الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رثاء لجراح المدن المكابرة

سعد محمد موسى

2014 / 6 / 23
الادب والفن


القاهرة وبغداد ودمشق وبيروت
أقصد .. الياقوت والزمرد والعقيق والماس
حين كانت كل الدنيا تتغزل بتلك القلادة
التي تجمل جيد أبهى السيدات
وكانت كل مدن الارض والحضارات تغار من الاخوات الاربعة، مثلما كانت تحسد بلاد الاندلس سابقاً .
وكثيراً ماكنا نسمع قبل خساراتنا وفجائعنا .
ان القاهرة كانت تكتب وبيروت تطبع والعراق يقرأ ودمشق المدللة كانت أميرة للياسمين
واليوم ونحن نواسي جراحاتنا فوق ضفاف المدن المحاصرة بالحروب والرماد والظلام. تتمالكنا الحسرة والحزن على ضياع فراديسنا !!!
...
جرح في خاصرة مدينة السلام
كم أشعر بالحزن والانكسار والغضب .. وأنا أرى وطني من بعيد وهو ينزف فأبكيه فوق ضفاف غربتي البعيدة .. ويحز في النفس اني لا استطيع
فعل شيء وأنا المنفي في أخر أصقاع الدنيا .. أو أن أضمد جرحاً من جراحات الوطن والذي بات مثل لبوة أشورية جريحة تكابر بفجيعتها ومآساتها وهي تحاول أن تحمي أشبالها . لاسيما ونحن نرى الاشرار القادمين من وراء الحدود وبمباركة بعض الخونة والسفلة والقوادين وتجار البترول والموت من الذين أباحوا حرمة العراق وهم يبيعون جسد الوطن الى المغتصبين في سوق النخاسة.
فبات العراق فريسة ينهشها الاغراب والاعراب وأهل الدار.
لكن بغداد ستبقى كالعنقاء تختار عشها فوق أعلى سعفة نخلة رافدينية تكاد أن تمس قبة السماء أو تعانق آلهة الشمس .. حتى تحترق وتبعث من شرنقة رمادها مرة أخرى ويبقى جمرها ملتهب يحرق الاعداء.
...
لقد مر الكثير من المحتلين ثم ارتحلوا .. جاء طغاة.. واندثر طغاة وتعاقبت حكومات كثار ثم تساقطت وباتت في متحف التأريخ أو ألانقاض .. وكل من جاء اليك يابغداد هو مرتحل وعابر وفانٍ.. ماخلا صرحك العظيم وخلود الرافدين .. ويحرسهما (وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَام).
طوبى لك بابغداد السلام وانت محاصرة اليوم مابين الارهاب والطائفية .. ومابين سماسرة الاسلام السياسي وتجار الدين والانذال من المتربصين والشامتين بجراحك. لكنك يابغداد ياحفيدة دجلة وياصبية البساتين وياحمامة القباب والمنائر... ياانشودة النخيل . وياكعبة المجد والخلود
ستبقين خيمة وبيرق العراق أبداً .. وسيندحر الظلاميين والهمج وجميع الطائفيين وأصحاب الفتن والدسائس وتبقين انت ايقونة الشمس والحرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مناجاة عاشق
إحسان الفرج ( 2014 / 6 / 26 - 13:11 )
ليست كلماتك هذه مجرد كلمات او توجعات رجل يرى وطنه وهو يتمزق أشلاءآ على أيدي شلة لصوص وقطاع طرق وشذاذ الآفاق الذين لفظتهم الأرض , بل أرى إنها مناجاة عاشق لمعشوقته ... إنها المعشوقة الأبدية التي لا ينتهي عشقها طول الحياة ....إنها عشق الأرض والمدينة التي نشأت فيها وترعرعت بين أحضانها ... !!!
أخي يا أيها الموجوع ألمآ وعذابآ وخيبة وإحباطآ ، أعلم جيدآ وتعلم أنت أيضآ ويعلم كل آدمي أنجبته هذه الأرض الطيبة المعطاء , بأن الجميع ينزف قبل حتى ان ينجرح الوطن نفسه , إنما المرارة هي إنك لا تستطيع تضميد جراح وطن تكالبت عليه الذئاب وأخذت تنهش جسده الغض الطاهر... بل وحتى إنك لا تستطيع إيصال صوت صراخك مادامت كل الآذان قد سدّت بسدادات الدولارات , والضمير العالمي عاد أصمآ أبكمآ أخرسآ لا يرى هذا الدمار ولا يسمع العويل ولا يشم رائحة الأوطان التي يوميآ ...وهي تحترق !!!!!!!!!ه

اخر الافلام

.. بطريقة كوميدية.. الفنان بدر صالح يوضح الفرق بين السواقة في د


.. فايز الدويري: فيديو الأسير يثبت زيف الرواية الإسرائيلية




.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه