الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عسكرة المجتمع بين اﻷ-;-مس واليوم

عمر الحسان

2014 / 6 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


عسكرة المجتمع بين الأمس واليوم

كان الكثير من السياسيين والأحزاب التي دخلت الى العراق بعد سقوط بغداد عام 2003 تنتقد عسكرة المجتمع وهي السياسة التي كان يتبناها صدام حسين عندما كنا نرى الوزراء وأعضاء القيادة القطرية في نظامه يرتدون العسكري وعندما كان يبتدع كل يوم جيش مختلف مثل الجيش الشعبي وجيش القدس ويدعوا الناس للألتحاق به ، كان صدام حسين يقوم بذلك تحت عنوان أن العراق في خطر مستمر وأننا معرضون للغزو وأننا نحمل لواء الدفاع عن الأمة العربية وفلسطين في حين كان الشعب العراقي يموت جوعا وتنعم معظم بلدان الأمة العربية بالراحة والسلام .

واليوم معظم السياسيين أمثال المحافظيين ورؤساء الكتل السياسية يرتدون العسكري والشعب ايظا والدعوة الى أنشاء جيوش تحت عدة مسميات وتحت عقيدة الدفاع عن المقدسات في النجف وكربلاء وبغداد وسامراء فيما يموت الشعب من الجوع والأمراض .

من كانوا ينتقدون عسكرة المجتمع اليوم يدفعون الناس الى العسكرة والفرق الوحيد بين الأمس واليوم أن صدام حسين كان يعسكر المجتمع للبقاء في الحكم تحت عراق موحد يضم كل الطوائف تخاف منه كل دول الجوار والمنطقة ينعم بالأمن والامان .وأما الان فأن الاسلام السياسي الشيعي يسعكر المجتمع للبقاء في الحكم تحت عراق طائفي مقسم ضعيف يتدخل كل من هب ودب في شؤونه . كأن الطغاة في العراق يتبعون سياسة التجويع مع الشعب حتى تلتحق الناس بالعسكرة وليس بالعسكر لأنها المهنة الوحيدة التي توفر المال للمواطن .

كانت قناة السي أن أن قد عرضت صور لرجل من محافظة النجف قبل سقوط بغداد عام 2003 وهو يحمل سلاحه ويرتدي الزيتوني وهو الزي البعثي في عهد صدام حسين في منزله ويعلق صورة صدام حسين على الجدار وبعد أكثر من عشر سنين عادت اليه القناة لتجده على حاله في منزله الذي لم يتغير به شيء ومازال يحمل سلاحه لكنه رفع صورة صدام حسين ووضع مكانها صورة لأحد الأئمة المعصومين (الأثنى عشر) لدى الشيعة وهي تعكس ولائه للمرجعية الشيعية .هنا تكمن المشكلة بأن الشعب العراقي عموما الشيعة خصوصا لايستطيعون العيش بدون قائد يعسكرهم بأستمرار فلو كانوا يثقون بألأجهزة اﻷ-;-منية والجيش المكون منهم ويكتفون بدعمه بدل أرتداء الملابس العسكرية وحمل السلاح في الشوارع بهذه الطريقة العشوائية لما وصلنا الى هذا الشحن الطائفي الموجود حاليا . قد يقول البعض لما لا تتحدث عن الطرف الثاني الذي يحمل السلاح بعشوائية ايظا ؟ وهذا صحيح لكن الطرف الثاني حسب كلام الحكومة أنه متمرد وأرهابي .

مشكلة العراق أنه لا أحد في العراق يسعى الى دولة مدنية ومجتمع مدني يحكم فيه القانون لأنه أذا تطبق هذا الأمر فسوف تسقط الأصنام التي تقدس في مختلف مناطق البلاد وطوائفه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-