الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دماؤكم الزكية... تعيد طيب الشهادة

حيدرعاشور

2014 / 6 / 19
الادب والفن



ها هو يوقظ صوت مداه ليلهب الجموع ألوانا من التضحيات ،وهم يرتلون أسماء الثائرين، كانت النجف مكان الصوت وكربلاء كتابا يسجل كلماته بصرخة وينشد الجمرة فالجمرة ويهدد ويهجم بنداء ليفكك دائرة الأفاعي السامة ويقتل جرادها الفتاك.
اليوم تحررت أعلام الرفع وأجمعت في ظلالها اسود الأئمة الأطهار ليكتبوا من جديد سيرة الحسينيين الأوائل والهوادي الصامدين والمهدويين السائرين وكل سارية تنظر هدفها،النجف تعلن عن مدى الخطر ومداه وتوزع كربلاء بحرا من الرجال مرددين : إن سقف الدمع يأوينا منذ أن غطت أرضه دماء شهداء عاشوراء...ليموت الخوف في الصدور ويأتي صوتك طلسماً يملأ القلوب يؤلف بين الموالي وبين الموت.
الساحة لم تعد حرب هواجس وظنون ولا تاريخ منقوش بالدم ومباراة قائمة بين الأضداد ،هناك من يحتكمون الى لعبة استعادة سارية القتل من أجدادهم ليحرقوا كف القوانين الإلهية بيد النبلاء وورثة الأتقياء...لم يرحل عن الكف التحام الجمر وهم يسمعون صوتا يذكرهم ليرمموا الأرجل والسواعد من تعب الانتظار ،يكاد يهتف بالعشائر صيحة وصلت من الأحداق للأحداق ... يا صوته الذي يدمر قلوبهم ويهز قلاعهم يقول: هذه مدن الإمام تهجر النوم وتلبس درع الموت فحان الوقت .
فجاءوكم صفوفا في كفهم الحناء يخاطبون شهيد كربلاء بسكينة ووقار من يعيد ليغتسل الحجاب بصرخة كتبت على ورق الثأر.. ها هي مدن الأئمة القريبة والبعيدة تلتقي للدفاع عن كرامات الإنسان ومقدسات الإسلام ..

أيها المقدسون السامعون صوت النداء هذه بداية ثورة الانتظار تسرج في هممكم تكوينات الارتقاب لأبواب هذا المدى ،وهيئوا زمانكم للاحتراق وتذكروا كيف جاءوه وذبحوه وحملوا رأسه على القنا وتركوا جسده في العرى وسحقت على صدره الشريف خيولهم وسبوا نساءه وحرقوا خيامه وتولوا وصلّوا عليه فمن يستشير القتيل الآن غير صولاتكم ... أوقفوا أيها الإبطال هذا الدم المستباح لشيعته منذ يوم ذبحه على الفرات وعادوا يحلمون بالفرات ...
افرشوا راحتكم أقمارا له ،التهليل هي ساعات انتصاركم ..فان المؤمنين ينتشون سمع النداء طريا من مآذن الصحن الشريف ويقتسمون الشهادة والخنادق معكم .لقد كان بصوته اخضرار الرياح وتسكننا صلابة نخلة بانتظام الرصاص لتعلوا الشهادة رمزا للصمود للتحرر.
أيها المقدسون سبق وعاشت كربلاؤنا مصاب الأطماع ارادوا أن يزيدوا بجرح الشهيد القتيل الغريب العطشان جراحا وكان الصوت يعلن عدم استباحة الدماء فان ضريحه مكانا ارتبط بالسماء وانتم جميعا تحملون اسم صاحب المكان ،فاستفاقت على أرضه الأرواح المطهرة وجمعت الشمل دون دماء... لم تكذب عيون التاريخ ها هي الأسماء تكشف عن سلالتها تهوي من جديد في بقاع النار... واكتملت شروط الحضرة بفكره والتفتت الى يد يظل الله حافظها ويعمرها ويديمها حتى ظهورك الشريف أيها المنتظر الحاضر الغائب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب


.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج




.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت