الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-إذاعة طنجة- في احتفاء خاص بمدينة العرائش.

عبدالكريم القيشوري

2014 / 6 / 23
الصحافة والاعلام


عرف المعهد الموسيقي التابع لملحقة وزارة الثقافة بمدينة العرائش؛ والذي تشرف على إدارته السيدة : ثورية فريحة يوم السبت 14 يونيو 2014 أمسية احتفاء بأحد أعمدة الإعلام الإذاعي؛ وقطبي رحى تطور مسيرته وإشعاعه.. ليس على مستوى مدن شمال المغرب فقط ؛ بل على مستوى خريطة الوطن وخارجه. إنهما الإعلاميان الإذاعيان كل من ذ خالد مشبال وقرينته ورفيقة دربه في النضال" ذة" أمينة السوسي .
وقد كانت مناسبة اللقاء المنظم من قبل فرع بيت المبدع بمدينة العرائش الذي ترأسه الشاعرة الزهرة الحميمدي فرصة للانفتاح على الجمهور العاشق والمحب والمتتبع لمسيرة هذين العلمين وما تركاه -بمعية أسماء لن ولم تنس- من بصمات في مجال الإعلام الإذاعي بإذاعة طنجة ؛ جعلت من متتبعيهم مدمنين على السهر للتمتع والاستمتاع بما تقدمه الإذاعة باعتبارها مدرسة مواطنة؛ عمل قسمها العربي على التفرد وأخذ المبادرة في تنشئة وتكوين وتربية المواطن المغربي من خلال استقطابه ببرامج متنوعة وهادفة ؛ يجد المتتبع لها إيجابات فيما تقدمه؛ لما له من انعكاسات على ما يعيشه وما يحياه وما يعترض سبيله من مشاكل .
تيمة ندوة اللقاء المقترح : "واقع الصحافة بين اليوم والأمس " استقطب له العديد من المهتمين؛ لما له من أهمية خاصة على اعتبار قيمة الضيفين المدعوين وما سيدليان به من خلال ماعاشاه وعايشاه من تجارب صحفية تداخل فيها الدولي بالمحلي والوطني؛ انتهاء بإبراز الطابع الخصوصي الذي ميز إذاعة طنجة عن باقي الإذاعات الجهوية بله المركزية حتى .
افتتح اللقاء بآيات من الذكر الحكيم ؛وبقراءة الفاتحة على الروح الطاهرة لفقيد المغرب والعالم العربي والدولي المفكر المغربي وعالم المستقبليات المرحوم المهدي المنجرة ؛ الذي نوهت بخصاله الحميدة؛ وبروح المسؤولية التي كان يتمتع بها وبالمواطنة الحقة التي تجسدت في مساره كرجل سياسة محنك ووزير ورجل علم.. السيدة أمينة السوسي في مجرى حديثها عن الفترة التي كان فيها - رحمه الله- يتحمل مسؤولية إدارة الإذاعة والتلفزة المغربية؛ وما كان يوليه من اعتبار للأطر ذات الكفاءة والقدرة على تقديم الأنجع للمواطن المغربي على مستوى البرامج الإذاعية؛ وكان لها الشرف أن دعاها للالتحاق بالإذاعة المركزية ميسرا لها كل ظروف العمل للإحساس بالطمأنينة ولتقوم بعملها على أكمل وجه .
بعدها تشرفت رئيسة فرع بيت المبدع "ذة" الزهرة الحميمدي بتقديم فقرات الحفل بتنسيق مع المبدع عزيز قنجاع؛ مرحبة بداية بالمندوب الجهوي لوزارة الثقافة بمدينة طنجة ذ العربي المصباحي؛ والذي كان في يوم من الأيام مديرا سابقا للمعلمة الفنية الشامخة بنايتها بأعمدة تنفث عبق التاريخ الأندلسي التليد ؛ ورئة ومتنفسا لمدينة العرائش الوحيد ؛ على مستوى الملتقيات الثقافية والفنية التي يشهدها فضاؤه المميز ألا وهو المعهد الموسيقي ؛وما تسبغه عليه بنايته من جمالية من حيث أنواع النقوش والزخارف والألوان وتنوع واختلاف الآلات الموسيقية المعروضة والمنتصبة بين جنباته.. وقد كان لكلمة المندوب الجهوي عظيم الأثر؛ حيث ذكر بالمحطات التي عرفتها إذاعة طنجة من حيث التميز؛ ارتباطا برجل الإعلام الحر ذ خالد مشبال الذي ترك بصمات خالدة على مستوى المشهد الإذاعي بإذاعة طنجة؛ صحبة رفيقة حياته "ذة" أمينة السوسي.
كما كان لرئيسة فرع بيت المبدع كلمة حيت من خلالها ضيوف المحتفى بهما من أهل الإعلام والإبداع والفن والموسيقى والعمل الجمعوي.. القادمين من مختلف المدن المغربية؛ مذكرة بالمحطات المائزة الذي تحتفظ بها ذاكرتها وهي تنصت وتستمتع لما تقدمه إذاعة طنجة من برامج متنوعة وبخاصة تلك التي كانت الإذاعية القديرة أمينة السوسي تدير دفة فقراتها ومنوعاتها ومناشداتها..حيث تركت في نفسيتها الأثر الجميل الذي انعكس إيجابا عليها وذلك بربط علاقة تواصل بينها . وقد عبرت بصدق الإذاعية أمينة السوسي عن هذه العلاقة التي توجت اليوم بلقاء حي وواقعي .. وفي معرض حديثها عن مسارها العملي بإذاعة طنجة مذكرة بالمراحل التأسيسية وما تمخض عنها من معاناة لإبراز خصوصيتها ابتداء كإذاعة دولية؛ ثم جهوية/وطنية.. وفيما بعد بين هذا وذاك ؛ لبصم إذاعة طنجة بإذاعة جهة الشمال الوطنية والتي تبث من طنجة؛ لاقت ما لاقاه رفيق دربها في مهنة المتاعب ذ خالد مشبال؛ وهي تتحدث بحسرة عن الوضعية الحياتية المزرية التي آلت إليها أسرتها ؛ مناشدة الملك محمد السادس جبر الضرر فيما أصابها من تهميش من ذوي المسؤولية عن الإعلام في بلدنا العزيز.
وفي كلمة قيدوم الصحافة المغربية ذ خالد مشبال والذي نوه في بدايتها بحضور د حسن الطريبق "عضو بيت المبدع" باعتباره رقما دالا في معادلة المشهد الثقافي المغربي ؛ والذي تشهد له كتاباته ومؤلفاته بذلك ؛ عرج بالحديث عن الصحافة انطلاقا من رؤية كرونولوجية ابتدأت من لحظة التأسيس معتبرا مدن الشمال الشرارة الأولى لانطلاقة الفعل الصحفي بمواصفات احترافية؛ مذكرا بالأسماء التي ساهمت في بلورته والتي كان لها قصب السبق في مجال النهوض بهذا المجال. القادة الوطنيون منهم عبدالخالق الطريس والمكي الناصري وغيرهم؛ مما أضفى سمة التنوع والتعدد بل التخصص على بعض منتجات الجرائد الصحفية. وفي محطة ما بعد الاستقلال توقف الإعلامي خالد مشبال عند الجرائد الحزبية التي أخذت موقعها في المشهد الثقافي /السياسي – العلم – التحرير – الطليعة.. بحكم سيرورة البلد الذي تحول من حال إلى حال ؛ مذكرا بالأسماء التي كان لها إشعاعها في الكتابة الصحفية بحكم الممارسة والخبرة والتجربة.. كمصطفى القرشاوي؛ وعمر بن جلون ؛ومصطفى الصباغ ؛وعبدالجبار السحيمي؛ ومحمدالعربي المساري.. والعديد من الأسماء التي ضحت بالغالي والنفيس لتتبوأ الصحافة المغربية مكانتها اللائقة ضمن المشهد الإعلامي العام ؛ وليتبوأ الفاعل الصحفي الوضع الاجتماعي الذي تخوله له السلطة الرابعة.؛ متأسفا شديد الأسف على الوضع الذي أصبحت تعيشه الصحافة بفعل من انتسبوا إلى محراب سلطتها من الذين لا مهنة لهم؛والذي اعتبرهم زنابير ؛ خداما تابعين ؛ منزلين بقوة المظلة من الولاة والعمال لنقل أخبار أنشطتهم وما يودون تسريبه للرأي العام؛ كما أشار للصحافة المستقلة في بعض من منابرها والتي تتخذ الإثارة والكذب والاعتداء على أعراض الناس ؛سمة من سمات استقطاب قرائها؛بحثا عن الربح السريع بالزيادة في رفع مؤشر البيع. كم كانت حسرته قوية على ما آل إليه وضع الصحافة والصحفيين! وكم كان حنينه وتوقه إلى الماضي وإلى ذلك الزمن الجميل !
تخلل عرض المحتفى بهما قراءة شعرية ؛ شنفت بها أسماع الحضور الشاعرة الرقيقة الزهرة بوعلي؛ حيث أشادت بداية في كلمة لها بالدور الذي كان يلعبه الثنائي الإذاعي - ذ خالد مشبال وذة أمينة السوسي - بإذاعة طنجة وما أسدياه من خدمات جلى للمستمع المغربي طيلة عقود. بعدها صدح صوتها بقصيدة مدح في شخص رئيسة فرع بيت المبدع ؛واصفة إياها بما تتسم به من دماثة خلق؛ وروح طيبة؛ وتضحية ونكران ذات.. على نقرات عود أفلحت أنامل الفنان عبدالمالك مراس في ترجمة لغتها إلى أنغام هزت أحاسيس ومشاعر الحضور المؤثث لفضاء المعهد؛كما لم يخل الفضاء من ترداد أنغام موسيقى الفلامنكو؛ عكستها نقرات الفنان محمد الساني على القيتارة؛ ودقات الإيقاعات المصاحبة له من قبل الفنان عثمان أقجيج.
وكانت مناسبة للكاتبة الباحثة في مجال التصوف ذ فاطمة الروشدي؛أن قدمت من خلالها للمحتفى بهما نسخة من مؤلفها الموسوم بــ " أبواب التصوف". واختتم اللقاء بحفل تقديم هدايا للمحتفى بهما من قبل رئيسة بيت المبدع ؛وتوزيع شهادات التقدير والمشاركة على كل من ساهم- من قريب أو بعيد -في إنجاح هذا الملتقى التواصلي الاحتفالي الذي ربط الماضي بالحاضر عبر جسر حوار الأجيال. كما تم
توقيع كتاب : " خالد مشبال : الإعلامي الذي لم يفقد ظله" لمؤلفيه كل من : حسن بيريش وعبدالرزاق الصمدي؛ تحت أنوار عدسات التصوير. وقد وثق الحدث كتابة من قبل المستشار الإعلامي لبيت المبدع المركزي ذ عبدالكريم القيشوري؛وتصويرا من قبل الزجال أحمد حمانو.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا يحدث عند معبر رفح الآن؟


.. غزة اليوم (7 مايو 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غزة




.. غزة: تركيا في بحث عن دور أكبر خلال وما بعد الحرب؟


.. الانتخابات الرئاسية في تشاد: عهد جديد أم تمديد لحكم عائلة دي




.. كيف ستبدو معركة رفح.. وهل تختلف عن المعارك السابقة؟