الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش : هكذا تصنع الوحوش

خالد عياصرة

2014 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


داعش : هكذا تصنع الوحوش


تتابع الاخبار والتقارير في العراق وسوريا، تصيبك قشعريرة، ما الذي يحصل هناك، لماذا يتقن الجميع فن التنكيل والقتل.

تمر امام عينيك صورة رجال معصوبو الاعين، وخلفهم رجال ملثمين، يصوبون فوهات بنادقهم، صوب رؤوس اولئك ؟ يا لجبنهم !

صورة اخرى لمجموعة من هذه الطوائف، تقطع رؤوس عدد من المواطنين، وبعد ذلك يلقونها في احدى الازقة، ليلعبوا بها كرة قدم !

هكذا تصنع الوحوش

من مجاهل الدنيا أتوأ، إلى المنطقة، إذ لفضتهم اوطانهم، لا لانهم اصحاب سوابق، او مجرمين، بل كونهم يصرون على إعادة العالم إلى ما قبل 1400 عام، وحجتهم بذلك التشبة برسولنا الكريم، واصحابة. انطلاقا من افكارهم التي ترى العودة الى ذاك التاريخ ضرورة شرعية منزله مقدسة.

فالدول بالنسبة لهم مجرد ادوات اجنبية للسيطرة على الامة، مثلها الحكومات والمؤسسات، والمشاريع، وكل شي له علاقة بالتطور بداية من التلفاز وليس نهاية بكأس العالم.

لكنهم، مع هذا يستخدمون اسلحة اجنبية، وسيارات اجنبية، وأدوات اتصال اجنبية،، يمنعون الاخرون من استخدامها، وكأنها رجس من عمل الشيطان !

هؤلاء يرفضون كل شيء، في الحياة، ويطالبون المجتمعات التقيد برؤيتهم، التي يغلفونها بثوب ديني، لا يقبل النقاش، أو الحوار. وان اراد هؤلاء الرضوخ الى فعل الحوار، فأنهم، يعتمدون حوارا يناسبهم، ادواته، تعلي من هد الترهيب، لا احترام الاراء واختلافها، كما ان اسلحتهم لا تاخذ بالحجة باعتبارها فيصلاً في الاقناع، بل قطع الرؤوس، وترهيب المنطمئنة قلوبهم، وتهجريهم.

فيا ترى ما الفرق بين من يلعب كرة القدم، بواسطة قطعة مطاط ذات شكل دائري، ضمن مسطح أخضر، وتتابعه جموع غفيرة من الجماهير، وبين الذي يلعب برؤوس الناس في الطرقات بعد قطعها ! بعد ذلك يطل عليك البعض ليقول، اننا بذلك ننفذ حكم الله في عباده، وكل من يعصيه سيناله منا ما راره، اذ ان افعالنا هذه ما هي حقيقية الا مقدمة للاتي !


أثمة فرق بين هذا وذاك ؟ وأي الحزبين يمكن الأخذ بأفعاله على محمل الجد، من يلعب للتسلية ؟ أم من يقوم بذلك من أجل للقتل.

أي منطق ذلك، الذي يدعو مثلاً لجلد شباب يتابعون مباريات كأس العالم على يد هؤلاء، أو لهدم كنسية، أو تدمير أثار، أو سرقة اموال البنوك، او لفرض “اتوات ” على المواطنين رغما عنهم.

هؤلاء قذفت بهم بلادهم، او قذفوا بانفسهم الى خارجها، لانهم اعتبروا انفسهم مختلفين، حملوا السلاح، وهددو كل من لا يتوافق مع رؤيتهم، قتلوا كل من لا يتوافق مع دعوتهم، ارعبوا كل من لا يحمل افكارهم.

حتى ان الشعوب التي باتت فعليا تحت حكم رعبهم، صارت تخافهم، وتحسب حسابا لهم، اكثر من خوفها من الله.

اي عقل هذا الذي يدعونا إلى الايمان بمشروعية افعال هؤلاء، واي خلافة اسلامية مزعومة يريدون بناءها، كيف لي ان اؤمن ان القتل صار حرفة وابداع واستمتاع، له جمور من المشجعين، يدعمون اصحابه، ويشجعونهم، لانهم يعبرون عما في دواخلهم المريضة.


كيف للشعوب أن تؤمن بضرورة اسقاط اصنامها ممثلة بانظمتها وحكوماتها، مقابل خلق وحش دموي مرعب يدعى داعش، يلبس مريدوه الدين، ويقدمون انفسهم قبل الله.

أهذه هي الخلافة التي يدعوننا اليها، والتي لا ترى طريقة لاعادة الخلافة الاسلامية الا من خلال اسالة الدماء، وقتل النفس التي حرم الله قتلها، إلا بالحق !

خالد عياصرة
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص