الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقوط دولة فبراير

يوسف العلوي

2014 / 6 / 21
مواضيع وابحاث سياسية



لقد فشل لليبيون بعد مرو ثلاث سنوات من سقوط نظام معمر القذافي وانتهاء دولته في بناء دولة جديدة كان من المفترض ان تكون دولة ديمقراطية مدنية تناقض كل ما كان قبلها من سلوكيات وممارسات على المستويين الرسمي للدولة وعلى مستوى ممارسات الشعب.
لقد كان من المفترض ان ثورة فبراير جاءت لازالة الظلم والفقر واللامساواة وانها ستكون سببا لبناء دولة المؤسسات الراسخة للدولة ولكن كل تلك الافتراضات كانت مجرد اوهام.
هناك مجموعة من المؤشرات لفشل الليبيين في مشروع التغيير ومن أهما.
-تغلغل الجماعات المتطرفة في المجتمع الليبي وخاصة في شرق ووسط وجنوب البلاد مع تغلغل سياسيين يدعمونها في اعلى مستويات السلطة من المؤتمر الوطني العام الى الحكومة الى قيادات الجيش والاركان وهذا ايضا يعزى الى القبيلة والعصبية القبلية فكل المجندين في صفوف التنظيمات الارهابية هم أبناء قبائل مع وجود بعض الأجانب وفي الأعراف القبلية فان قتل اي شخص هو إعتداء على قبيلته خاصة عندما يكون شخصا معروفا.
-محاولة اعادة قبلنة الدولة على غرار ما فعل القذافي من قبل بعض التحالفات القبلية التي اعادت بعض اركان النظام السابق الى مجال الفعل السياسي عبر إعادة تأهيلهم وتلميعهم وتقديمهم على أنهم من مؤيدي الثورة والداعمين لها ايام المواجهات مع النظام السابق.
-نهب المليارات من ميزانية الدولة ومن الأموال التي كانت مجمدة في الخارج بأضعاف ماكنت عليه عمليات النهب ايام نظام القذافي.
-ممارسة سلوكيات مشينة وضد حقوق الانسان مثل السجن بناء على الهوية الجهوية أو القبلية وممارسة التعذيب والتهجير الذي لازالت بعض المناطق تعاني منه الى يومنا الحالي.
-محاولة ترسيخ نظام الدولة الإحادية كما كان عليه الحال أيام النظام السابق حين كانت ليبيا تعتبر دولة عربية خالصة وذلك من خلال إبعاد الامازيغ عن المشاركة في القرار السياسي، إضافة الى إقصاءهم ثقافيا وهوياتيا، وهذا ما أدى إلى إنزواءهم وعدم إعترافهم بدولة فبراير وتجسد في مقاطعتهم للجنة صياغة الدستور الجديد الذي سيولد ناقصا لعدم الرغبة من قبل العرب في أن يكون دستورا توافقيا يحمي الجميع مما يعني انهم يدبرون لاعادة دولة ليبيا العربية ضاربين بعرض الحائط تضحيات الامازيغ ودورهم الفعال في الثورة التي لم تكن لتنجح دون مساهمتهم فيها.
-التضييق على الصحافيين وتعرضهم للقتل في بعض الاحيان لإسكات الاصوات التي تشكل خطورة على بعض التيارات السياسية والقبلية.
-تعرض نظام الإتحاد الهش الذي حافظ عليه كل من الملك إدريس السنوسي ومعمر القذافي من خلال إستخدام إسلوب شراء الولاءات القبلية وإستخدام القوة الأمنية.
-فشل الدولة في فرض هيبتها الداخلية وإحترامها الخارجي نتيجة لوجود الولاءات القبلية في الإجهزة التنفيذية والتشريعية والولاءت للدول الأجنبية التي ينتمي اليها الكثير من الساسة من أصحاب الجنسيات المزدوجة.

إن هذه المؤشرات تشكل خطورة كبيرة على مستقبل ليبيا كدولة وشعب وستتضاعف المشاكل المترتبة عنها مما يؤدي بالنهاية الى دخول الليبيين في إحتراب داخلي طويل الأجل يحاول كل طرف من أطرافها كسر إرادة الاطراف الاخرى ولن ينتهي الصراع إلا بتدخل قوى أجنبية لفرض السلام ومعه حكومة تتماشى مع مصالح ورغبات الدول المتدخلة في ليبيا وبالنهاية لن يكون الخاسر سوى ليبيا وشعبها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|