الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شاتهام هاوس : عملية لندن سببها العراق

هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)

2005 / 7 / 29
الارهاب, الحرب والسلام


: Chatham House
SECURITY, TERRORISM AND THE UK
يقول تقرير صدر في أعقاب العملية الارهابية في لندن عن مؤسسة "شاتهام هاوس" - سابقا " المؤسسة الملكية للشؤون الدولية" ,وهي مركز دراسات بريطاني متخصص في الشؤون الخارجية - أن الحرب التي شاركت فيها بريطانيا إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية ، تسببت في تنامي وجود ونشاط تنظيم القاعدة في المملكة المتحدة. وبحسب فرانك غريغوري (من جامعة ساوثمبتن) و بول ويلكنسن (من جامعة سانت اندروز) , أن انخراط بريطانيا في الحرب على العراق وأفغانستان ساهم في وقوع تفجيرات الخميس (7/7)، في العاصمة البريطانية لندن.
التقرير بعنوان "الأمن والارهاب في المملكة المتحدة" , وقد نشر ضمن ورقة جماعية شارك فيها خبراء آخرون اهتم كل منهم بالتطرق الى موضوع محدد على صلة بهذا المحور.
وقد رأى بعض هؤلاء الخبراء أن المشكل الأساسي الذي يواجه السياسة البريطانية ، أنها تركب على مقعد هامشي إلى جانب الولايات المتحدة، في حربها على الإرهاب. أي أنها لا ترسم سياسة، ولا توجهها خطط واستراتيجية خاصة بها.
واعتبر التقرير أن مشكل الضعف الذي يميز السياسة البريطانية في محاربة الإرهاب، وفي اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاهه، هو أنها مرتهنة للولايات المتحدة الأمريكية، التي تظهر أنها دائما هي التي تقود في هذا الشأن، وهي التي ترسم السياسات.
ورأى التقرير أن المؤسسة الأمنية البريطانية كانت منشغلة خلال عقد التسعينات من القرن الماضي بموضوع الحرب على الجيش الجمهوري، الذي ارتكب العديد من الاعتداءات الإرهابية. ويبدو أن هذا الانشغال فشل في إعطاء أولوية في بداية التسعينات لمراقبة نشأة وتأسيس مجموعات إرهابية "إسلامية" في بريطانيا، بما يعني أن السلطات البريطانية، لم تكن تعطي أهمية للتهديدات التي يمكن أن يشكلها تنظيم القاعدة.
وفي استخلاصات تمثل إحراجا حقيقيا لرئيس الحكومة البريطانية طوني بلير، الذي يرفض اعتبار الحرب على العراق سببا جعل بلاده مستهدفة من تنظيم القاعدة، اعتبر التقرير أن احتلال العراق، "أعطى زخما كبيرا لتنظيم القاعدة أفاد انتشاره وانضمام عناصر جديدة له، وتمويله".
وأكد التقرير أن الارتهان للسياسات الأمريكية في هذا الشأن كلف حياة الكثير من القتلي في صفوف العسكريين البريطانيين والأمريكيين، وكثير من الضحايا العراقيين، إلى جانب الكثير من التكاليف المادية، التي أضعفت الحملة على الإرهاب.
ويأتي تقرير المركز البريطاني في ظل محاولات كبيرة من رئيس الحكومة طوني بلير, للتأكيد على أن، ما حدث في 7 تموز (يوليو) لا صلة له بالحرب على العراق، وأنه ناتج عن ثقافة و"أيديولوجية شريرة". ويصر بلير على هذا الموقف في محاولة للهروب من تحمل المسؤولية، خصوصا وأن تيارا واسعا من البريطانيين، وداخل حزبه كانوا يرفضون بقوة مشاركة بريطانيا في الحرب، بل ويعتبرونها قد تجلب الإرهاب إلى بلادهم.
ويمثل هذا التقرير الذي يصدر عن مؤسسة تحظى باحترام كبير، ولها ارتباطات بالمؤسسات الرسمية، ورقة أخرى ضد بلير، الذي ترتفع أصوات كثيرة اليوم، لتوجه أصابع الاتهام له، بسبب الحرب على العراق. ويعتقد محللون أن خصوم بلير لن يتركوا هذه الأحداث تمر دون أن يضعوا رئيس الوزراء أمام موقف حرج، قد يضطره إلى تسريع انسحابه من زعامة العمال، لصالح رفيقه وغريمه غوردان براون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا