الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة الشراكة الكردستانية في مواجهة التغيرات الاقليمية والمحلية

سامان نوح

2014 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية




حكومة الشراكة الكردستانية في مواجهة التغيرات الاقليمية والمحلية
سامان نوح
اخيرا تشكلت حكومة اقليم كردستان بعد تسعة أشهر (270 يوما) من الانتخابات البرلمانية التي جرت في ايلول 2013 ووسط جملة متغيرات اقليمية ومحلية عاصفة قد تبدل وجه المنطقة وخرائطها وموازين القوى فيها، ما يتطلب اتخاذ قرارات مصيرية.
حكومة الشراكة التي فرضتها نتائج الانتخابات، ولدت بعد صراعات كبيرة بين القوى الكردستانية المختلفة، والتي اتفقت جميعا على ان تكون في السلطة، فلا احد يريد ان يحرم نفسه من "كعكة الحكومة" ومن امتيازاتها وان جاء ذلك على حساب أسس العمل الديمقراطي والحياة السياسية السليمة وبالتأكيد على حساب رقابة الحكومة ومحاسبتها بوجود برلمان مشوه بلا معارضة.
ورغم الاعتراضات والتحفظات الكثيرة على شخصيات الوزراء الذين اختيروا للتصدي لمسؤولية بناء الاقليم والدولة عبر خلق وترسيخ المؤسسات الضعيفة او الغائبة اصلا، تلك التحفظات التي ظهرت داخل الاحزاب نفسها، سواء في الاتحاد الوطني وحركة التغيير او في الجماعة الاسلامية والاتحاد الاسلامي (توريث المناصب للأبناء والمقربين)، وربما حتى في الحزب الديمقراطي ولكن بشكل خفي، اقول رغم ذلك فان ما ظهر بعد تسعة اشهر هو افضل ما ممكن، بعد حالات الانقسام والصراعات الكثيرة الحزبية والسياسية والتي امتدت للصراع على الحقائب والمناصب.
الصراعات في الحكومة الوليدة استمرت حتى الساعة الاخيرة لاعلان قائمة الأسماء الوزارية، وكانت هي من تشغل جزء من اهتمام الجمهور الكردستاني الذي انشغل اكثر بالحرب الدائرة على حدود الاقليم بين مسلحي داعش والبعثيين من جهة والجيش العراقي من جهة اخرى وحتى مع بيشمركة كردستان في مناطق كركوك وديالى.
الاهتمام الجزئي بالصراعات بين الأحزاب على المناصب وداخل الاحزاب على المناصب، غاب تماما حين تعلق الموضوع بالبرنامج الحكومي الذي لم يسمع بطبيعته احد ولم يهتم به احد، وهو لم يشغل اهتمام السياسيين والأحزاب ولو لبضعة ايام، فما تم مناقشته طوال تسعة اشهر (وهو الرقم القياسي الثاني في تاريخ تشكيل الحكومات بالعالم كله) حصص كل حزب في الحكومة.
حكومة الشراكة الوطنية الكردستانية التي اعلنت اليوم، رغم العديد من الملاحظات على وزرائها ومدى قدراتهم ومؤهلاتهم، هي معنية منذ الغد بمواجهة المشاكل الاقتصادية الكبيرة في الاقليم رغم استمرار تصدير النفط، وهي معنية بمواجهة مشاكل امنية معقدة قد تظهر مع انتشار مسلحي داعش وحزب البعث على حدود الاقليم، وهي معنية بمواجهة كل الاحتمالات الممكنة للصراع الاقليمي على اراض المنطقة وللصراعات الداخلية على النفط والأرض وللصراعات القومية والعقائدية التي بدأت شيعية سنية، لكن لا احد يعرف مساراتها ونهاياتها.
واخيرا قادة أحزاب حكومة الشراكة المعلنة، معنيون باتخاذ قرارات مصيرية حول طبيعة الحياة القادمة على هذه الارض، بتأييد المضي نحو الدولة او الكونفدرالية او الاستمرار في فيدرالية شبه مستقلة، كما انهم معنيون بتحديد مسار هذا الاقليم، عبر بناء مؤسسات سليمة وديمقراطية تداولية صحية ومجتمع تسوده الحرية والتنافسية والعدالة الاجتماعية او الاستمرار في حلقات الحياة الحزبية الممتدة لكل مواقع العمل الحكومي والمجتمعي، والمؤسسات المدنية المنعدمة، والخواء المعرفي والانهيار التعليمي والثقافة الاستهلاكية القاتلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة