الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطييير..فضيحة مدوية لن تصدقها

خالد غميرو

2014 / 6 / 21
كتابات ساخرة


في علاقاتنا اليومية بجميع أشكالها نحتاج إلى الكثير من الأسباب، لنبرر كل الأشياء والأمور التي نقوم بها، فالجميع ينتظر منك أن تكون نموذجا مشابها لما هم عليه، الأب و الأم والأخوة و الأصدقاء، أن تكون النموذج الذي ساروا فيه و تربوا عليه، لذلك يدفعنا نظامنا الإجتماعي الحالي، لأن نكون مصانع للتبريرات، لأننا يجب أن نبرر كل الأشياء الغير مألوفة بالنسبة لهذا النموذج، لما أنت مختلف، لما ترتدي هذا، و لما تمشي بهذه الطريق، و تتحدث بهذا الشكل،، وتنتمي إلى هنا ولا تنتمي إلى هناك...
هكذا يفرض نظامنا الإجتماعي قيمه، ونحن نتكيف معها وننفلها إلى داخلنا وبالتالي تكون لدهننا القدرة الهائلة على تبرير أي شيء، مهما كان قاسيا وغير إنساني، فصرنا نبرر الأخطاء والخيانات التي إرتكبناها أو إرتكبها الأخرين في حقنا، فنسميها الظروف، أوالتجربة الشخصية، وفي مستوى أخطر خلقنا الإديولوجيا و السياسة لنبرر بها المصالح الأنانية والجشع و السلطة، وإخترعنا شعارات الوطنية والقومية لنبرر بها الحرب، وخلقنا الدين و "الأفكار" لنبرر بهما العنف والصراع، وهذا ما يجري في العالم الآن بشكل واضح، فأغلبية الناس يرحبون بالحرب طالما أن هناك تبرير مقنع بالنسبة لهم، كمحاربة الإرهاب مثلا، أو الدفاع عن حقوق الإنسان...
هكذا يستمر نظامنا الإجتماعي والإقتصادي في العالم، يستمر طالما هناك صناعة هائلة لتبريرات تُصنع بداخلنا نحن، فالعقل الذي يريد أن يجد حلا لمشكلة ما أو يفهم ظاهرة ما، لا يجب أن يبحث عن الحل أو الفهم عن طريق ظاهرة أخرى أو فكرة أخرى، بل يجب أن ينظر إليها مباشرة، كما هي بدون أن يبحث لها عن مبررات الوجود، فأزمة مجتمعاتنا ليست سياسية أو دينية أو إديولوجية، أو لها علاقة بالديمقراطية، بل هي أزمة إجتماعية، أي هي الطريقة التي نعيش بها كبشر، و القيم التي نمارسها و نتبناها بشكل يومي، وبما أننا نخاف كثيرا على طريقة عيشنا التي توارثناها، وغير قادرين على تغييرها، فلابد لنا من خلق التبريرات، و تأييدها و ضمان إستمرارها لنحس بنوع من والإطمئنان النفسي وعدم تأنيب الضمير، ثم نقنع أنفسنا بأن أوضاعنا مرتبطة بهذه التبريرات التي نحن أنفسنا من خلقناها، والأغبى من ذلك أننا نحاول تغيير أوضاعنا عبر السياسة و الدين و الإيديولوجية أو الديمقراطية، التي هي في الأصل نتيجة لهذه الأزمة الإجتماعية؟ أي كيف نغير أوضاعنا بالتبريرات التي نحن من خلقها؟
في الأخير يا عزيزي القارئ ستتساءل عن أين توجد الفضيحة فيما قرأته هنا، في الحقيقة لقد خُدعت، و أرجوا أن تسامحني لعدم وجود أي فضيحة في هذا المقال، فقد تعمدت أن أضع هذا العنوان لسببين إثنين، أولا لأني أردت أن أضمن أكبر عدد من القراء، و أظنك تعرف أن مثل هذه العناوين هي من تجذب اليوم أغلبية الناس ليضيعوا عشرة دقائق من وقتهم في القراءة، فنحن نعشق قراءة و مشاهدة الفضائح، و لو كنت وضعت عنوانا يتناسب مع مضمون المقال لما قرأه أحد، و ثانيا لأني أردت أن أقول لك أن لاتثق في العناوين، و لا تثق في أي شيء تقرأه بما فيه هذا المقال، فقط تق فيما تفهمه و ما تنظر إليه مباشرة، و ليس ما تنظر إليه عن طريق أفكار و ملاحظات و تجارب الآخرين، لكي لا تتحول إلى آلة لصنع التبريرات، وأكبر فضيحة في حياتنا، هي إختيارنا أن نكون أغبياء، و نساهم في إستمرار غباءنا الجماعي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكراً
هانى شاكر ( 2014 / 6 / 21 - 05:31 )

شكراً
___

شكراً عزيزى ألكاتب على ألمقال ألفضيحة ...


....


2 - عذرا
علام ( 2014 / 6 / 21 - 13:29 )
سامحني ، لن أقرأ بعد اليوم أي مكتوب يعلوه اسمك يا سيدي لأنني كغيري لا احترم من يخدعني


3 - شكرا صديقي
خالد غميرو ( 2014 / 6 / 21 - 19:40 )
هناك أشياء كثيرة تخدعنابشكل يومي بدون أن نعلم ذلك و رغم ذلك نستمر في التعامل معها..لك الحق ألا تقرأ ما أكتب، أحترم ذلك


4 - شكرا صديقي
خالد غميرو ( 2014 / 6 / 21 - 19:43 )
هناك أشياء كثيرة تخدعنابشكل يومي بدون أن نعلم ذلك و رغم ذلك نستمر في التعامل معها..لك الحق ألا تقرأ ما أكتب، أحترم ذلك

اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس