الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نوري المالكي .. والخطوة الحاسمة التي لم تكتمل

جاسم محمد كاظم

2014 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


يعرف الكل كبديهية أن الشيعة هم الأغلبية العظمى من بين المكونات العراقية الأخرى .
وتتفوق هذه الطائفة عل كل المكونات السكانية ببون شاسع وهذا ما ظهر جليا في انتخابات مجلس النواب عبر دورتين انتخابيتين .
أدركت الحوزة الدينية حجم مكونها الهائل بعد انهيار البعث الصدامي لذلك أصرت على أن يكون نظام الحكم برلمانيا مع انبثاق كل الهيئات الرسمية تحت قبة هذا البرلمان لأنها ببساطة تضمن الهيمنة الشيعية على كل المؤسسات والتشكيلات الحساسة للدولة من هيئة المخابرات . الاستخبارات . الأمن الوطني المخابرات . الهيئات العسكرية المتنفذة إلى السيطرة المالية على مؤسسات الدولة .
وان أعطت هذه الحوزة تنازلات كبيرة جدا من اجل إصدار الدستور بشكله الحالي لكل المكونات الأخرى وان كانت لا تعرف مسبقا حجم الكارثة التي ينذر بها هذا الدستور مستقبلا .
ومن داخل الصف الشيعي تصارعت كل الكتل السياسية على الفوز بزعامة هذا المكون والانفراد بمسك مقود السلطة وانحسرت المنافسة مابين المجلس الأعلى المدعوم من قبل الحوزة وحزب الدعوة .
برز اسم نوري المالكي على الواجهة بعد تنحية إبراهيم الجعفري واستطاع الرجل بذكاء من السير عبر طرق غير معبدة بحكنة سياسية ومعرفة بالأحداث تطورت شيا فشيا وأدار المناورة مع الشركاء المحليين وبرع في أسلوب المراوغة السياسية .

تمثلت أولى خطوات المسيرة بترويض الصف الكردي الانفصالي في الولاية الأولى وفرض سياسة الأمر الواقع وتسكينه مع الزمن مع ما يمتلكه الصف الكردي من علاقات وشبكات متفرعة مع أميركا وإسرائيل ولعب كثيرا بورقة تحريك الجيش عبر الحدود وكأنة يعرف أن الصف الكردي يخاف هذا التشكيل المرعب الذي لم تتمكن أية قوة كردية من التصدي له والتغلب علية .
وبقيت كركوك رقما صعبا على الفصيل الكردي وخطا احمر لا يمكن لإقدامهم من الاقتراب منة .

انتهى زمن الولاية الأولى بنجاح عادت فيه الدولة قوية مهابة بحزب حاكم قوي ورئيس وزراء لا يعرف لعبة العاطفة حتى مع الشركاء بنفس المكون بعدما أنهى دور المليشيات التي تتجول بحرية عبر الشارع بصولة الفرسان .

بدأت ملامح الجولة الثانية من الولاية صعبة بعد فوز كتلة العراقية بغالبية الأصوات وحلول الطيف الشيعي ثانيا تجلت عبقرية نوري المالكي بالسيطرة على مقاليد الأمور بضربة معلم ورغم تحالف الأكثرية ضد ولايته إلا أنة صمد من موقعة كرئيس للوزراء ومع سير الزمن تمكن من لملمة ومسك كل مفاصل الدولة وتفتيت كتل الخصوم السياسيين المناوئين لسياسته .

تعرض المالكي إلى العداء من شركائه من نفس المكون وليس الخصوم من الطوائف المناهضة له ونعتوه بالديكتاتور لأنة اثر الاجتهاد براية وترك كل الآراء واخرج نفسه حتى من بوتقة وصاية الحوزة الدينية التي أصبحت ثانوية بالنسبة إلية ولم تعد تستطيع أن تفرض نفسها .

في منتصف الولاية الثانية مسك المالكي السلطة بقبضة من حديد بعد أن اخذ كل مقاليد السلطة بدئا بهيئة المخابرات .الدفاع إلى الداخلية والأمن الوطني وقيادة القوات المسلحة ولم يعبا بكل المظاهرات والتكتلات الشعبية التي خرجت ضده من قبل المكون السني .

أراد المالكي للعراق أن يكون دولة قوية يحكمها الحزب لا الدين والمرجع الأعلى واثبت كفاءة عالية في محاربة المليشيات وتدميرها بالكامل وتنظيف البلاد من كل اثر لها . وبهذا الخصوص تذكر موسوعة "مسعود الخوند" السياسية الاقتصادية بان حزب الدعوة تمرد ضد ولاية الفقيه الإيرانية وأيد محمد حسين فضل الله المعتدل كمرجع للحزب وتذكر نفس الموسوعة اسم نوري المالكي كأحد رموز وقيادات حزب الدعوة نقلا عن مهدي السعيد في جريدة الحياة اللندنية بتاريخ 3 نيسان 1996 .

نظرت أميركا بريبة وبدأت تعرف أن هذا الشخص يتحضر للخروج من بوتقتها والتمرد ضدها في يوم من الأيام بعد أن خطى المالكي خطوة حاسمة على طريق إيجاد مصادر جديدة لتسليح الجيش العراقي والتقرب شيئا فشيئا للدب الروسي .

يعرف الذي يتعامل بالسياسة ومتاهاتها قبل غيرة أن العلاقات السياسية الإستراتيجية تتطلب الاستقرار أولا ثم تتبعها حلقات أخرى يأتي في مقدمتها تحديد الأهداف الإستراتيجية والتكتيكية ثم يتبعها تحديد الحليف الدولي والحلفاء الإقليميين وهذا ما إرادة المالكي أن يكون بعد أن عمدته السياسة وعرف مخابئها عبر دورتين في قمة الهرم ووجد في الجارة إيران ساعده الأيمن فأراد بالتقرب من الدب الروسي بداية الخلاص من الهيمنة الأميركية المقيتة ونظرة البيت الابيض إلية كموظف في إحدى دوائره ومؤسساته .

بقيت هذه الخطوة صعبة جدا لأنها كانت بمثابة نقطة انطلاق للخلاص من أية تبعية غربية كما فعل بكر صدقي في منتصف الثلاثينات وتكوين محور عراقي إيراني سوري يحتمي بروسيا ضد محور السعودية قطر ودول الخليج الأخرى .

كسب المالكي أكثرية الأصوات التي تؤهله لتولي الولاية الثالثة واخذ البعض من الكتاب يقارنه مع الزعيم الوطني الخالد عبد الكريم قاسم رغم الاختلاف الكبير في الزمن ومعطيات الواقع وشكل النظام العالمي بأنة الشخص المؤهل لترك بصمة من موقع الحكم لإخراج العراق من التبعية للغير لكن هذه الخطوة الحاسمة لم تكتمل بعد أن تواطأت أميركا ضده وأثارت علية أعشاش الدبابير وتشكيلات مخابراتية جاهزة للعمل عبر مسميات مختلفة لزعزعة الاستقرار وإرباك الدولة وتهيئة الأجواء المناسبة لاستبداله بآخرين بعد أن داس على الخطوط الحمراء وتمرد عليها .
كان بإمكان الزمن مساعدة نوري المالكي بخطوته الحاسمة لو أن النظام الدولي احتوى على نظام الضدين ولرأينا حاكم عراقي آخر يسدد ضربة موجعة للهيمنة الغربية الاستغلالية ولكن بشخص أميركا المتجبرة هذه المرة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التحية الطيبة
علي الأسدي ( 2014 / 6 / 22 - 17:02 )
عزيزي جاسم المحترم
لم تنوه للحالة العراقية الراهنة وسط العاصفة الداعشية والشروط التي تفرضها الولايات المتحدة على المالكي فهل سينجو المالكي من المؤامرة المحاكة خيوطها من قبل من كنا نعتبرهم أخوة وأشقاء وليتك كتبت عن ذلك مقالا تخصصه لهذا الموضوع المهم
مع خالص تقديري
أخوكم
علي الأسدي


2 - عزيزي الكاتب
صباح ناصر ( 2014 / 6 / 22 - 22:09 )

اي ميليشيات قضى عليها نوري المالكي ؟
الم ترى ميليشيات قيس الخزعلي ( عصائب الحق ) ، وجيش المختار وميليشيات حزب الله وجيش المهدي النائم حاليا وفيلق بدر تسرح وتمرح في ربوع الرافدين ؟
لماذا لم يقبض على زعماء هذه الميليشيات او العصابات الايرانية وانصار فيلق القدس الايراني و فيلق بدر وهو يعلم زعمائهم ومقراتهم وقدرة تسليحهم ؟
ها هو الان يستعين بتلك الميليشيات تحت اسم متطوعين لتكون بديلا لقواته المهزومة وقادته الجبناء المتخاذلين والهاربين من ساحة الوغى وهروبهم من مواجهة عصابات ارهابية لا تملك ما يملكه جيش العراق النظامي من سلاح .
انه يمنح الرتب العالية بدون حساب ( فريق ، لواء ، عميد، عقيد ) لرجال لا يملكون اي خبرة عسكرية . ولم يعين وزيرا للدفاع ولا وزيرا للداخلية ولا للامن الوطني كي يكون هو الزعيم الاوحد والقائد الضرورة لجيش طائفي من المرتزقة المأجورين والقادة الجبناء .
فهنيئا له تلك الهزائم التي مني بها ، لكن شعب العراق سيسترجع كل مدينة احتلها هؤلاء الارهابيون المتوحشون قاطعي الرقاب والبعثيون وجيش الدراويش .


