الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان مشترك حول التطورات في العراق صادر عن كل من: ائتلاف اليسار السوري وحركة يسار ويساريين عراقيين

حركة يسار

2014 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


نحو إسقاط المشروع الأمريكي-الإيراني في العراق

لا يمكن فصل ما يجري اليوم في العراق عموما وفي المناطق التي خرجت عن سيطرة سلطة المالكي وائتلاف حكمه عن السياق التاريخي الذي سبق وخصوصا منذ الاجتياح الأمريكي البريطاني للعراق ربيع 2003، وما نشأ عنه من أحداث على مستوى النظام والسلطة والقوى السياسية التي نشأت على ضفاف الاحتلال في سياق ما عرف بالعملية السياسية التي أرساها بريمر، الحاكم الأمريكي للعراق، ولا عن السياق التاريخي لقيام الثورات العربية من جهة أخرى.
ولأننا قوى يسار جذري خرجت من رحم هذه الثورات، فإننا بالتأكيد سنكون مع ثورة الشعب العراقي نعمل مع رفاقنا في العراق على حمايتها من الاختراق والانحراف، وعلى تجذيرها كي تكون مدخلا لتحرير إرادة الشعب العراقي ولسيطرته المباشرة على مصيره ومقدراته. حاول الاحتلال الأمريكي للعراق منذ عام 2003، بالتعاون مع النظام الإيراني، ومن خلال أدواتهما من السياسيين والتنظيمات العراقية التي شاركت في ما يسمى "العملية السياسية"، تأسيس نظام فاسد قائم على المحاصصة الطائفية والقومية. حيث أحكمت في المناطق العربية سيطرة القوى الطائفية الموالية للنظام الإيراني وتم تهميش وتشويه تمثيل الفئات الشعبية من الطوائف المختلفة بما فيها الطائفة الشيعية، و بدا ذلك على شكل انتقام من مشروع العراق السابق للاحتلال والذي كان عقبة أمام تمدد سيطرة ايران في العراق والمنطقة، والذي خاض حرباً طويلة ضدها.
يعيش العراقيون منذ دخول الأمريكان العراق عام 2003 بوضع اقتصادي واجتماعي وسياسي صعب و مليء بالأزمات، وقد شمل ذلك جميع فئات الشعب بمن فيهم فقراء "الشيعة" الذين يعيشون في مناطق معدومة الخدمات، ويعانون من البطالة والفقر. ومن هنا تأخذ المقاومة والاحتجاجات مصدرها، وقد ظهرت المقاومة العراقية، كعامل موحد لمعظم المساحة الشعبية العراقية، وظهر ذلك في التناغم بين مقاومة الفلوجة والنجف حين تعرضتا بشكل منفصل للهجمة الامريكية على قواها المقاومة، التي خاضت جولات وجولات ضد الاحتلال والهيمنة الخارجية وكذلك ضد النظام العميل، مدفوعة بتظلّم اجتماعي وسياسي كبيرين، وقد لاقت تأييداً شعبياً واسعاً وشاملاً. لذلك بنى الاحتلال الاميركي والهيمنة الايرانية، من خلال ما يسمى "العملية السياسية" نظاماً طائفيا لاحكام سلطته ونهبه و لمنع تطور هذه المقاومة سياسيا بوجهه، وسعى لتفكيك البنية الاجتماعية العراقية الصلبة والمتداخلة عبر هذا النظام وعبر سياسة الاعتقال الكيفي الواسع لعشرات ألوف العراقيين والتفجيرات اليومية التي حصدت آلاف العراقيين.
ونتيجة هذا الواقع المتفاقم، خرجت الجماهير العراقية المسحوقة في جميع مدن ومناطق العراق في حركة احتجاجية لم تكن موحدة، ولكنها عبرت عن سخط العراقيين من الاستهانة بهم وبإنسانيتهم. وحين قامت الاعتصامات السلمية في الأنبار لتطالب بشكل بالحقوق الاقتصادية والسياسية وانهاء الهيمنة الطائفية، اعتمد نظام المالكي، كباقي الأنظمة العربية، الحل الأمني والعسكري. ومع تعاظم الحل العسكري وعدم تقديم أية حلول للمطالب المطروحة، كانت عوامل الثورة ببعديها الشعبي والسياسي تتعاظم. فالبعد الشعبي يظهر في التأييد الواسع والشامل للثورة والاندماج المجتمعي في أحداثها، والبعد السياسي يكمن في أن قوى سياسية منظمة تشكلت وهي التي تقود الحراك. وبناء على ذلك، أتى البعد الثالث العسكري بشكل غير متناقض مع البعد الشعبي، كونه يتكون من هذا الشعب وليس من طرف سياسي غريب عنه، ولا من قوى أصولية أجنبية كما يشيع نظام المالكي والإعلام النفطي. إن السرعة التي تتمدد بها الحالة الثورية دليل على التحاق ابناء الشعب بالفصائل الثورية، فهي ثورة شعبية يخرج فيها كل من تحرر من سطوة الأمن والخوف ليشارك الفصائل ثورتهم، وليس لداعش أرضية حقيقية فيها ولا في المجتمع العراقي الثائر، وما من فراغ يمكن لهذه الثورة المضادة أن تملأه.. وهنا لا بد من التنبيه الى خطورة وجود مثل هذه القوى المضادة للثورة والعمل على محاصرتها وإنهاء وجودها لأنها ستكون خنجرا مسموما في الجسد العراقي الذي أخذ يستعيد عافيته.
وهنا، ندعو كل المواطنين العراقيين الذين سحقتهم سياسات النظام، في كل المحافظات الى ملاقاة الثورة الشعبية بانتفاضهم في مدن الجنوب وفي العاصمة بغداد تحديدا، وأهمية ذلك في القضاء نهائيا على النظام الطائفي وعلى قوى الارهاب والظلام. وفي الوقت الذي انهارت فيه التشكيلات العسكرية والأمنية للنظام، يحاول المالكي ومن معه من سياسيين ومرجعيات دينية وبتوجيه ودعم من النظام المافيوي في طهران، تشكيل ميليشيات طائفية، حث الشباب الشيعي على الجهاد! لحرف ثورة الشعب العراقي عن مسارها الوطني الديمقراطي العام باتجاه حرب طائفية مدمرة لا تنتهي. لذلك لا بد من التنبه لكافة محاولات التحشيد المجتمعي التي تمارسها القوى الطائفية والمراجع العميلة ضد الثورة، فهي تندرج ضمن مخطط الثورة المضادة، فالثورة للجميع، ومحاولات التعبئة الطائفية ضدها لأناس مفقرين من جنوب العراق مصلحتهم الاساسية في الثورة، هي لتغييبهم عن وعي حقوقهم والزج بهم في مشروع السلطة . وفي نفس السياق ، يمارس الاعلام النفطي والإيراني وملحقاتهما سياسة خبيثة تصور الثورة كاجتياح إرهابي للمناطق والمدن في محاولة لتخويف العراقيين وزجهم في حروبهم الطائفية من أجل حماية المافيات المتسلطة.
وبينما يقوم الكثيرون بتحليلاتهم في مكاتبهم اعتماداً على هذا الاعلام الكاذب، يواصل الشعب نضاله. الآن، وبينما تتحرر المدن العراقية على أيدي أبنائها الثوار، تظهر البيانات المتلاحقة من مختلف القوى السياسية والعشائرية كتشكيلات مجتمعية ، أن الهدف الرئيسي لهذه الثورة إنهاء النظام الطائفي وتحرير العراق من التبعية الخارجية كأمرين مترابطين وتشكيل نظام وطني ديموقراطي. يمثل مصلحة الشعب العراقي كله. ولأن تحقيق الحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية هي العناوين الأساسية في هذه الثورة، فهي تتلاقى مع حقوق الطبقات المفقرة في كردستان العراق،. لذلك فإن القوى الشعبية الكردية مدعوة لتأييد الثورة. في هذه الأجواء المفعمة بالثورة، وبالتفاعل الشعبي العام داخلها، فإن دورا فاعلا لقوى اليسار الجذري يسهم في تجذير هذه الثورة وحمايتها والذهاب بها الى آفاق تفتح على مزيد من سيطرة الطبقات الكادحة والمنتجة على السلطة والثروة، أصبح أكثر من ضرورة.

ائتلاف اليسار السوري
حركة يسار
يساريون عراقيون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار