الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معارك كبرى لقوى التخلف

عبدالله خليفة

2014 / 6 / 21
مواضيع وابحاث سياسية



يعتمد التطور العالمي العربي السياسي على سببيات مشتركة، عبر نضج الفئات الوسطى والعمالية وأزاحتها للعسكريين والبيروقراطية ورجال الدين وهو التحالف الذي يمثل آخر تحالف للعصور الوسطى القابعة على الصدور قروناً.
ولهذا فإن الثورات العربية مثلت ضربات لهذا التحالف وتصعيداً للطبقات الشعبية بأشكال مختلفة بحسب تطور كل بلد عربي.
البلدان الأكثر نضجاً في هذا التحالف صعدت بدرجة أكبر، فيما ظلت الأقل تطوراً مشوهة أو تتدهور وتعود الى الوراء بسبب غياب قوى التحالف التحديثية ونزول الممارسات السياسية عند قوى سكانية عامية متخلفة وخاصة سكان الأرياف والبوادي الذين يجرون التطورَ السياسي الى الوراء وإلى الحروب الأهلية وصدام الطوائف والقبائل والهجوم على المدن وتخيب التطور.
وقد لعب التحالف الدولي العسكري الدكتاتوري الروسي الإيراني دوره في مساعدة قوى التخلف الطائفية في وقف التقدم وهزيمة الأشكال التحديثية من الديمقراطية.
ارتداد هذه الدول للحروب الطائفية بين أن قيادات القوى المختلفة الرافعة لأشكال ورايات الشعارات الدينية تقود الجماهير الى التذابح وتصفية بعضها بعضا وهي مشكلات خطيرة تتداخل عبر الصراعات الإقليمية كذلك.
إنها تصفي بعضها بعضاً، وهي عملية سلبية ومؤلمة ولكن لا بد منها للتطهير المشترك عن هذه القوى التي دخلت المسارح السياسية وهي قابعة في الماضي وتقوم بالحصاد الأخير لرؤوس العالم الإقطاعي العتيق المتخلف.
ما يبدو مرعباً ودموياً هو ضروري كذلك، ويثبت أن كل أشكال الوعي الدينية والطائفية هذه غدت أحجار عثرة في طريق تطور الشعوب.
إن الميادين الدامية تضع بذوراً لعالم آخر، لعالم حر لا تسيطر عليه هذه الزنزانات العتيقة.
ولهذا فإن دخول العناصر والقوى المتنورة مع هذه الغوغاء التاريخية ليس في صالحها وصالح التطور المستقبلي، بل واجبها أن تعد نفسها لمرحلة جديدة، لمرحلة سياسية ديمقراطية علمانية تكنس هذه الثقافة وتاريخها الطويل الذي أجدب بالأمم العربية والإسلامية.
إن مرحلة أخرى تعود الى ذات المسار المنقطع وتترتب على تطورات اقتصادية وإنتاجية واسعة في صفوف الطبقات الوسطى والعاملة وتجعل المدن مزدهرة قائدة لعمليات التطور الاقتصادية والسياسية بدلاً من مرحلة قيادات الأرياف والبوادي الراهنة المدمرة.
تطورات تقودها المدنُ المزدهرة ذات الانسجام الاقتصادي المعيشي وليس مدن الفوضى والتحلل والعمالة الأجنبية والهجرة والفساد.
وهذا لا بد أن ينعكس في أشكال التنظيمات وقراءتها للتطور الرأسمالي العمالي المشترك، في العالم الغربي الديمقراطي، والعربي في نسخته الوطنية في كل قطر.
إن نجاح أقطار عربية من دون غيرها في عمليات الارتفاع السياسية عن غيرها يعود الى مستوى تطورها الاقتصادي الاجتماعي السياسي القريب من الصيغة الديمقراطية العالمية وليس لأسباب عرقية.
إن العودة إلى الوراء تتضح في اللافتات الدينية القبلية والمناطقية والقومية الضيقة فيما تتمثل عمليات الارتفاع والاقتراب في تصاعد الدولة المدنية وحكم البرلمان ونضج المؤسسات الوطنية الدستورية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حل وحيد فقط.
أحمد حسن البغدادي ( 2014 / 6 / 21 - 12:38 )
تحية أستاذ عبد الله.

نتفق معك حول مسار تقدم العالم العربي، وهو بعزل قوى الريف المتخلف عن سدة الحكم وإدخال قوى ليبرالية علمانية حضارية لقيادة الشعوب العربية والإسلامية نحو مستقبل مزدهر وتغيير الحاضر المأساوي.
لكنك لم تقل لنا، كيف تستطيع قوى علمانية إستلام سلطة في كتلة بشرية تؤمن إن الإسلام الإرهابي المتخلف هو أفضل آيدلوجيا لعيشها وتفكيرها وإدارة إقتصادها؟

الحل الوحيد هو بفضح حقيقة اللإسلام وفضح حقيقة تعاليمه الإرهابية، وإيقاف ماكنته الإعلامية الضخمة المستمرة بتلميع صورة الإسلام وإيهام الشعوب.

وكما قال الكاتب السعودي حمزة كاشغري؛

(لايمكن إقامة دولة ديمقراطية إلا على جثة محمد)

تحياتي...

اخر الافلام

.. رقم قياسي جديد لعملة البيتكوين الرقمية | الأخبار


.. أطيب كيكة ليمون




.. انشغال نواب بتصفح هواتفهم خلال جلسة البرلمان يستفز الأردنيين


.. بارنييه يقدم استقالته للرئيس ماكرون ووزير الدفاع الأقرب لخلا




.. -علف الحيوانات والقمامة-.. للبقاء على قيد الحياة في قطاع غزة