الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتظرنا خطاب أوباما, وليتنا لم ننتظر

بلقيس حميد حسن

2014 / 6 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


انتظرنا أوباما ليقول, فما قال شيئا, سوى نصائح نعرفها جميعا وكأنه رجل دين, أو واعظ..
إن ما طرحه أوباما مجرد نصائح بلا حلول, وكلمات تشبه كلام الأب لولده الصغير الذي يتعارك مع أخيه..
نعم مجرد نصائح لطوائف متقاتلة, وحقيقة الأمر أن الوضع ليس بهذا الشكل.
الصراع في العراق سياسي بحت, مدعوم من جهات وأطراف عديدة , كل منها يريد إعطاءه صفة الطائفية لتغطي على جرائمهما, ليخلطوا الأوراق ويحصلوا على تعاطف ومساعدات دول الجوار كل حسب طائفته ..
في حقيقة الأمر, إن من يحمل السلاح الآن ليس السنة بمواجهة الشيعة حصرا- وان كانت الحكومة ذات طابع شيعي مستفز- انما من يحتل المدن العراقية الآن هي عصابات مجرمة لايمكن أن تتفهم حلولا سياسية, ولاتتفهم الحوار, عصابات ظلامية , أي أن الصراع بين الحضارة والهمجية, حيث أن داعش هي عصابات ليس لها أية لغة سوى القتل والتدمير وتخريب كل ماتصادفه في وجهها من مظاهر المدنية..
ولو كان الصراع سنيا شيعيا لما رأينا أن بنات الموصل والرمادي يغتصبن وهن سنيات, ولما رأينا أن ابناءها يجلدون ويقتلون إن لم يستجيبوا لأوامر داعش وعصاباتها, ولما رأينا أنهم يهدمون حتى تماثيل الشعراء والصلبان وتخريب الكنائس والمقابر والأديرة..
داعش قوة مدمرة لايمكن التعامل معها سوى بالسلاح, فهي كالفايروس الذي يسري في جسد العراق لابد وأن يُباد قبل أن يقضي على كل شيء ..
الغريب بالأمر أنني لن أجد في خطاب أوباما حديثا عن داعش كمنظمة ارهابية تضم بصفوفها مجرمين من دول عديدة ومتباعدة الأطراف ومنها اوروبية, وقد يمتد خطرها الى بلدان بعيدة كالوباء ومنها الولايات المتحدة. لماذا ليس لدى أوباما أي خوف منهم وكأنه قد ضمن شرهم؟
لقد تحدث أوباما عن أمريكا وامكانياتها أكثر ماتحدث عن الإرهاب وفلول البعث ومن يدعم هذا الارهاب الذي يحرق الأخضر واليابس..
إذن مالذي أفادنا خطاب أوباما؟
لا شيء.
يتضح جدا أن في الخطاب تهاون كبير ولامبالاة بأرواح الضحايا, وتناسيا للفوضى والمشاكل التي تقضم العراق وتمزقه شيئا فشيئا, وكأن أوباما يقول بقلبه:
أذهبوا الى الجحيم انتم ودينكم وطوائفكم وهمجيتكم ايها المسلمون ولتقتلوا بعضكم وتريحوا الارض من شروركم وتخلفكم...
أو أن أوباما لن يفهم الصراع الحاصل في العراق, وأن مشكلة العراق خاصة وعميقة جدا, لايفهمها إلا من تعايش مع العراقيين, وتابع تاريخهم البعيد والقريب, وربما لايفهمها غير العراقيين أنفسهم.
لو كان عند أوباما بعض خجل وبعض احترام لانسانيتنا لتحدث بجملة واحدة يواسي بها الشعب العراقي لما يفقده من ضحايا يوميا ويعانيه من وجع في حياته اليومية, وإن لم يشكل عنده المسلمون أهمية بشرية فعلى الاقل يواسي المسيحيين المستباحة دمائهم وكنائسهم.
يا عرااااااااااااااق
لاتنتظر خطابا من أحد
لملم جروحك وابذر المحبة بين أناسك, واحزم أمرك للقضاء عسكريا على داعش ومن يدور بفلكها, فلا يشعر بالنار إلا من تطأها قدمه, ولا حل لك سوى هذا...
19-6-2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب