الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللعبة الخطرة – 3 –

حميد غني جعفر

2014 / 6 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ان ما ذكرناه في – الحلقتين السابقتين – ليس بالامر الجديد لكننا أردنا فقط إيضاح خيوط اللعبة للراي العام – وتذكير العراقيين الذين اكتووا بنيران هذه اللعبة الخطرة بوعي منهم او بغير وعي او بغفلة منهم ... بفعل تضليلهم بالدين والطائفة وانجروا بعواطفهم الساذجة وراء الطائفة وشغلوا انفسهم فقط بالزيارات الدينية والبكاء واللطم والنواح والشكوى الى – آل البيت عليهم السلام اجمعين ... تاركين الوطن جانبا ومتناسين معاناتهم المزرية – بكل تفاصيلها اليومية – وحياتهم المهددة في اية لحظة ... وهذا بالضبط ما أراده الطائفيون ومن وراءهم امريكا لاشغالهم بهذه القضايا الثانوية ... وابعادهم عن قضايا الوطن الكبرى ... فكان لهم ما ارادوا – للاسف – ولطالما حذرنا وكل الوطنيين المخلصين من مغبة نهج المحاصصة الطائفية المقيتة وما يمكن ان تجلبه لشعبنا وبلادنا من دمار وخراب زيادة على ما هو عليه اصلا من دمار وخراب ... ودعونا وكل الوطنيين المخلصين ايضا الى تطهير وتشذيب القيادات العسكرية والاجهزة الامنية من العناصر الفاسدة والمشبوهة وغير الكفوءة واعتماد الكفاء والنزاهة والاخلاص والولاء للوطن وحده ، حتى ازدادت الاوضاع سوءا – في كل مفاصل الحياة اليومية – وطيلة فترة الولاية الثانية للمالكي ... إذ صم آذانه ومن معه من المتنفذين عن اي نداء مخلص وعن اية مبادرة وطنية جادة ومخلصة لاخراج البلاد من ازمتها ... لكنها لم تجد لها صدى لدى هؤلاء المتنفذين – لانها تتعارض ومصالحهم الانانية ... فلو كان قد استجاب هؤلاء المتنفذين وفي مقدمتهم المالكي لصوت العقل والحكمة ... لما كان قد وقع المحذور ولما آلت بلادنا الى هذا المآل والمأزق الخطير الذي نحن فيه اليوم ... حيث يتعرض وطننا الحبيب اليوم الى هجمة وحشية بربرية لقوى الارهاب الدولي – الظلامية – من داعش والبعثيين ومن يخطط لهم ويقف وراءهم ... فسقطت الموصل وصلاح الدين وديالى والانبار وعديد من المدن العراقية الاخرى بيد المسلحين الارهابيين او ما يسمى – الدولة الاسلامية في العراق والشام – ولازالت المعارك الضارية دائرة هناك بين المسلحين الغزاة والقوى الامنية ... والملفت للانتباه ان خطة داعش واحتلالها لهذه المدن هي ذات الخطة التي دخلت بها امريكا للعراق في حربها الاخيرة ... إذ كانت امريكا على اتصال وثيق ومستمر مع أغلب كبار الضباط من قادة الوحدات والفرق العسكرية ودعتهم الى الاستسلام وعدم المقاومة مقابل ضمان حياتهم ودخلت القوات الامريكية الغازية بسلام ودون مقاومة تذكر وانهارت كل القيادات العسكرية ... وهذا ما حصل اليوم ايضا بانهيار وهروب القيادات العسكرية وكذالك محافظ نينوى اثيل النجيفي ... نعم سقطت كل هذه المدن بذات الخطة وبذات الخيانة ايضا ... فبماذا يفسر ذالك ؟ فنحن هنا لا نتهم امريكا جزافا لكننا ندرك تماما طبيعة النظام الراسمالي العالمي القائم اساسا على الظلم والاستعباد والاستغلال الطبقي البشع وعلى سلب ونهب ثروات وخيرات الشعوب الضعيفة والتحكم بمصائرها خصوصا امريكا عدوة الشعوب وزعيمة الامبريالية العالمية والقطب الاعظم في عالم اليوم ولا تنسى الشعوب تاريخ امريكا الاسود الحافل بالاجرام منذ اكتشاف القارة الامريكية وكيف قامت ونشأت الولايات المتحدة الامريكية على اشلاء الملايين من الهنود الحمر – سكان امريكا الاصليين – الذين سحقتهم بكل وحشية وطردت الباقين منهم من بلادهم وارضهم – لتأتي بشذاذ الآفاق من البيض الاوربين لتشكل منهم دولة ... ولا تنسى الشعوب ايضا سياساتها المعادية لقضايا الشعوب التحررية وتآمرها على مجموع حركة التحرر الوطني العالمية ومنها منطقتنا العر بية واساليبها الخبيثة الملتوية وهي التي شنت حربها على مصر عام 1956 – العدوان الثلاثي الانكلو امريكي الاسرائيلي وهي ايضا من أسقطت النظام الوطني الديمقراطي في الكونغو – برازافيل – وقتلت الزعيم الوطني – باتريس لومومبا – وأحرقت جثته في الشارع عام 1961 – وهي ايضا من تآمرت على ثورة 14 تموز 1958 التحررية في العراق باحتضانها ودعمها لشلة القوميين والبعثيين ومعهم عبد الناصر لاجهاض الثورة التحررية عام 1963 - وباعتراف علي صالح السعدي بقوله – جئنا الى الحكم بقطار امريكي – وهي ايضا من شن عدوان الخامس من حزيران عام 1967 على مصر وهي ايضا من أعاد البعث المجرم الى الحكم عام 1968 ... هذا قيض من فيض من مسلسل جرائمها على شعوبنا العربية فقط أما على مستوى العالم فلا تعد جرائمها ولا تحصى ... فشعوب اليابان والفيتنام وكمبوديا ولاؤس هي الشواهد على تاريخها المخزي ... ومن هنا فلا ارى من مواطن مهما كان بسيطا يمكن ان يصدق بان امريكا تحولت اليوم وبقدرة قادر الى الراعية والحامية للديمقراطية والعدالة وحقوق الانسان ... فما ذكرناه في – الحلقتين السابقتين – عن مجمل اوضاع بلادنا منذ العام 2003 وما نعيشه اليوم يؤكد على ان ما يحصل اليوم من هجمة همجية شرسة على بلادنا وشعبنا ان هي الا لعبة خبيثة وقذرة لابقاء العراق على ما هو عليه من فوضى عارمة وصراعات ومهاترات بين المتصارعين من حلفاءها لكي تبقى هي المتحكمة بمصائر البلاد ومواردها الاقتصادية في خضم هذه الفوضى الخلاقة واشغال هؤلاء الساسة بالصراعات على المغانم – ولكي يبقى العراق ضعيفا وخاضعا لهيمنتها وسوقا لتصريف بضائعها ... وإلا هل من المنطقي او المعقول وهي الدولة العظى وبما تمتلكه من الطاقات والكفاءات وبتفوقها العلمي والتكنولوجي انها لا تستطيع إصلاح الطاقة الكهربائية على مدى أحد عشر عاما منذ غزوها للعراق ؟ في حين انها أعادة إصلاح الطاقة الكهربائية للكويت بظرف ايام لا شهور ولا سنين عند تحريرها من الغزو الصدامي ، فهذه ابسط المؤشرات على انها لا تريد للعراق ان يتقدم خطوة واحدة باتجاه اعادة بناء ما هدمته امريكا في حربها الاخيرة من هدم كامل للبنى التحتية – لانها تعلم ان اصلاح الطاقة الكهربائية سيمكن العراق من اعادة اعمار البلاد والمصانع الحيوية التي دمرتها ثم اعادة تشغيل الدورة الانتاجية وتطوير اقتصاده الوطني – لكنها تريد للعراق ان يبقى اقتصاده متخلفا وأحادي الجانب ويعتمد – على الريع النفطي فقط – كي يبقى خاضعا لهيمنتها ... هذا من جهة – ومن جهة اخرى – نتساءل ايضا هل ان امريكا وهي تمتلك اقوى جهاز مخابرات في العالم غير قادرة على بسط الامن والامان في البلاد التي تحتلها او انها غير قادرة على محاربة الارهاب حقا ؟ ان امريكا بكل تاريخها الاسود تؤكد على انها هي صانعة الارهاب وهي الحامية والراعية للارهاب الدولي وهي الممولة له فهي التي صنعت القاعدة وايضا تنظيم داعش – وهي على علم ايضا بمكان وجود هؤلاء الار هابيين – والدليل انها من قتلت الزرقاوي في العراق وهي من قتلت ابن لادن – فكيف لا تعلم او لاتدري بمكان عزت الدوري او محمد يونس مثلا او غيرهما من عصابات البعث او الارهابيين الاخرين مع ان الدوري احد المطلوبين في قائمتها التي اصدرتها عند غزوها للعراق فلماذا لم تقبض عليه ؟ فهي على علاقة وثيقة به وبغيره من البعثيين الهاربين ... ذالك لانها تريد ان تجعل من البعثيين كورقة ضغط على على حكومة الاسلام السياسي وتخويفها وتهديدها باعادة البعث ... علما بانه حتى اياد علاوي هو على صلة وثيقة ومستمرة بالبعثيين .
والى لقاء جديد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث