الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب العراقي أمام الإختيار الوحيد: الإنتصار

محمد ضياء عيسى العقابي

2014 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


الشعب العراقي أمام الإختيار الوحيد: الإنتصار
محمد ضياء عيسى العقابي
1- على الرابط التالي وجدتُ أنضج وأوضح تحليل سياسي علمي موضوعي قرأته منذ مدة، وهو للكاتب السيد وليد شاكر العبيدي بعنوان " المالكي أمام الإختيار الوحيد: الإنتصار"

: http://www.qanon302.net/opinion/2014/06/24/22869

أقدِّر الصعوبة التي يواجهها الكاتب في أيام الإنهاك الذي أصاب الفرد العراقي منذ سقوط النظام البعثي الطغموي* . فإما الإسهاب والتفصيل كما أفعل أنا في مقالاتي وهناك مخاطر الملل الذي يصيب القارئ المتعب والذي يريد الإيجاز. وإذا أوجز الكاتب، كما فعل السيد وليد وضغط المقال، فهناك مخاطر ألا يفهم بعض القراء ما يعنيه وما يختبئ بين السطور وورائها.
عليه آليت أن أتولى تفسير ما يقف وراء ما طرحه السيد وليد بكفاءة، إذ صممتُ ألا يمر هذا الجهد الفكري القيم مرور الكرام رغم أن موقع "عراق القانون" قد أولته أهمية خاصة ووضعته في باب "حديث الساعة" لتمييزه وجذب الإنتباه إليه.

2- أوجزُ الموضوع بالكلمات التالية: الولاية الثالثة أصبحت رمزاً للإنتصار أو الإنكسار.

الإنكسار الذي أعنيه لا للمالكي أو حزب الدعوة أو إئتلاف دولة القانون أو التحالف الوطني أو شيعة العراق بل لشيعة العالم أجمع وللشعب العراقي بجميع طوائفه ومكوناته ولكل حريص على مصير العراق والأمة العربية والأمم الأخرى داخل الفسيفساء العراقي. والإنكسار في هذا الوقت يعني الخضوع للمشروع الصهيوني لا الأمريكي وحسب.

الإنكسار سيعني دمغ الشيعة بدمغة جديدة، حقيقية هذه المرة، بكونهم مكّنوا الإمبريالية والصهيونية من التحكم بالعراق والمنطقة في أسوأ فترة من فترات تأريخها. أقول "دمغة جديدة" لأن ما يرنّ في ذهني التهمة المفتعلة التي أُلصقت ظلماً وبهتاناً بإبن العلقمي الوزير الشيعي، والتي لاحقت الشيعة منذ دخول هولاكو بغداد حتى يومنا هذا.

لذا أرجو من قائد المسيرة الوطنية والديمقراطية السيد علي السيستاني والمراجع العظام في النجف والمراجع السنية الكريمة وبالأخص في بغداد والبصرة ومراجع الطوائف الأخرى الموقرة أن يواصلوا ما بدأوه يوم قادوا العراقيين للتخلص من نظام البعث الطغموي الذي أقدم على إنتهاج سياسة التطهير العرقي والطائفي بوعي وتخطيط وتصميم مرفوقة بممارسة الإبادة الجماعية وإقتراف جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية ومن ثم أقمتم الديمقراطية الحقيقية بعيداً من التشويه الذي أراده الأمريكيون ومن بعد ذلك دعمتم حكومة المالكي التي أخرجت الأمريكيين رغم إرادتهم وإرادة عملائهم بالبقاء. وقد دعمتم حكومة المالكي التي أغاضت أمريكا وإسرائيل وشركات النفط بإنتهاج سياسة الحفاظ على ثرواتنا النفطية الوطنية والإمتناع عن إفتعال حرب مع الجارة إيران من أجل التسلل تحت جناحها لضرب منشآتها النووية التي يستحيل ضربها من الجو أو بالصواريخ؛ كما غضبوا على حكومة العراق لأنها لم تساهم في تدمير الدولة والجيش العربي السوري لصالح الأمن الإسرائيلي ولتصفية القضية الفلسطينية على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المضطهد على مدار الساعة ولإبتلاع القدس الشريف.

سادتي: لقد فشلت أمريكا وأسرائيل في سوريا وتريدان اليوم النجاح في العراق بعد أن أنهكه أتباعهم.

لقد حاكوا مؤامرة كبرى ضد العراق ولم تكن الموصل العزيزة هدفهم الأسمى بل إنحصروا هناك لفشل التآمر بعد وقوف الشعب العراقي بجميع طوائفه سداً منيعاً وصفاً واحداً لشعورهم بأن المستهدف هو العراق ووحدة العراق ونفط العراق وديمقراطية العراق والأمتان العربية والإسلامية.

لقد لعبت دعوة المرجعية الكريمة بالجهاد الكفائي المؤيدة من المراجع السنية الكريمة والمراجع الدينية الموقرة الأخرى – لعبت دورها في شد لحمة الشعب بجميع مكوناته.

عليه وبعد هذا النجاح الباهر للديمقراطية رغم جميع المؤامرات التي لم تنقطع منذ الأيام الأولى لسقوط النظام البعثي الطغموي – يريد الأمريكيون فرض مشيئتهم على العراقيين وإبتزازهم بوسيلة حجب السلاح عنهم ومحاولة تفرقة صفوفهم. لا أعرف من الذي منح السيد أوباما الحق في تقرير أن لا عمل عسكري ضد الإرهاب إذا لم يتفق الفرقاء السياسيون العراقيون، وهو على علم تام بأن بعض السياسيين الحريصين على مصالح شريحتهم الطغموية، وهي لملموم من جميع مكونات الشعب العراقي حكمت العراق وتصر على إسترداد سلطتها المفقودة، لا تريد التوافق أبداً وتصر على إسترداد سلطتها بأية وسيلة كانت سواءً بدعم الإرهاب أو التخريب من داخل العملية السياسية.

أمريكا لم تفِ بإلتزاماتها وتعهداتها التعاقدية وتحاول إبتزاز الحكومة. يمكن بكل بساطة الإستعانة بدولة الإتحاد الروسي الذي يبيع السلاح دون أية شروط سياسية مادام العراق بلداً مسالماً لا يعتدي على أحد بل يُعتدى عليه كل يوم.
إن هذا أيها السادة يستلزم عدم الخضوع لمشيئة الأمريكيين والإصرار على تحرير كل شبر من أرض العراق من الإرهاب ولسنا بحاجة للسلاح الأمريكي المشروط بتجرع الذل والعار الأبديين.
إن إدارة النظام السعودي، الظالم المتخلف، لتحركات الإرهابيين نيابة عن الأمريكيين ناجم عن خوف النظام من إشعاع الديمقراطية العراقية على الداخل السعودي إذا ما إستقر العراق.

لذا فقد عمد النظام السعودي إلى تأجيج صراع طائفي في المنطقة لحرف الأنظار عن المخاوف الحقيقية.

3- إحتلال الموصل عمل أمريكي مخطط نفذه السعوديون والأتراك والقطريون (وهم المشرفون المباشرون على التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها والتي يكثر الأمريكيون منها لضربها ببعضها البعض وإلغائها عند الحاجة) ونفذته داعش.

4- علينا أن نعرف أمرين مهمين جداً عن داعش كشفهما السيد سعدون الدليمي وزير الدفاع العراقي وهما:

a. إنه تنظيم من ضباط عراقيين كانوا موقوفين في سجن بوكا الأمريكي في البصرة بعد الإحتلال مباشرة وأطلق الأمريكيون سراحهم قبيل إخراج قواتهم من العراق.

b. إن الأخضر الإبراهيمي قال: واهمٌ من يظن أن داعش هدفها سوريا بل إن هدفها هو العراق.
التفسير: هذا يعني أن الأمريكيين إتفقوا مع قيادة أولئك الضباط البعثيين الطغمويين* في سجن بوكا لإعادتهم للسلطة في العراق ضمن خطة بعيدة المدى تستغرق أكثر من عشر سنوات على أن يشكلوا تنظيماً ذا مسحة دينية وبالغ القسوة لإرعاب المنطقة وتشكيل دولة على الحدود الإيرانية. أوكلت أمريكا مهمة القيادة المباشرة لداعش وغيرها من التنظيمات الإسلامية الإرهابية إلى السعودية وتركيا وقطر حسب نظرية سياسية أمريكية بشأن إدارة مناطق العالم عن طريق تكليف دولة أو مجموعة دول "صديقة" تتولى أمر المنطقة تحت مظلة المصالح الأمريكية.
باشر هؤلاء الضباط بكسب ما تسمى "المقاومة العراقية" وزاولوا معهم ممارسة الإرهاب داخل العراق حتى يومنا هذا. وبعد إندلاع "الثورة" السورية إنتقل قسم كبير منهم إلى هناك وأبقوا في العراق ما يكفي لتوفير الدعم الإرهابي لتمشية الجهد السياسي التخريبي من داخل العملية السياسية وضبطه وتوجيه تحركه السياسي التخريبي لئلا يتساوم ويتراخى وينحرف عن ممارسة الشعار التالي على أرض الواقع: "أحكمك أو أقتلك أو أخرب البلد".
وبالفعل نجحوا أيما نجاح في شل يد الحكومة ونشر الفساد ونشر نزع الثقة بكل شيء في الدولة العراقية وتعطيل الدور التشريعي لمجلس النواب فحرموا العراق تقصداً من البيئة التشريعية السليمة وما تلاها من حرمانه من البيئة السياسية السليمة والبيئة الأمنية والبيئة التنموية بضمنها الخدمات. كان كل ذلك يرمي إلى تكفير الناس بالديمقراطية وسحق يقظتهم ومناعتهم ضد الدعايات المغرضة وضد الحرص على الديمقراطية تماماً كما حصل قبل إنقلاب 8 شباط الأسود عام 1963 .
إبتدأ هذا الجهد التخريبي منذ وجود الأمريكيين وبتشجيع منهم. وهم الذين كانوا وراء توقف الهجوم على الفيدرالية الكردية بل نجحوا في فك التضامن الديمقراطي داخل العراق وفي جر الحزب الديمقراطي الكردستاني (ح د ك) إلى مزالق خطيرة كالتعويل على إسرائيل والسعودية وتركيا وقطر لتحقيق مطامح الكرد القومية المشروعة مقابل السعي لتفتيت العراق كجزء من الخطة الصهيونية – الأمريكية لتفتيت الدول العربية من داخلها؛ وإغراء ح د ك على جني مكاسب سياسية في العراق بإستغلال الصعوبات التي تعانيها الحكومة الفيدرالية. بتقديري، هذه مكاسب آنية سترتد عليهم. البقاء للشعوب. والتعويل عليها هو الأسلم وليس التعويل على الصهيونية والإمبريالية وعملائها في العراق والمنطقة.

كما أفلح الأمريكيون في تدجين وتسخير كثير من المثقفين العراقيين والإعلاميين لخدمة مشروعهم الإمبريالي حتى أصبح البعض مطايا لحمل الفبركات والدعايات المسمومة الطغموية والإمبريالية لصفوف الشعب العراقي الذي جابههم لحسن الحظ بالرفض كما شهدنا في الإنتخابات البرلمانية.
كانت سوريا بالنسبة لداعش تمثل ما يلي: 1- نقطة تجمع 2 – نقطة تدريب 3- نقطة تسليح 4- نقطة تجنيد.
وفي التطبيق العملي والتدريب وبإنتظار "نضوج" الوضع في العراق ساهمت داعش مع الآخرين في محاولة تدمير الدولة والجيش العربي السوري الذي تمقته إسرائيل وأمريكا والنظام البعثي الطغموي العراقي الذي ناصب الحكم البعثي السوري الأكثر حرصاً على المصالح القومية العربية من النظام البعثي الطغموي العراقي العميل – ناصبه العداء وحاول غزوه قبل ثنيه وتوجيهه من قبل أمريكا لغزو الكويت (يشاطرني في هذا الرأي السيد حسن العلوي ولو بتفسير مختلف عن تفسيري بالنسبة للأسباب) .
5- كما بينتُ أعلاه دبر الأمريكيون، عبر عملائهم من أنظمة كالسعودية وتركيا وتكتلات وأفراد داخل العراق، دبروا عملية إنقلابية تعتمد على ركيزتين: تحرك مسلح داعشي مسبوقاً بتدبير تخاذلي بين وحدات الجيش العراقي والقوى الأمنية المتكونة أساساً من موصليين وأكراد، ومرفوقة بحملة إعلامية هدفها نشر روح الإنكسار وروح الهزيمة بين باقي أفراد القوات المسلحة والشعب عموماً.

باءت المؤامرة بالفشل الذريع إذ وقف الشعب صفاً واحداً خوفاً من تقسيم العراق. ولكن أمريكا لم تيأس فظنت أن حجب السلاح عن العراق قد يجعل حكومتها ترضخ لمشيئتها. راحت تماطل عسى أن تثمر جهودها وجهود النظام السعودي بتصوير الأمر وكأنه صراع شيعي – سني مسلح. لقد أيدهم في هذا المسعى لحد الآن، ولا أرى أن سيتبعهم آخرون: كتلة "متحدون للإصلاح" (بزعامة أسامة النجيفي)، إئتلاف "الوطنية" (بقيادة أياد علاوي)، وإئتلاف "العربية" (بقياد صالح المطلك) و "الحزب الديمقراطي الكردستاني" (بقيادة مسعود برزاني) و"حزب المؤتمر" (بقيادة أحمد الجلبي).
وكل هؤلاء ما عادوا يتمتعون بذلك الدعم الشعبي الواسع نسبياً إذ عرضت عنهم شرائح واسعة من المجتمع بسبب الكوارث التي سببوها للناس الأبرياء في الرمادي والفلوجة وصلاح الدين وأخيراً الموصل.

6- ختاماً فليس من المنطقي أن يلقي المحارب المنتصر، المؤمن بوحدة العراق، راية النصر ويخضع لمشيئة المندحر وهو الأمبريالي الصهيوني وأذنابه من نظم بدولها وأفراد ومجاميع وأحزاب سياسية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*: للإطلاع على "مفاتيح فهم وترقية الوضع العراقي" بمفرداته: "النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه" و "الطائفية" و "الوطنية" راجع أحد الروابط التالية رجاءً:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995
http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة