الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذو الرداء الابيض

سمير هزيم

2014 / 6 / 22
الادب والفن


ذو الرداء الأبيض ..
عندما كنت عائدا من ميامي في امريكا الى سىوريا وفي المقطع ما بين لندن وبيروت .. سيدة لبنانية في الثمانين من عمرها كانت جالسة بجانبي .. وبينما كنت نائما وجدتها تميل بكامل ثقلها علي ... أيقظتني .. نظرت اليها وحركت نفسي علّها تصحح جلستها وتقوم عني .. لكن من دون فائدة .. حاولت دفعها بيدي فلم تستجيب ..
دفعتها اكثر وأكثر ... وكلما اجلستها كانت تميل باتجاهي .. لونها شاحب جداً .. مسكتها من يدها الباردة .. شككت انها ماتت .. دقيت جرس المضيفة .. جاءت فورا .. قلت لها that woman is dead
شدتها المضيفة وضربت على وجهها .. ثم مسكت معصمها ونادت لزميلاتها ..
قالوا جميعا ان السيدة ماتت .. اخلوني من مكاني .. ومددوها على مقعدي ومقعدها .. وجلست على مقعد مجاور .. وتم وضع حرام فوقها ..
قبل الوصول وعندما أعلن الكابتن عن البدء بالهبوط التدريجي بمطار بيروت .. وربط الأحزمة .. قلت للمضيفة ان يربطو حزام السيدة المتوفاة ..
بعد ان تم ربطها بقي جزء من وجهها ظاهر علي .. فبقيت أتأمل بها ..
وما ان حطت الطائرة عجلاتها ارض لمطار حتى شاهدت رموشها ترف .. صُغقت وتربط لساني .. وبالرغم انه ممنوع التحرك .. فكيت حزامي وقفزت الى عندها .. ورفعت رأسها .. حركت وجهها .. فاقت .. قلت لها الحمد على السلامة .. شاهدتها تهذي ثم قالت لي على ماذا .. قلت لها شو ما بتعرفي وين كنتي .. قالتلي اعرف ..
قلت لها : وين كنتي ... صمتت .. ثم قالت لي : كنت بمكان لا اعرفه وهناك اوقفتي شخص يرتدي اللباس الأبيض بالكامل ومغطى الرأس ..
قال لي : لست انتي يلي بدي ياكي .. ارجعي .. انا اريد سيدة تلد في زقاق البلاط ببيروت ...
سألتها : اين تسكنين يا امي ..؟
قالت لي : ببيروت الفردان ..
قلت لها : هل يمكن ان تدلينني الى زقاق البلاط ..؟ قالت :
تكرم عيونك يا ابني .. انا بروح معك ..
توقفت الطايرة نهائيا وجاءت المضيفات الي يصرخون : What do you do with that dead woman
قلت لهن : but she is good
استلمنا الحقائب وذهبنا معا .. الى بيتها .. ثم تركتها وذهبت الى فندق قريب وقلت لها غداً في التاسعة صباحا سآتي الى عندك ..
في صباح اليوم التالي تعرفت وعاينت بدقة زقاق البلاط .. ورجعنا
قررت ان انتحل شخصية رجل دين تائه ..
اشتريت لزوم التنكر والانتحال وذهبت الى هناك .. وصرت اسأل إسألة مختلفة فكان سكان الزقاق يعزمونني على فنجان قهوة .. وكنت أعاين النساء ومن منهن على وشك الولادة ..واسأل عن الإنجاب وان الله بارك به ..ففي اول يوم لم أصل الى نتيجة .. وفي اليوم التالي ... وصلت الى منتصف الزقاق .. وهنالك توقفت عند الصيدلية وسالت الصيدلاني : هل يوجد ولّادة في هذا الزقاق قال نعم انها في البيت المقابل .. والان ستصل الداية فقد جاء زوجها قبل قليل واتصل بها من عندي ..
وقفت الى جانب الصيدلية أراقب ذلك البيت ..جاءت الداية دخلت .. اقتربت من باب البيت.. بعد قليل سمعت صراخ ..وبكاء .. عرفت ان الولّادة ماتت ..رجعت لعند السيدة الثمانينية .. وقلت لها ان روايتك تحققت ... وماتت ولّادة في زقاق البلاط .. وودعتها بعد ان قالت لي .. اخشى عليك .. دير بالك على حالك كتير ياابني .. غادرت بيروت وأتممت طريقي الى دمشق ..
وانا أطل على مدينة دمشق .. من جهة المزة .. شاهدت في سمائها ذات الشخص .. ذي الرداء الأبيض ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال