الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ستراتيجيات - نعوم - ... على ارضنا

منتصر الحسناوي

2014 / 6 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


عندما قرأت قائمة أعدّها المفكر الأمريكي " نعوم تشومسكي " (Noam Chomsky) اختزل فيها الطرق التي تستعملها وسائل الإعلام العالمية للسيطرة على الشعوب، والتي حددها بعشر إستراتيجيات أساسية عند التمعن بها نجد ان هذه النقاط طبقت على ارض الواقع ولكون اكثر وضوحاً على بلاد العرب اوطاني و العراق بشكل خاص فالعالم هو المسرح الكوني لأميركا ( حسب المنظرين الاميركيين ) او بمعنى رقعة الشطرنج الكبرى ...... التي يتلاعب بها قطب واحد !
و لكي لا نطيل نأتي على هذه الستراتيجيات .....
اولاً - استراتيجية الإلهاء:
وهدفها الأساس يتمثل في تحويل انتباه الرأي العام عن المشكلات الهامة، من خلال بث جملة من الإلهاءات والمعلومات التافهة التي تضع المتلقي في خانة التشتت "حافظ على تشتّت اهتمامات العامة، بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية، واجعل هذه الاهتمامات موجهة نحو مواضيع ليست ذات أهمية حقيقيّة. اجعل الشعب منشغلا، منشغلا، منشغلا، دون أن يكون له أي وقت للتفكير).
ثانياً - إستراتيجية ابتكار المشكلة:
وإحداث ردة الفعل، ومن ثم تقديم الحل، أي أن يثير الإعلام مشكلة تحدث ردة فعل من قبل الشعب، فيطالب بحلها، في وقت يفترض المطالبة بحل مشاكل أكثر أهمية وملامسة لظروف الحياة اليومية.
و الامثلة العشرات من المشاكل المختلقة و لعل اكبر مشكلة اختلقت في التاريخ الحديث هي الارهاب المشكلة التي اختلقتها اميركا و اعطت لها جواز مرور دبلوماسي للتدخل في دول العالم بكل الاساليب السياسية و الاقتصادية و العسكرية .... و الامثلة كثيرة جداً و نحن نعيش احداها .
ثالثاً - استراتيجية التدرج :
ويعمل بهذه الإستراتيجية من أجل تقبل إجراء من الصعب تقبله , بمعنى إقناع الشعب بضرورة حصول التغيرات الاجتماعية والاقتصادية بنحو تدرّجي تصاعدي و ايهامه بوسائل الاعلام و الإغراءات الحضارية ليكون ما يخططون له يفرض بقناعة من الطرف الاخر و قد يكون بطلب منه ... فداعش اليوم ليست من صنع اميركا !!!
و ليست من يدعمها !!!
وبالتاكيد لم تكن تعلم تحركاتها !!!
و عذرا فهي لم تخطط لها !!!
و هي تهدد امنها !!
ياااااااااا سلام
عذرا سادتي هذا ما يجعل يجعل الشعوب كمراهق جلس تحت الشمس يتخيل عشيقته في حلم يقضه قبل ان تلسعه حرارتها .

رابعاً - استراتيجية التأجيل :
وهي طريقة يتم الالتجاء إليها من أجل إكساب الأمور المكروهة حالة التقبل، كتقبل إجراء ما في الحاضر يفترض تطبيقه في المستقبل، وترسيخ فكرة أن ما يقدمه الشعب في الحاضر، سيجعله في موقع تفادي التضحية المطلوبة في المستقبل . وهي الوعود التي اطلقت و روج لها بالربيع و الزهور و الحرية و الديمقراطية التي ستكون في المستقبل ....
لعله مستقبل سنجده بالاخرة !!
خامساً – بساطة الخطاب
وتتجلى في مخاطبة الناس وكأنهم مجموعة من أطفال صغار، وبواسطة شخصيات وخطب لا تستدعي لدى المتلقي الحس النقدي السليم , فما اسهل اقناع الطفل بهدية صغيرة مقابل خداعه هكذا نحن سادتي عذراً !
سادساً – ستراتيجية استثارة العاطفة :
وتنطلق من استثارة العاطفة بدل تفعيل التحليل المنطقي , أي محاولة تحريك مشاعر وعواطف الناس من خلال إثارة الرغبات والمخاوف والنزعات السلوكية، بشتى الوسائل , وما اسهلها عندنا نحن نعيش في دول مؤسساتها تستثيرها العواطف فما بالك بشعبها !
فموقف مفبرك قد يؤدي الى حرب و نزاعات او غمزة من انجليانا جولي عند زيارتها للأيتام تنسيك من قام بقتل ابائهم !!

سابعاً – ستراتيجية الجهل :
وتكمن في إبقاء الشعوب في حالة من الجهل والحماقة، وإبعادها عن التكنولوجيات المتقدمة ونوعية التعليم الجيد. وهذه موجودة بامتياز خاصة مع خلق التيارات الدينية المتطرفة التي باتت صور بلدننا بفضلها مسخرة العالم وما فينا خير شاهد على ذلك .
ثامناً – ستراتيجية استحسان عدم المعرفة :
تشجيع الشعب على استحسان الرداءة ، كأن يجد الفرد أنه من الرائع أن يكون "غبيا" و هذا نجده كثيرا و على كافة المستويات فالكل يعلم ولأجل المصالح الشخصية هو يفضل ان لا يعلم ...
كذب كذب كذب حتى تصدق ..... سيكون القادم افضل.
تاسعاً – ستراتيجية ترويض التمرد :
أي استبدال حالة التمرد بحالة من الشعور بالذنب. أي جعل الفرد يظن بأنه المسؤول الأوحد عن أخطائه وتعاسته، وأن مشكلاته الحياتية إنما تعود إلى سوء اندماجه ونقص ذكائه وقدراته، عوضاً عن قيامه بحراك سياسي يستهدف بنية النظام الاقتصادي القائم.
ولعل الجانب الديني خير منفذ لهذه الستراتيجية خاصة من قبل المستفيدين من رجالات الدين المسيسين اومن تخدمهم تلك الاوضاع مستغلين ثقة غالب الشعب و ايمانهم بالشعور الديني ...
عاشراً - إستراتيجية سيطرة الإعلام :
من خلال تقدم العلوم البيولوجية والنفسية. اذ يلعب التطور العلمي دورا "هاما" في عمليات التأثير نتيجة دراسة طباع الناس وميولهم. وقد نتج ذلك التأثير برأيه عن الفجوة المعرفية بين عامة الناس، وبين الذين يمتلكون أدوات السيطرة وهم بالتأكيد الدول المنتجة وبالدرجة الاولى دون منازع ( الولايات المتحدة الاميركية ) ، مما يجعل تأثير القوى الحاكمة أقوى من تأثير الأفراد على أنفسهم , و بذلك يتحكمون بانفعاليات الشعوب وخير الشواهد الثورات الربيعية والخريفية والصيفة والشتوية في عمرنا منذ نشأنا ....
و متى تنتهي لا نعلم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية