الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- لن نعود لانتفاضة تدمرنا - ...

ابراهيم ابوعتيله
كاتب

(Ibrahim Abu Atileh)

2014 / 6 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


" لن نعود لإنتفاضة تدمرنا" ...

كلمات قالها رئيس السلطة " الوطنية " الفلسطينية محمود عباس في اجتماع وزراء الخارجية للدول الاسلامية ضمن خطابه الذي بذل فيه جهداً واضحاً لطمئنة الصهاينة الاسرائيليين ومن وراءهم بأنه ما زال حريصاً على مصالحهم وعلى أرواحهم ، فقد قال - لن نعود إلى إلى الفوضى كما في الانتفاضة الثانية ولن نعود إلى انتفاضة تدمرنا - كلمات جاءت في سياق خطاب رئيس يفترض بأن يكون رئيساً لما يسمى منظمة " التحرير" الفلسطينية .. ولكني لم أرَ ولم أسمع في خطابه وضمن كلماته اي معنى من معاني التحرير ومتطلباته ولم احس به بأي روح لمقاومة المحتل، لقد تفاخر محمود عباس بالتنسيق الأمني مع محتلي الأرض الفلسطينية ومع جلادي الشعب الفلسطيني موهماً السامعين بأنه ومن خلال التنسيق الأمني " سيء الذكر" مع العدو الصهيوني إنما يقدم خدمة للشعب الفلسطيني حين قال " بأن التنسيق الأمني من مصلحتنا وحتى نحمي شعبنا " ولا أدري كيف له وبأي معنى يحمي به شعبه ، وهل ذلك يتم من خلال تسخير إمكانات السلطة الفلسطينية لتقوم بمهام الشرطي الأمين على القيام بواجبه وبأرخص الأثمان .
واستطرد عباس في خطابه والحضور يستمعون ، ولا أدري ان كانوا يستهجنون أم يستمتعون ، أم أن منهم من كانوا له يحثون ، ليبين لهم بأن الصهاينة لم يبلغوه عن حادثة الاختطاف إلا بعد مضي 12 ساعة على وقوعها ، مشيراً بأن تلك الوافعة قد حدثت في ما يسمى أراضي القسم ( ج ) وفقاً لاتفاقية اوسلو " سيئة الذكر " ولمن لا يعرف توزيع المناطق وفقاً للاتفاقية المذكورة أوضحها بما يلي :
• مناطق (أ)
وتضم كافة المراكز السكانية الرئيسية وتخضع لسيطرة فلسطينية كاملة – نظرياً - أمنياً وإدارياً وتبلغ مساحتها نحو 18% من مساحة الضفة الغربية البالغة نحو 5,802 كلم مربع.
• مناطق (ب)
وتشكل القرى والبلدات الملاصقة للمدن وتخضع لسيطرة مدنية فلسطينية وأمنية إسرائيلية وتبلغ مساحتها 21% من مساحة الضفة وهذا الموضوع المختلط لا يعطي للسلطة الحق بممارسة مهامها بالشكل الطبيعي في تلك المناطق مما أدى إلى وجود خلل في تكامل بناء السلطة وتقسيم المناطق إلى فئات وعزلها في كانتونات تغلق وتفتح حسب الحالة الأمنية أو المزاج الإسرائيلي.
• مناطق (ج)
وهي المناطق الوحيدة المتلاصقة وغير المتقطعة في الضفة الغربية وتقع تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة أمنيا وإداريا وتشكل نحو 61 % من مساحة الضفة الغربية .
وهنا أقول وعلى الرغم من أن رئيس " دولة فلسطين " – الدولة المراقب في الأمم المتحدة – لا يحكم حكماً ذاتيا " مشكوكاً به" إلا ما نسبته 18 % من أراضي الضفة الغربية ، إلا انه يعود ويعاتب اسرائيل على عدم إبلاغه عن الحادث لحظة وقوعه وهو يعلم علم اليقين أن لا سلطة لديه على اراضي القسم - ج – التي وقع فيها الحادث ، وحين يقول ذلك فكأنه يشير بأن سلطته على استعداد لتوسعة صلاحيتها ، معتدية بذلك على صلاحيات المحتلين من أجل حمايتهم من أي اعتداء قد يقع عليهم في اراض هي تحت حكمهم وسلطتهم ، فهل تتفوق سلطة عباس على قدرة " اسرائيل " وهل كان باستطاعته منع تلك الحادثة ولو كانت على اراضِ ليس له سلطة عليها .. فأي شرطي هذا الذي تتفوق قدرته على قدرة " الجلادين الصهاينة " ؟؟؟؟؟
