة الحريات الفردية و الجماعية و حفظ حقوق و كرامة الانسان و ماذا تعني كل تلك المفاهيم و غيرها في قواميس و نواميس تلك الحكومات الفاسدة !! حتى نكون فعلا واعيين و مسلحين بالثقافة الوطنية و الوعي المتطور و حتى يكون بمقدورنا يوما بناء وطن سعيد و مزدهر يكون اساسه من الفولاذ الصلب و يشعر فيه الانسان بحقوقه و حرياته و كرامته الغائبة و المهضومة !! و لكي يتربى و ينشاء جيل واع و وطني و مثقف و شجاع و نزيه و مسالم و كفوء و غير اتكالي و غير مشعوذ و متعلم و ناجح يخدم نفسه بنفسه و يدافع عن حفظ كرامته و حقوقه و حرياته و يكون صاحب قضية و صاحب مبداء و عقيدة و يكون ملتزما يستطيع ان يدافع عن مصالح وطنه العليا و مصالحه الشخصية و الاجتماعية و الاقتصادية اثناء تعرض تلك المصالح الى الاساءة و السرقة و التهديد و الغزو و النيل و الاستغلال و سوء الاستخدام !! .
بطبيعة الحال هنالك الكثير من هذه الاسئلة المهمة و الضرورية التي ينبغي ان نطرحها على انفسنا قبل اتهام الغير بالخيانة و الارتزاق و حبك المؤامرات . فالاجابة العقلانية و المنطقية على مثل هذه الاسئلة الحيوية تضعنا امام جملة من الحقائق المرة و اللاذعة التي من شاءنها ان توضح لنا مدا الكارثة الحقيقة التي نحن فيها الان و كذلك في المستقبل البعيد . و من خلال الاجابة على هذه الاسئلة سيتوضح لنا ايضا من نحن , و كيف كانت نهج و سياسة حكوماتنا و احزابنا الطائفية الساقطة , و كيف ولدت فينا هذه التربية المتخلفة الفاسدة العقيمة , و من هو و من كان السبب الرئيسي وراء كل هذه المشاكل الكبيرة العالقة الموجودة و التي يعتذر ايجاد الحلول المنطقية لها لحد هذه اللحظة , ثم و لماذا اتفق العراقيون على ان لا يتفقوا على اي مبداء يخدم مصالحهم جميعا و يكون بمقدورهم العيش سوية , و اخيرا فلماذا نتهم بعضنا البعض على حبك المؤامرة و الخيانة و الوقوف وراء الصراعات و النزاعات و الانقلابات . فالحكومات و الانظمة العراقية و احزابها الشوفينة التي توالت كرسي الحكم في العراق كانت تلجاء دائما الى تهميش الاخرين و عزلهم و فرض سياساتها القمعية عليهم بالحديد و النار و خاصة الشعب الكوردي و الاقليات الاخرى , و اليوم عندما يدافع حكومة الاقليم و شعبه عن تجربته الخاصة و عن حقوقه المدونة في الدستور العراقي و التي تعرضت الى التهميش و التنكر و الاهمال , و عندما يدافع الاقليم عن سيادة ارضه و امن و امان شعبه المعرض مرة اخرى للنيل و الاعتداء و الانتهاك من الحكومة المركزية و من الاطراف الاخرى و على راءسهم البعثيين الاوغاد و المرتزقة الممولين بقوة من السلفيين و الوهابيين الهمج , فلا عجب و لا غرابة ان نرى باءن الاصوات الشوفينية الحاقدة على الشعب الكوردي و اقليمه تتعالى للنيل منهم و محاربتهم تحت طائلة من الذرائع الوهمية و الملفقة و الشعارات و الاكاذيب الوطنية الفارغة و منها نظرية المؤامرة التي تعود الشعب الكوردي على سماعها و منذ قيام و نشاءت الدولة العراقية الحديثة و قبلها بكثير ايضا . كما اود ان اساءل مرة ثانية اؤلئك الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة , فلماذا استعانت و تستعين حكومة المالكي و جميع الاحزاب الاخرى دوما بدول الجوار و حتى بالشيطان , و في كل صغيرة و كبيرة , عندما يرون باءن تلك الدول ستساعدهم في تقوية صفوفهم و الوصول الى مصالحهم الفئوية و الحزبية , و منها الابقاء على كراسي الحكم في هذه الدولة العجيبة و الغريبة !! و اذا كانت هنالك حقا شيء من هذا القبيل بالنسبة لحكومة اقليم كوردستان اي باءنها استعانت ببعض الدول لمساعدتها لمحاربة الداعشيين و البعثيين الانذال بغية تحقيق بعض المكاسب السياسية المشروعة للشعب الكوردي و التي وقفت حكومة المالكي بالضد منها عبر سنوات حكمه الطائفي المقيت !! فهل يحق لنا ان نضع حكومة الاقليم و الشعب الكوردي لوحده في خانة الخيانة و التامر !! ففي عراق الماضي و الحاضر الكل يتامر على الكل , و الكل تكفر و تهمش و تقاتل و تريد السيطرة على الكل !! فهل يحق للاخرين التامر على الشعب الكوردي , و يبقى الشعب الكوردي و حكومته مكتوفي الايادي امام المؤامرات و الاعتداءات و عمليات سلب و هضم الحقوق و سفك الدماء !!.
كان هذا مجرد راءيي الشخصي كان الغرض منه توضيح بعض المسائل و النقاط بغية طرحها للنقاش مع احترامي للاراء و الافكار المتناقضة و المختلفة و مع احترامي لكل القوميات و المذاهب الاخرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملاحظة الى الكاتب
اّيار ( 2014 / 6 / 18 - 21:26 )
في العهد الملكي والعهد الجمهوري الاول ( عهد الزعيم ) كان الناس سواسية والقانون يطبق على الجميع ونظامي الحكمين المذكورين لم يكونا لا قوميا ولا طائفيا ولكن الدول الاقليمية والدوائر الاستعمارية لم ترغب ببقاء الزعيم قاسم وحكمه الوطني ..

اخر الافلام

.. السفينة -بيليم- حاملة الشعلة الأولمبية تقترب من شواطئ مرسيلي


.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية ردا على احتمال إرسال -جنود م




.. السيارات الكهربائية : حرب تجارية بين الصين و أوروبا.. لكن هل


.. ماذا رشح عن اجتماع رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيسين الصي




.. جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و