الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة يناير الشعبية الآن . . والى اين ؟

جمال عبد الفتاح

2014 / 6 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


قى تقديرى ان القوى الثورية وقطاعات واسعة من الناس الذين قاطعوا مهرجان تتويج السيسى حينزلوا الشارع خلال الشهور الثلاثة القادمة فى مظاهرات واضرابات واعتصامات دفاعا عن حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية المنهوبة لصالح رجال اعمال القوات المسلحة ـ اللى بيسموها القيادات العسكرية ـ ورجال دولة مبارك , ودفاعا عن الحريات والكرامة الانسانية التى انتزعتها الثورة بدماء غالية , وجاء السيسى والعسكر لمصادرتها باسم اْمن الوطن والمواطن , وفرض استقرارهم الاسود الذى عشناة طويلا فى زمن الطاغية مبارك , وتحت زعم محاربة الارهاب الاخوانى الرجعى اللى حضرة وقواه وتحالف معة السيسى والمجلس العسكرى بعد الاطاحة بمبارك , واستخدام كل ذلك زريعة كبرى فى حربهم الاجرامية على الثورة , والتهديد بالحرب الاهلية كما فى سوريا والعراق . ومع الوقت سيتصاعد الفعل الثورى , وتتجمع روافد الغضب الشعبى فى موجة ثورية جديدة , نذرها تبدو فى الافق القريب . والجديد هذة المره تراجع البدائل السياسية لدى العسكر لاستخدامها فى قطع الطريق على الانتصار الكامل للثورة عندما يحتدم الصراع بين قوى الثورة وقوى الثورة المضادة كما حدث فى المرات السابقة .
فقد احترقت جماعة الاخوان والتيار الدينى الرجعى برمتة كقوى ثورة مضادة , ولعقود طويلة قادمة , وعلى الارجح الى الابد . كما احترق اللبراليون والناصرجية وادعياء اليسار لتزيلهم للعسكر طوال الوقت , ناهيك عن رجال دولة مبارك , ولم يبقى غير العسكر اللذين يصدرون قائدهم فى وش المدفع منذ 30 / 6 , ولم يعد ينخدع فيهم الا قطاعات محدودة من الشعب بعد تجربتهم المرة طوال سنوات الثورة , وحتى قطاعات من طبقة الاغنياء يخشون العسكر على ثرواتهم امام تغول راسمالية الكاكى فى الحياة الاقتصادية والدولة , فهربوا معظم ثرواتهم الى الخارج مما يفاقم من مازق الحكم القائم والازمة الاقتصادية الخانقة , ويضيق من مساحة النخبة ـ الخدم وتاثيرها الخادع على البسطاء من شعبنا . وبهذا اصبح الديكتاتور الجديد ودولة العسكر يحاربون معاركهم الاخيرة دون ظهير اجتماعى باستثناء بعض الشرازم المحدودة من الاغنياء وقيادات اجهزة الدولة والاعلام ومثقفى السلطة والبلطجية , ويعتمدون فى صراعهم ضد الثورة بالاساس على القضاء والشرطة والجيش الذى لم يعد بمناْى عن تاثير الثورة بين الجنود وصغار الضباط .
ولقد احرزت الثورة انتصارات عديدة على نظام مبارك . . من الاطاحة بالطاغية والعديد من رجال حكمة , الى احداث تشققات وتفكك واضعاف لآلة الدولة , وهزيمة الشرطة هزيمة منكرة , وتوجية ضربات ساحقة للتحالف بين الاخوان والعسكر وامريكا لم يفوقوا منها حتى الان , ثم الاطاحة بحكم الاخوان , وفضح كل القوى اللبرالية والناصرجية واليسارتية المناصرة للعسكر , ولدولتهم الرجعية . ونتيجة لهذة الانتصارات اكتسبت قوى الثورة والعمال والكادحين والمفقرين من شعبنا الثقة بالنفس والكثير من الوعى والتجربة الثورية بعد ان حطمت دائرة الخوف والذل اللعينة المفروضة علينا لعقود طويلة , ولكن مشكلتها الرئيسية , التنظيم الثورى الجماهيرى صاحب الفاعلية والرؤية والاستراتيجية الثورية لم تحل بعد , وان كانت انويتة فى الرؤية والوعى الثورى والاشكال التنظيمية الجنينية بادية فى التشكل بطريقة تختلف عن الاحزاب والتنظيمات التقليدية تحت تاثير التجربة الخاصة لشعبنا خلال سنوات الثورة , انها علامات نمو وتقدم قوى الثورة . . .
ان هذا الوضع المتقدم من الصراع بين الثورة والثورة المضادة , وتحدد المعسكرات كما اوضحنا , ينتقل بالثورة الى لحظة جديدة شديدة التعقيد والصعوبة والمخاطر . . قد تطول . قانونها يدفع بضرورة الحسم بين طرفى الصراع , الذى ستكون سمتة الرئيسة العنف بغير حساب من قبل معسكر اعداء الثورة بقيادة دولة العسكر , مع انتهاء خرطة طريقهم , بانتخابات يرلمان الثورة المضادة , حال تمكنهم من انجازها ؟ فعلى قوى الثورة ان تضع كل ذلك فى حساباتها , واستعداداتها للمواجهة الدامية ايا كانت التضحيات , فالثورة قادرة على الانتصار النهائى اكثر من اى وقت مضى , بحكم تجذر الثورة , واتساع الطبقات صاحبة المصلحة فيها , وبحكم الوعى والتجربة المتحصلة لدى القوى الثورية عبر معارك سنوات الثورة الماضية . وعليها الا تستمع لتلك الاصوات المهزومة منذ زمن ـ المتشحة زورا بالفكر العلمى واليسارية الزائفة ـ القائلة بان زمن الفعل الثورى قد انتهى , وعلى قوى الثورة ان تعترف بذلك , وتلتحق بخريطة مستقبل السيسى ودولة العسكر , وتشارك فى انتخابات برلمان الثورة المضادة , علها تحصل على بعض الفتات والمصالح التافهة من بركات قوى الثورة المضادة , فتعود جماهير الثورة طواعية الى حظيرة دولة العسكر كما يتمنى ويسعى اْولئك المنافقون , وعلى وجوههم الذليلة كثير من الخزى والانكسار . . . والمؤكد من مقاطعة الجماهير الواسعة لتنصيب الديكتاتور الجديد ان الثورة لم تتراجع او تنتهى بعد كما يروج امثال هؤلاء الافاقون , وان تكتيك المقاطعة الثورى للمسار الشرعى لقوى الثورة المضادة تزداد فاعليتة اكثر من اى وقت مضى , ويكسب الجماهير الشعبية ثقة اكثر فى نفسها وواصرار اكبر على ان تقدم الثورة مرفوعة الراْس حتى الانتصار الكبير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن يحذر من تداعيات اقتحام إسرائيل لمدينة رفح


.. أمريكا تفتح تحقيقا مع شركة بوينغ بعد اتهامها بالتزوير




.. النشيد الوطني الفلسطيني مع إقامة أول صف تعليمي منذ بدء الحرب


.. بوتين يؤدي اليمين الدستورية ويؤكد أن الحوار مع الغرب ممكن في




.. لماذا| ما الأهداف العسكرية والسياسية التي يريد نتنياهو تحقيق