الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-أسلحتها- و-الأيدي الموثوقة-!

جواد البشيتي

2014 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



لو سُئِلَت إدارة الرئيس أوباما عن السبب الذي منعها حتى الآن من تسليح المعارَضَة السورية (والجيش الحر) لأجابت على البديهة قائلة: "إنَّه الخشية من أنْ تَصِل أسلحتها (أو بعض أسلحتها) المتطورة، في طريقة ما، إلى أيدي جماعات متطرفة وإرهابية (كمثل "داعش" و"النُّصرة")"؛ لكنَّها تحدَّثت، غير مرَّة، عن "أسلحة غير فتَّاكة" تُسَلِّح بها "المعارَضَة السورية المعتدلة"، أو تسمح بتسليحها بها، من غير أنْ تُكلِّف نفسها عناء شرح وتوضيح كيف يمكن أنْ تُمكِّن هذه "الأسلحة غير الفتَّاكة" المعارَضَة السورية (المعتدلة) من الدفاع عن نفسها، وعن المدنيين في المدن والأماكن التي تسيطر عليها، في مواجهة "البراميل المتفجِّرة" التي تلقيها المروحيات السورية، في استمرار، على المدنيين في أحيائهم وبيوتهم، والقصف الجوي والصاروخي، وقوَّة النيران الهائلة التي يملكها الجيش السوري، وبعض أنواع الذخيرة الكيميائية؛ مع أنَّ بشار الأسد سلَّم، حتى الآن، ما يزيد عن 90 في المئة من ترسانته الكيميائية.
وبدءاً من التاسع من حزيران (يونيو) 2014، حيث مني الجيش العراقي بهزيمة تشيه هزيمة حزيران (يونيو) 1967، شرع ذاك "السبب ــ الذريعة" يفقد كل محزونه من المنطق والواقعية؛ فهذا الجيش، الذي أنشأته ودربته وسلحته الولايات المتحدة، فَرَّ وهرب، تاركاً وراءه الأسلحة والمعدات والذخيرة التي زوَّدته بها الولايات المتحدة، ليَغْنَمها "داعش"، ويشرع يُرسِل بعضها إلى مناطق يسيطر عليها في شرق وشمال سورية؛ فليس "الجيش الحر"، وإنَّما جيش العراق، الذي كان يبدو موضع ثقة الولايات المتحدة، هو الذي من طريقه وصل "سلاحها الفتَّاك، والأكثر تطوُّراً" إلى أيدي الجماعة الأكثر تطرفاً، ومزاولةً للإرهاب، وهي "داعش"!
حتى آبار ومنشآت نفطية سورية وعراقية مهمة أصبحت في قبضة "داعش"، الذي لا يتميَّز بكفاءته القتالية، وتسليحه الجيِّد، فحسب، وإنَّما بثرائه، الذي بعضه من مَصْدَر نفطي.
وتوصُّلاً إلى "إغراء" الولايات المتحدة بتسليحها، قالت "القيادة المعتدلة" في المعارَضَة السورية، غير مرَّة، إنَّها تريد السلاح (الفتَّاك) لقتال "داعش" أيضاً، ودحره إلى خارج المناطق التي يسيطر عليها، في شرق وشمال سورية؛ وقد حرصت جماعات المعارَضَة المعتدلة المسلَّحة (وجبهة "النُّصْرة" أيضاً، وهي الفرع الرسمي لـ "القاعدة" في سورية) على أنْ تُثْبِت، بالفعل قَبْل القول، أنَّها في حرب مع "داعش"، تُضاف إلى حربها المستمرة مع جيش بشار، و"حزب الله" اللبناني، ومع جماعات عراقية تُقاتِل معهما؛ لكنَّ الولايات المتحدة ظلَّت مقاوِمَة لهذا "الإغراء". حتى في حربها الأخيرة مع "داعش" في مواقع ومناطق استراتيجية في شرق سورية لَمْ تَنَلْ المعارضة السورية المعتدلة مبتغاها، أيْ تسليح الولايات المتحدة لها؛ ولقد انتهت هذه الحرب، والحرب الموازية لها في مناطق غربية من العراق، إلى سيطرة "داعش" على معبر "القائم"، وإلى وَصْل مناطق "داعش" العراقية بمناطقها السورية، من ثمَّ، مع ما يمثِّله هذا من تغيير "جيو ــ استراتيجي" كبير. وينبغي لنا ألاَّ نتفاجأ بتغيير مماثِل يتمثَّل في "وَصْل" المناطق الكردية في سورية بإقليم كردستان في شمال العراق، والذي تسيطر حكومته الآن على كركوك، التي فيها يُنْتَج نصف النفط العراقي تقريباً؛ ولسوف نتفاجأ، هذه المرَّة، إذا ما قرَّر "حزب الله" اللبناني إرسال مقاتليه إلى سامراء (مثلاً) لحماية الأضرحة هناك!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عزيزي البشتيني گودباي إراك گودباي شام !
حميد كركوكي {صيادي} ( 2014 / 6 / 22 - 11:41 )
ماذا تحلل وتتعمق في المعمعة هذه ؟ گودباي باي إراك وحتي باي باي سوريا❊-;-❊-;-
لماذا نتهم أمريكا واليهود -مو- المرض منا فينا ولا دكتور موجود يشفينا ! الدين أفيون الشعوب وإحنا نستعمل هذه المادة يوميا خمسة مرات وبمعدل طن واحد للفرد المسلم في اليوم!
فقط أمريكا يسهل تصفيتها وكيفية إستعمالها و يهدينا النارگيلة -الأسلحة- لتدخينها ولكي نتحمق و يركبنا مثل الحمير والسعود والخرفان بدون تمرد و رفس ونهيق!!!


2 - ان اميريكا لا تحارب من بعد بل تدير العالم
سيلوس العراقي ( 2014 / 6 / 22 - 11:46 )
السيد جواد
ان اميريكا تقوم بادارة الفوضى الخلاقة (ليس الا) في تدمير كل مقومات دول الشرق الاوسط بكل ذكاء بل بذكاء خارق حتى لو استمر كل العالم في انتقاد اوباما وسياساته
والفوضى اليوم في المنطقة ، مع كل مآسيها ، لازالت في بداياتها
ونهاياتها ستبدأ حين تغرق ايران في مستنقع العراق الدموي
ومن بعده في مستنقع افغانستان الذي لازال بكرا ،والذي لم يتم افتتاح بدء مشروع الفوضى الخلاقة فيه
وبدايته ستنطلق مع انسحاب الجيوش الاميريكية منه
ليكتمل بعدها خط الفوضى من سوريا الى العراق فافغانستان
ومحاصرة ايران وروسيا بمشروع فوضى شامل
لن تكتمل نهاياته الى بعد أكثر من عقد من الزمان أو يطول أكثر
من دون أن تستخدم اميريكا جنديا اميريكيا واحدا
انها حرب من نوع جديد ابتدعتها اميريكا لتكون حرب القرن الواحد والعشرين
في السيطرة على العالم ومنابع كل الخيرات في دول ستصبح منهكة وفاشلة
يسهل اخضاعها وتركيعها
واللبيب الخبير مثلك يمكنه أن يفهم ويحلل السيناريوهات المستقبلية
وكيف ستكون
تحية

اخر الافلام

.. معركة السيارات الكهربائية الصينية | عالم السرعة


.. الشرطة الألمانية تطلق النار على مهاجم يحمل فأسا داخل تجمع لم




.. سلسلة جرائم مروعة.. قصة قتل غامضة وسلسلة من الألغاز تقود إلى


.. مسلسل -هاوس أوف ذو دراغن- : متى تعلن الحرب بين الملكتين تارغ




.. -يلوّح بفأس وعبوة حارقة بين المشجعين في #هامبورغ.. - والشرطة