الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زوال إسرائيل لم يعد معجزة

اسماعيل خليل الحسن

2014 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


تهشّم وثن القوة, وما كان بالأمس مستحيلا أصبح اليوم ممكنا, وقد ارتدّ الخوف إلى صدر أعتى قوة في العالم, وكلما دعت الظروف مستر أوباما (ووزير خارجيته المتكوّر على ذاته كتمثال من الشمع غير المنفعل وغير الفعال) لاستخدام آلته الحربية نجده يتردد وترتعد فرائصه, لقد ارتد سلاح الرّعب إلى صدر مخترعيه.
كان النظامان السوري والعراقي (السلف والخلف) فارغين من كل شيء ويتعوضان على سلطة القوة وحسب, في سبيل قهر مجتمعيهما، وخيّل إليهما أن الخلود ستكتبه الغلبة والتغلّب, وكلما دارت الدورة الدموية في أوصال المجتمع انبرت الأنظمة الاستبدادية إلى استئصالها.
وكانت الأنظمة القمعية تعتاش على عنصر التخويف من الإرهاب لتكسب نقاطا في محافل صنع القرار الدولي, فيسد المجتمع الدولي عينيه وأذنيه عن صريخ ضحايا الاعتقال والتعذيب والتنكيل.
لقد فوجئ الجميع بالانهيارات السريعة لأوثان القوة, فتآمر هذا الجميع لوأد الربيع العربي لجعله خريفا قاسيا, لكنه سيكون قاسيا ليس على الشعوب التي لم يعد لديها ما تخسره فحسب, بل على سدنة هياكل سلطة القوة العالمية ومصالحها بل بات الخطر يتهدد وجود هذه الهياكل نفسه!
يعتقد الكيان الإسرائيلي أنه يعيش أفضل حالاته وهو يلجم المجتمع الدولي عن التدخل ليسود على انفلاش الأنظمة المحيطة به, لذلك هو يدعم الأنظمة السائدة في متوالية الذبح والذبح المضاد, دون أن يعي أن تحوّل الكيانات التي تحيط به إلى كيانات فاشلة ـ ولا أقول دولا لأنها لم تكن دولا في يوم ما ـ سيتحوّل إلى كابوس يقضّ مضجعه.
سوف تنكفئ إيران وسوف ترتخي عمامة القوة لأن كلفة الحفاظ على المستنقع الإقليمي سيستنزفها ويلغمها من الداخل, بما أنها لم تعي بعد أن ما بنته في سبيل تثبيت أركان النفوذ والسيطرة بمسمى الهلال الشيعي قد أصبح عبئا ثقيلا وخاصة أنها أيقظت أحقادا ودمامل تاريخية كادت أن تندمل ولعبت على إحياء الغول الطائفي ووجدت في النظامين الطائفيين بامتيار ( السوري والعراقي) ضالتها المنشودة كأداتين محليتين لتنفيذ مشروعها القديم من عهد قورش الفارسي قبل الميلاد للوصول إلى البحر المتوسّط.
أما روسيا الباردة فسوف تظل باردة, فهي لم تعزز مرة واحدة مصالح إستراتيجية في المناطق الدافئة, وعوّلت دائما على أحصنة خاسرة هي أنظمة الحكم كتلك التي انهارت في مناطق نفوذها في أوروبا الشرقية وكانت كلفتها باهظة أدت إلى انهيار الاتحاد السوفييتي ذاته, وروسيا المتقلصة اليوم تحاول التمدد بالأخطاء التاريخية نفسها, ظنا منها أنها تبعد (الإرهاب) عن حدودها فستجد أن لهذا الإرهاب ألف حصان طروادة يسرح ويمرح ضمن ممتلكاتها الاستعمارية.
ونعود إلى صهاينة إسرائيل
عندما تصبح الفوضى هي السائدة في محيطها بدءا من لبنان وسورية والعراق والضفة الغربية وغزّة وستلحق بها الأردن وسيأتيها ( إرهابيو) سنّة العالم الإسلامي من كل حدب وصوب, سيرى حكماء صهيون أن إله القوة المعبود لديهم أصبح طوطما فارغا, وما سيجربونه في الشعوب المحيطة جربته أنظمة الحكم قبلهم:
طائرات, صواريخ, براميل, كيماوي, نووي, سواطير وماذا بعد؟
كل مجزرة يمكن تعويضها بآلاف المتطوعين من كل حدب وصوب, لكن هل يحتمل العنصر اليهودي فناء مئة بل خمسين ألفا؟ وهل يحتمل العالم مشاهدة فيلم رعب طويل إلى ما لا نهاية؟
إن اليهود في العالم, ناهيك عن المؤمنين بالفكرة الصهيونية منهم, في حالة ثبات عددي إن لم يكن في تناقص وثقافة القتل التي شيدتها آلتهم الحربية ستواجه بثقافة الموت, وما كان صعبا بل من ضرب المستحيلات أصبح ممكنا اليوم وأصبحت العين تقاوم المخرز وتنتصر عليه أو تثلمه في أقل حالاته سوءا, وقد أصبح احتمال زوال الكيان الإسرائيلي مفتوحا على التاريخ إن لم يكن على المدى القصير فعلى المدى المتوسط, كما إن تشكيل المنطقة سيتجاوز خريطة سايكس وبيكو ويلغيها, لقد أصبحنا على أبواب إعادة تشكيل المنطقة على أسس جديدة حيث تتوضّع عناصر القوة والضعف.
أما دول النفط المتكورة على براميل نفطها وصرّات الأموال التي لا تفنى والصروح شاهقة البنيان (طوطمها الجديد المعبود ) فهي تغطّ في شخير أبدي وحين تستيقظ على دوي الانهيارات الكبرى ستجد أن حالها حال أهل الكهف الذين لبثوا مئات السنين في نوم أبدي وقد استيقظوا مرة واحدة ليروا تغيّر ما حولهم ثم عادوا إلى الموت الأزلي الذي لا رجعة فيه.
كانت ومازالت الشعوب العربية والإسلامية بحاجة إلى إصلاحات عميقة في نظرية الحكم والسلطة وبدلا عن مساعدتها للخلاص من الفساد والاستبداد بمشاريع إصلاح عميقة, تركت ساحاتها مسرحا لدوائر الاستخبارات العالمية والمحلية للعبث بها وصنع المكائد والمؤامرات, وكانت النظرة الاستعلائية على هذه الشعوب إن من المركزية الأوروبية أو من الصهيونية العالمية أو من حاقدي إيران الفارسية المتدثرة بالمذهب الشيعي وأخيرا من المستبدين الداخليين المستأثرين بالسلطة والثورة, تحيل أي حراك لدى هذه الشعوب المبتلاة إلى نظرية الإرهاب وحسب.
لقد أصبح الرعب والعبث متبادلا وتركت الساحات لهذه التنظيمات الصغيرة أن تجمع عناصر القوة من حولها لتتحوّل إلى أنظمة يحسب حسابها ووصلت إلى حالة من التوازن لم يعد التدخل الخارجي ممكنا ومجديا معها, وستساهم هذه التنظيمات بتشكيل العالم الجديد, وسوف تتنازل قوى الاستحكام الدولي للتفاوض معها على المصالح وربما بدأ هذا التفاوض الآن, بل إن المارد المستيقظ في داخلها سيأكل العفاريت المخابراتية العابثة ليشلّها ويجعلها بلا فاعلية.
هذا ما أتصوّره عن مآل العالم في الحقبة القادمة وقد أكون مخطئا ولست لذالك داعيا ولا مبشرا ولا نذيرا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خطاب ثوروي جميل
سيلوس العراقي ( 2014 / 6 / 22 - 13:51 )
أقسم بالله العظيم
ان العر لم يكونوا قد فهموا أبداً ولن يفهموا أبداً السياسة الدولية
ولا حتى ماذا تعني السياسات والتخطيط والستراتيجيات الدولية
للعرب عذر لأنهم لم يغادروا العقلية القبلية
والروح العشائرية الحماسية
فكيف لهم أن يفهموا كيف يتم تنفيذ الستراتيجيات العالمية المعاصرة؟
ان كل ما يحدث في العالم وفي الشرق وفي العالم الاسلامي
هو لتعزيزسيطرة واحكام سيطرة اسرائيل ليس فقط على مستقبل الشرق الاوسط
بل على العالم
ان العرب سيظلون نائمين وأرجلهم في الشمس
أحسدك على خطابك الثوروي الذي اشتقنا لسماعه
وهو يأتي من وديان العرب في القرن الماضي
تحياتي


2 - تصحيح
سيلوس العراقي ( 2014 / 6 / 22 - 14:38 )
حصل خطأ في السطر الاول بعد القسم
والصحيح هو
ان العرب لم يكونوا قد فهموا ابدا

وشكرا


3 - لتجدن اشد الناس عداوة ......
حيدرمحمود ( 2014 / 6 / 22 - 16:39 )
نعم ، لقد امنا وايقنا ان اشد الناس عداوة للمؤمنين ، ليس اليهود ، كما تعلمنا سابقا ، بل المؤمنين ( المجاهدين ) انفسهم هم من يتولى تصفية بعضهم البعض وذلك بعد ان تبين ان اليهود اصحاب ديانة سماويه ، بينما الشيعة و من يتعاطف معهم هم اصحاب دين وضعي ... الخ من خزعبلات الكهوفيين النكاحيين الداعشيين .... هل من مزيد ..؟!!
وعلى هذا الاساس ، فلن يمس دولة يهود اي اذى ، وربما ستشهد الاجيال المقبلة اعلان الدوله الداعيلية ( داعش + اسرائيل ) ، وهناك ليس بعيدا ينعم ( الهلال الشيعي ) بحكمه الذاتي ولكن تحت سيطرة المركز ( الصهيو-وهابي ) وعلى المتضرر اللجوء الى ( المجتمع الدولي الفهلوي !!) او ( رئيس علماء العالم الاسلامي !!!) ليحقن دماء الطرفين ريثما تتهيأ سوق السلاح الكاسده لتصدير المزيد من الخرده القاتله ..!


4 - إلى سيلوس العراقي
اسماعيل خليل الحسن ( 2014 / 6 / 22 - 17:11 )
لم أكتب خطابا ثوريا بل قدمت تحليلا وتصورا للحالة المستنقعية التي سيغرق فيها العرب وغير العرب، لقد أصبحت الجماعات المسلحة من القوة لم يعد فيها الهجاء السياسي وحده قادرا على وقف مشاريعها، وقد أدار الغرب ظهره وفوت على نفسه الفرص وسيتنازل للتفاوض مع هذه هذا الجماعات, ولا يهم إن كنت تكرهها أو تحبها هذا شأنك


5 - جنة من الأوهام
زرقاء العراق ( 2014 / 6 / 23 - 01:03 )
تعليقاً على المقال,
لا نقرأ الا زوال وأزالة وتخريب ومحوا من الخارطة,
متى نقرأ عن بناء واعمار وتعاون؟
من الصعب ازالة دولة في عصرنا هذا وخصوصاً اسرائيل, ولكن للجميع الحق بالأحلام والتمنيات والأوهام.
داعش واخواتها لن يمسوا بأسرائيل بسوء, فهم ليسوا بأغبياء , وها هي القاعدة لم تقم بأي عملية في اسرائيل
في نهاية المطاف ستحارب ايران بالنيابة داعش وجبهة النصرة وغيرها, فالطريق طويل ومغلق


6 - تفاءلوا بالخير تجدوه!!
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2014 / 6 / 23 - 03:55 )
اعلن الخبيران الفيزيائيان في الاسلحة الاستراتيجية الـ professor Teasamma آل سعود و professor Meswak آل الشيخ عن اكتشاف تقنية جديدة قد تغير وجه العالم وتزول دولة اسرائيل ولقد تم لقاء سري بين Obama و حكام السعودية يقضي بعدم تزويد الجيش السعودي الباسل بهذه التقنية لالا تمحى اسرائيل من الخارطة وتعهد باقامة دولتين متكآفئتين تعيشا جنبا الى جنب على ارض فلسطين.اما عن داعش وزعيمها ابو بكر القرشي فلقد قال Obama انه تم الاتفاق على استقطاع جزء من اراضي المحور الشيعي لبناء دولة اسلامية و اتحاد كنفيدرالي مع السعودية. اما اسرائيل وبعد اعلان الخبيران السعوديان عن التقنية الجديدة صابها الذعر فما كان منها الا ان طلبت الحماية من امريكا وهوالذي مهد لقبول اسرائيل لقيام دولتين في فلسطين.
رحمك الله يا احمد سعيد ـ صوت العرب من القاهرة ـ لقد دكت طائراتنا الصفوف الامامية للعدو الاسرائلي وهي على مشارف Telaviv وبعد ان انجلت الغبرة واذا بالقوات الاسرائياية على مشارف القاهرة.
تفآءلوا بالخير تجدهوه.
اعلل النفس بـ الآمال ارقبها ** ما اضيق العيش لولا فسحة الامل
رحمك الله يا عبد الله القصيمي:العرب ظاهرة صوتية.


7 - اسرائيل عدوي
اسماعيل خليل الحسن ( 2014 / 6 / 23 - 16:15 )
اسرائيل المتحضرة الإنسانية الديمقراطية في نظرالمتعاطفين والمعجبين بهاوكأنها لم تبدأ بدير ياسين وكفر قاسم ناهيك عن آلاف المجازر. هي عدوي ببساطة لأنها تحتل أرضي الجولان وسأترك لها فلسطين حتى لا أثير حفيظتكم وتتهموني بالثوروية علما أننا نعيش عصر الثورات وعندما يسعفكم العالم الحر الموهوم خبروني حتى أعيد النظر وأترك الجولان أيضا


8 - حبيبي صلّي علنبي الحبيب
سيلوس العراقي ( 2014 / 6 / 23 - 17:04 )
الجولان لم يسرقها أحد من أحد
انها هدية قدمها الراحل حافظ الاسد الى دولة اسرائيل كعربون وفاء ومحبة لها
واعتزازا منه لشعب اسرائيل الطيب

ويمكنك أن تعيش في الجولان
لم لا ؟
هناك الكثير من العرب يعيشون في الجولان الاسرائيلي
ان الجولان ليس في المريخ يا استاذ ؟
صلي عالنبي ،
هل صليت اليوم عالنبي ؟


9 - اللهم صلي ع الحبيب
اسماعيل خليل الحسن ( 2014 / 6 / 23 - 20:13 )
وصدام أهدى العراق للأمريكان والمالكي لإيران تعال أخي سيلوس لنحلم بوطن خال من البائعين والمشترين صدقني إن أوطان الآخرين ليست لنا ولو كانوا من من جنسنا وقوميتنا انشاء الله ما تضطر للتشرد

اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