الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رأيت بأننى : بعد خروجى من أمن الدولة

محمد الشرقاوى

2005 / 7 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


يوماً ما .. وجدت طرقات همجية على باب منزلى ..
لم ينتظر من يقوموا بالطرق على الباب ان نسأل من بالباب !!
وجدتهم وقد كسروا باب المنزل ودخلوا فوجدونى اقف بين أمى وأختى الصغيرة ..
سألتهم أمى وهى تحاول أن تبدوا رابطة لجأشها وتستعيد قوة ابى ورباطة جأشة حينما كان يتعرض لزيارات يقوم بها زوار الفجر وقتها .. من أنتم ؟؟ وكيف تحطون باب منزلى ؟؟ ولماذا أتيتم ؟؟.
وللحقيقة تلقت أمى أجابة سريعة ولم تتحمل سوى أجابة واحده مِن مَن قاموا بكسر باب منزلنا وتحطيمة بعد منتصف الليل .. لقد صفعها شخصٌ ما صفعة واحدة .. وكما اسلفت فوالدتى لم تتحمل الا صفعة واحدة وهى السيدة المسنة التى لا تقوى على الحركة من الاساس ..
بعدها قاموا بدفع أختى جانباً بحنو بالغ مما دفع بها لكى تصطدم بالحائط المقبل ..
صرخت فى وجوههم .. ماذا تريدون ومن انتم ؟؟؟
قالوا وقد ارتسمت على وجوههم ابتسامة بلهاء ...
تفضل وبدون أن يعلوا صوتك أو أن تحاول عمل شئ ما يجعلنا فى موقف يحتم قيامنا بشئ لا نرغب بعملة معك ..
أخذونى كما انا ..
كانوا كأغبياء أنتهوا من حصة البلاهة وينتظرون أمتحان فى القسوة والتحجر ..
كنت أشعر بهم كأنس فقدوا أى ملمح للحياة اللهم الا أذا قلنا بأن دخول وخروج الهواء منهم يعتبر دليلاً على الحياة ..
خرجت معهم ووجدت جيرانى وقد اصطفوا فى شرفات منازلهم وكأنهم يشاهدون عملاً سينمائى يصور .. يتابعون بصمت شديد وتركيز عالى وبشوق غير عادى ..
اخذوا معىرفيقى الذى لا اتركة الا للحظات طوال يومى .. كتاب الشعر الذى اعشقة ..
واخذوا معهم الكثير من المنزل وأدخلونى الى احدى عربات الترحيلات والتى لا ترقى فى الاساس لنقل وترحيل حيوانات .. لا لترحيل متهمين وليس جنائيين مثبوت عليهم جرائمهم وان كان هذا لا يليق ايضاً بهم حيث انه فى البداية والنهاية انسان له الحق فى ان يتمتع بكل ما للغير ...
أحذونى الى احد السجون وما أكثر معتقلات وسجون بلادى .. فحاكمها يهوى بناء السجون والمعتقلات فى كافة أنحاء البلد .. وكبارى وأنفاق ثم يقوم بتوصيل هذه الانفاق والكبارى بالمعتقلات لراحة رجال الشرطة ..
فى عتمة الزنزانة الضيقة وضعونى .. وأصدقكم القول بأننى كنت احسب ان عتمة الزنزانة وتفاصيلها ليست حقيقية او ليست بهذا السوء والبشاعة .. ولكنى وجدتها وبعتمتها ورائحتها الذكية جداً أسوأ مما كنت اتوقع ..
جاؤوا الى وضربونى وعن لوغارتيمات فرعونية سألونى ..
ذهبوا وجاؤوا وذهبوا وجاؤوا .. أكثر من عشرين مرة وفى كل مرة يسألوونى .. يجلدوننى يصعقوننى بالكهرباء ..
وجن الليل ولم اعرف الا من انهم قالوا .. أن التزمت صمتك الاحمق هذا يا ابن القح...... سيأتى الصبح وقد فارقت الدنيا ..
سحلونى وسحبونى على اشواك واسلاك .. فى أوحال ومياة عفنة يطيب عنها العفن نفسة ..
جرونى طوال الليل ... على الطرقات والسلالم الصلبة ... امتلأ جسدى بالجروح ونزفت عيونى على ما جرى لى ..
ثم نادوا على الطبيب لكى يداوينى .. وحسبتة طبيب مثل باقى الاطباء ومن يطلق عليهم ملائكة الرحمة .. فما أن افترب منى الا وقد وجدتنى استجمعت ما بقى من قواى وقلت له .. هل يمكن ان تتصل بأحد اصدقائى لعله يستطيع المساعدتى ؟
قاطعنى بضربة حسبت ان جسدى بعدها انفصل عن روحى تماماً .. وحسبتنى وكأننى انعم بالعذاب فى جهنم .. وسمعته يقول أو هكذا يخيل لى .. من هو صديقك ؟؟ لابد أن تقول كل شئ ... وبدأت فصول أخرى من مسرحية تعذيبى ..
قام بعدها الطبيب بدهان جروح جسدى بالملح والرمال والليمون ... وظلوا فى هذا طيلة ساعات .. ثم تشاوروا فيما بينهم .. ووجدتهم بعدها يلقون على جسدى كله مياة .. حسبتها فى البداية مياة نظيفة ولكن بعدما لامست شفاهى واقتربت من انفى علمت انها مياة الحمامات او بول السجناء والمعتقلين والموظفين ايضاً ..
بعدها نادوا على أحد أصدقائهم قائلين ... يا فرج ... وغرقت لحظتها من هول ما توقعته فى سبات عميق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا : لماذا أقال بوتين وزير دفاعه ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. عنفت طفل من ذوي الهمم.. معلمة تثير غضب الشارع الأردني | #منص




.. تلون السماء وتهدد الاتصالات.. تأثير العاصفة الشمسية يصل بلد


.. بينَ إسرائيل والولايات المتحدة.. تقاربٌ وتضارب.. دعمٌ وتحذير




.. مهاجم مانشستر سيتي إيرلينغ هالاند يحافظ على لقب هداف الدوري