الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التضحية و الخلاص سياسية يفتقدها عالم الإنسان

محمد ايت الحاج

2014 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


ربما الكثير من الناس يهب السياسة التي تسعى إلى تخليص المقهورين من الظلم و العار و الفساد (....) ، إننا نتحدث على سياسة الخلاص التي تفتقدها الأنظمة السياسية و المجتمعية و بعض العقول المريضة ، فالسياسة التي أتحدث عليها اليوم هي تلك السياسة التي تجعل من الخلاص هدفها الأسمى و الأعلى و هو فوق كل اعتبار ، و البراديغم السياسي الذي أتحدث عنه اليوم هو ذلك البراديغم الذي يسعى مقارنة الحق بالخلاص ، و ليس هناك حق بدون خلاص و الذي يكون بالتضحية ، فكل روح تزهق أو كل دماء تسكب من اجل الخلاص الأعظم هو حلال و يعتبر تضحية ، من اجل الأخر الذي يعاني ، و يعيش في الحزن و القهر و العذاب الجسدي و النفسي يعاني و يعيش أزمة مجتمعية سببها هو ذلك الفاسد" رجل السياسة " الذي يهب هذه السياسة التي نتحدث عنها في مقالنا هذا ، و ليس تلك السياسة التي تجحف أنفاس المقهور الذي يجر المحراث و الجرار .... و يحترق في الحقول طوال اليوم لكي يحصد الربح لذلك البورجوازي الذي ينهب الأرواح و الأجساد ، ذلك الخائن الذي يحصد أموال بغير حق ، فهو يسلبها باستعمال سياسته الفاسدة التي تجعل من الفكر الشعبي طعما لها أي انه يسوس فكر العامل الذي يعيش اغتراب في كل جوانب و مستويات حياته ، و يعاني مند ولدته إلى حين موته و لازال يعني حتى في قبره تحت رفاف الأرض ، و يطلب الخلاص من ربه .
و فكرنا هو فكر الخلاص الذي يحاول أن يوضح بأن الحق لا يعطى و إنما الحق يؤخذ بكل الطرق و الوسائل ، لأنها في هذه الحالة مشروعة كما تفعل الدولة حين تشرع حق و سلطة ممارسة العنف بهدف حفظ الأمن و الاستقرار ، و الدولة هي كائن خبيث يستعمل كل الوسائل بهدف سلب الحق بالمشروعية المزيفة التي تدعي أنها ملكا لها عن طريق التعاقد الاجتماعي وتنازل الأفراد لها عن حقهم بهدف تحقيق الأمن و الاستقرار لهم ، هل فعلا الدولة هدفها تحقيق الأمن و الاستقرار أم هناك أهداف أخرى تدخل ضمن الشيء المقدس و المحرم على الشعب معرفته ؟؟.
بطبعة الحال لكل قصر و مدينة أسرارها ، و أسرار الإمبراطوريات و الحكومات هي أنها تحرم كل شيء معقول في نظرها و اللامعقول في نظر الأفراد ، و تدخله في خانه المقدس و لا ينبغي النقاش فيه أو البحث فيه ، فالفرد الذي يسعى إلى فهم أمور الدولة يحكم عليه بالعاصي و الخارج عن القانون و هذه الأمور و المفاهيم من ابتكار الدولة و تدخل ضمن وسائل الترهيب و التعذيب ، و أقول لكل دولة نظامها الخاص و تسيرها الخاص ، لكن لهم نفس الهدف و لهم نفس الكذبة و هي تحقيق الاستقرار و الأمن و حفظ ممتلكات الأفراد في إطار دولة الحق و القانون . على أي قانون يتحدثوا هؤلاء و على أي دولة يتحدثون ؟؟ هل يتحدثون عن دولة " دول" تقتل شعبها و أعضاء مجتمعها بذريعة حفظ الأمن و الاستقرار، فعلا هذه هي ما يسمى بلعبة الشطر انج عند الدولة التي تقول تسهر على حفظ الحقوق و الممتلكات ، هذا ما يسمى صخرية في نظري ، لان التاريخ الإنساني يؤكد بأن الدولة و الحكومات عبر التاريخ استعملت العنف الغير المشروع لكي ترهب المواطن ، ولازلنا نشاهد نماذج كثيرة في مجتمعنا الحالي الذي يتبهرج بالعدالة و المساواة و حقوق الإنسان ...و المواطن الحر و دولة القانون و الدستور إلى غير ذلك من المفاهيم التي تؤسس اكبر كدبة عبر تاريخ البشرية ، لان في الأخير الدولة و البشر هو الذي سوف يدمر نفسه ، و هذه هي حال الدول و الحكومات التي سوف تضع حبل مشنقة على علقها و التاريخ الإنساني سوف يؤكد هذا الأمر.
البعض من الناس سوف يعتقدون أنني أتحدث في عالم أفلاطون أو في سراديب فرعون أو في مملكات الجن السليمانية ، لكن أنا لا أتحدث سوى في أمور معقولة و في حدود المعقول دون الدخول إلى عالم اللامعقول ، و لست من عالم ديزلي أو ما شبه ذلك ، و إنما تحليلنا يستند إلى الواقع و إلى براديغم أو نظرية الخلاص الإنساني و التي سوف تكون مشروع إنساني نسعى فيه إلى تحقيق سياسية الخلاص الإنساني بهدف تجريد المجتمع من أشكال العنف و القهر و الفساد الذي يعيش فيه و لازال يعيش فيه إلى يومنا هذا ، بالرغم من التقدم الذي يدعي البعض من الناس بالأخص الأقوام العربية التي لازلت تعيش واقع التخلف و الاجترار الفكري على جميع المستويات و الأصعدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق مستقل يبرئ الأنروا، وإسرائيل تتمسك باتهامها


.. بتكلفة تصل إلى 70 ألف يورو .. الاتحاد الفرنسي لتنمية الإبل ي




.. مقتل شخص في قصف إسرائيلي استهدف سيارة جنوبي لبنان


.. اجتماع لوكسمبورغ يقرر توسيع العقوبات الأوروبية على إيران| #م




.. استخراج طفلة من رحم فلسطينية قتلت بغارة في غزة