قال عباس أن الشباب المختطفين بشر ، ونحن - اي السلطة - نريد ان نحمي ارواح البشر وقال بأنه قد علم بأن واحد من المختطفين امريكي الجنسية مضيفاً بأن الأمريكي والاسرائيلي سيان، فهو إنسان ويهمنا حماية الإنسان ... وهنا يصرخ الصوت القادم من ضمير البشرية ، أليس الفلسطيني انسان ، أليس هو الأحق بالحماية ومن الأحق بتلك الحماية الظالم أم المظلوم .
لا يتوفر لدي او لدى غيري معلومات موثقة او مؤكدة عن العملية ومن قام بها فلم يعلن أحد مسؤوليته عنها بعد ، ولكني اقول أن حقائق ومنطق التاريخ يقضي بأن قوى الاحتلال وحيثما وجدت تتعرض للقتل المبرر والاختطاف الواجب القيام به كما تتعرض لكل انواع المضايقات وبكل الوسائل حين لا تتوفر امكانية القتل او الاختطاف ، وإلا فكيف ستكون المقاومة وكيف سيتم طرد الغزاة ، أم أن ذلك يمكن أن يتم فقط بالتنسيق الأمني والغزل من جهة واحدة ، وهنا أقول لقد أضحى الاحتلال الصهيوني لفلسطين أقل احتلال كلفة وأرخص استيطان يتم ممارسته من قوى البغي العدوان عبر التاريخ ،،،
وهل من جواب لدى منظمة "التحرير" الفلسطينية حول كيف سيتم التحرير ، لقد مارس عباس المفاوضات وتقديم التنازلات تلو التنازلات بحيث لم يبق لديه ما يمكنه التنازل عنه ، ولم يتحقق له شيء ، وأعود واقول ومع اني لست مع اتفاقية اوسلو التي استقدمت عباس وجماعته كسلطة فلسطينية ، تلك الاتفاقية التي قسمت أراضي الضفة الغربية إلى ( أ ) و ( ب ) و (ج ) وفرضت سلطة عباس المجزوءة على ما نسبته 5% من أراضي فلسطين التاريخية ، وهي أراضي القسم ( أ ) ، إلا أني اقول ان حتى ذلك ما كان سيتحقق لولا الانتفاضة الفلسطينية المباركة التي قام بها الشعب الفلسطيني بعفويته ، تلك الانتفاضة التي ركبها عباس وجماعته ليحققوا مكاسب لهم ، ولم يعترف لها عباس بالجميل حين قال بأنها قد دمرتنا ، ولعلي هنا أتساءل بما هو لسان حال المحكوم في هذه الأيام ، الفلسطيني التي تحكمه قوتان ، قوة الشرطي الفلسطيني وقوة الاحتلال الصهيوني فإذا ما حاول الفلسطيني المقاومة فإنه يُغلب على امره من السلطة ، وإن استطاع ان يتجاوز ذلك ولو قليلاً كانت له قوات الاحتلال بالمرصاد وكما قال عباس متوعداً الخاطفين ( أن من قام بهذا العمل (الاختطاف ) يريد ان يدمرنا وسيكون لنا معه حديث آخر ) متعهداً ببذله كل جهد ممكن لمعرفة الخاطفين ومعاقبتهم بعد إعادة المختطفين إلى بيوتهم.
" لانستطيع مواجهة دولة اسرائل عسكريا او غير عسكريا " كلمات قالها محمود عباس في اجتماع وزراء الخارجية للدول الاسلامية متجاهلاً ومتناسياً منطق التاريخ وفهم قدرات الشعوب على المقاومة إذ استطاعت الشعوب وعلى مدى التاريخ طرد محتلي أراضيها طالت المدة أم قصرت ، كبرت أمكانياتها أم ضعفت ، فذاك هو منطق التاريخ وتلك هي الحقيقة الأزلية الباقية فلا تتوقف المقاومة طالما أن هناك شعب حي والشعب الفلسطيني مازال حياً ما لم يعتبره عباس وسلطته شعباً ميتاً ، فإما أن يموت هذا الشعب أو أن يرحل قادته الذين يعتبرونه ميتاً ... فلعل برحيلهم وتغييرهم يتمكن الشعب من تحقيق مشروعه الوطني على أساس الميثاق الوطني الفلسطيني قبل ان تعتبره منظمة "التحرير" الفلسطينية وقادتها بأنه ميثاق ملغى .

ابراهيم ابوعتيله
عمان – الأردن
21/6/2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا


.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ




.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت


.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا




.. إلى ماذا تؤشر عمليات المقاومة في رفح مستقبلا؟