3 - تحياتي الطيبه تحليلاتك هي الاعمق والاكثر وطنية ومس
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2014 / 6 / 23 - 00:14 )
ضرورة التعلم من هذه المقالة الابتعاد عن الشما ته والتعصب الحزبي الأيديولوجي
ونسيان شعبنا وكل القوى الإيجابية ومنها عبد الكريم قاسم الثاني-نوري المالكي
يجب التمسك بالمسؤلية والعمل على احراز أي نصر وتقدم-ضدالارهاب ومن اجل عراق
حر حقا من التبعية خصوصا لأميركا وللرجعية الإقليمية متجسدة بالسعودية
اشد على يديك وننتظر مقالات تاليه سيما وانني ومنذ سنين ادعو الى ضرورة اعلان المالكي وخطه عن برنامجه الاقتصادي الاجتماعي وبالأخص في مجال إعادة الاعمار والتنمية وبناء دولة المواطنة الواحدة المتساوية والانحياز للشعب الكادح-رغم علمي ان ذالك صعب حاليا وعبر كل السنوات منذ 03
لان مستلزمات التعبئه في ظروف سيادة سايكولوجية الانتماءات العرقية والمذهبية تقف بوجه ذالك وليس فقط تقف
مرة ثانية ادعو الكاتب العزيز وكل الكتاب الحريصين على خروج العراق من محنه وبالأخص هذه الحالية التي ان لم نخرج منها فالنتية مئة مرة اكثر من نكبة 8شباط 63


4 - حقائق الى السيد الكاتب
رزكار ( 2014 / 6 / 23 - 00:21 )
السيد نوري المالكي وخلاف ما ذكره الاخ الكاتب كان يلبي كل طلبات قادة اقليم كردستان منذ استلامه الحكم من دورته الاولى ولم يعترض على اي تجاوز الى ان وصلت المسألة الى العصب وهو في مراحله الاخيرة واعني به تصدير النفط تجاوزا على المركز ولا زال المالكي يحتفظ بالوزراء الاكراد وملف الخارجية ولا يدريماذا في تلك الوزارة واخر شيْ وهو اذلال للحكومة المركزية ان يتراس نائب رئيس الوزراء للحكومة المركزية ( د. روز ) وفد اقليم كردستان ليتفاوض مع الحكومة العراقية بشأن طلبات ومطاليب الاقليم !!.


5 - أكذب أكذب حتى يصدق الناس
أسامة رافع البياتي ( 2014 / 6 / 23 - 02:47 )
المالكي حصل على 11 مقعداً ولم يحصل على أغلبية الأصوات كما يصوّر جاسم محمد كاظم للناس ومجموع أصواته هي 761119 أي لم تصل لثمانمائة ألف صوت من مجموع 19 مليون ناخب هل من الحكمة الكذب على القرّاء والضحك على الذقون دولة القانون أو الفافون لا تعني المالكي بل تعني أربعة تكتلات قابلة للإنهيار
قليلاً من الصدق حتى وإن كان الموقع يجعلك كاتب


6 - الى كاتب المقالة
عادل علي ( 2014 / 6 / 23 - 02:52 )
نوري كامل المالكي يعد أكبر حليف لأمريكا في المنطقة ورغم أن الولايات المتحدة تعلم أنهُ من ممارسي الجنس مع الحيوانات ( الحمير ) وهي عادة موجودة في جنوبنا الحبيب إلاّ أن الكاتب يحاول أن يجعله كاسترو آخر في خياله
قليلاً من الموضوعية حتى لا تفقد المصداقية


7 - الأخ العزيز علي الاسدي ألف تحية
جاسم محمد كاظم ( 2014 / 6 / 23 - 16:57 )
المالكي لا يهتم بأمر الشركاء مادام يملك الأغلبية لأنة يعرف أن بقية الشركاء من نفس المكون لا يستطيعون تكوين حكومة أغلبية شيعية بدونه . أميركا صرحت على الملا بأنها تريد استبدال المالكي وهذا ما أراد المالكي الخلاص منة وهو جوهر المقال ...
لا نقول بان دولة المالكي هي دولة الرفاهية والحلم لكننا نقول بان الرجل أراد تكوين دولة قوية من موقع القوة والزعامة ومهما قال الرجل وادعى فيبقى وعيه الجمعي بأنة مخيال ديني شيعي وهذا ما لا نقاش فيه .. وانتظرني بمقالة أخرى حول هذا الموضوع وما طلبت
ألف تحية


8 - الأخ العزيز صباح ناصر ألف تحية
جاسم محمد كاظم ( 2014 / 6 / 23 - 16:57 )
الأخ العزيز صباح ناصر ألف تحية
لم يساعد الزمن المالكي للقضاء على التنظيم المليشياتي بسبب تردي الأوضاع الأمنية أولا وخيانة الشركاء وتقاعسهم وحجم المؤامرات الخارجية لكنة برغم ذلك أراد دمج هذه المليشيات بالقوات المسلحة حتى يضمن الولاء ومسك مقود السلطة ... لم نقل بان دولة المالكي هي دولة الحلم لكن الرجل كغيرة من الحكام أراد تكوين دولة قوية لا تقبل القسمة إلا على نفسها .. أنة تحليل للواقع لا أكثر
ألف تحية


9 - تحية للدكتور صادق الكحلاوي
جاسم محمد كاظم ( 2014 / 6 / 23 - 16:58 )



الشماتة ليست من طبع المثقف والكاتب نحن نحلل بموضوعية ونقول الحقيقة ونتمنى أن يصبح العراق دولة المواطنة المتساوية تحت أي مسمى لا نتعصب للايدولوجيا قدر تعصبنا للحق والعدالة والمساواة .

يقول ناظم حكمت أن أجمل أطفالنا هم الذين لم يولدوا بعد ...
وربما تكون دولتنا الموعودة لم تولد بعد

. ألف تحية


10 - العزيز أسامة رافع تحياتي
جاسم محمد كاظم ( 2014 / 6 / 23 - 16:59 )

العزيز أسامة رافع تحياتي
أنا من الماركسيين اللينيين وهؤلاء لا يكذبون أبدا المالكي حقق نسبة كاسحة تتفوق على الكل وهذا ما لاحظناه جليا في أصوات الناخبين ..مشكلة الشركاء المحليين من نفس المكون يريدون المالكي تابعا للحوزة ليسير في فلكها وهذا ما يرفضه المالكي .. ربما أنت لم تسمع ما قاله احد رجالات احد التنظيمات المهمة من نفس المكون الشيعي وكنت حاضرا تلك الجلسة الرجل افرغ سما زعافا على نوري المالكي ...
لا يهم إن قال وادعى الموقع إني كاتب أم لا المهم أن نقول ما نعرفه
ألف تحية


11 - الأخ عادل علي تحية
جاسم محمد كاظم ( 2014 / 6 / 23 - 17:00 )

الأخ عادل علي تحية

ربما تكون كلمات المقالة أكثر مصداقية مما ذكرت أنت ولا اعتقد ان هذا طبع كاتب يدعي المصداقية أن يتجنى هذا التجني
ألف تحية


12 - العزيز رزكار تحية
جاسم محمد كاظم ( 2014 / 6 / 23 - 17:01 )
العزيز رزكار تحية
لكنة برغم ذلك حقق توازنا مع حكومة الإقليم ولو أن غيرة من دعاة الانفصال والتقسيم تولى هذا المنصب لآثر التنازل عن الكثير من الحقوق للكثير من المكونات .. ألف تحية


13 - العزيز رزكار تحية
جاسم محمد كاظم ( 2014 / 6 / 23 - 17:03 )

العزيز رزكار تحية
والف شكر على الرد

اخر الافلام

.. ألمانيا تقر قانونا لتسهيل طرد مؤيدي الجرائم الإرهابية | الأخ


.. أردوغان لا يستبعد عقد اجتماع مع الأسد: هل اقتربت المصالحة؟




.. قراءة ميدانية.. معارك ضارية وقصف عنيف على حي الشجاعية بمدينة


.. -من الصعب مناقشة كاذب-.. هكذا علق بايدن على -التنحي- | #عاجل




.. -لكمات- بين بايدن وترامب .. والأميركيون في مأزق ! | #التاسعة