الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإشكالية في تقدير -عُمْر الكون-!

جواد البشيتي

2014 / 6 / 25
الطب , والعلوم


جواد البشيتي
الأرض هي كوكب يدور حَوْل نجم يسمَّى "الشمس"؛ وهذا النجم، مع الأرض (وقمرها) وسائر الكواكب الشمسية، هو "عائلتنا (الكونية)". والشمس هي نجم من آلاف الملايين من النجوم التي تضمها مجرَّتنا (مجرَّة "درب التبانة"). ومجرَّتنا هذه هي "عشيرتنا (الكونية)". و"درب التبانة" هي مجرَّة من آلاف الملايين من المجرَّات التي يضمها "عنقود من المجرَّات"؛ وهذا "العنقود" هو "قَبيلَتُنا (الكونية)".
فضاء فسيح يمتد، أو يفصل، بين كلِّ "عنقوديْن"؛ وهذا الفضاء يتمدَّد (يتَّسِع) في استمرار؛ وسرعة تمدُّده تزداد في استمرار؛ والتفسير الافتراضي لتمدُّده، وازدياد سرعة تمدُّده، هو "الطاقة الداكنة"، التي تتخلَّل هذا الفضاء، فاعِلةً به فعلها هذا، أيْ "التمدُّد"، و"زيادة سرعة التَّمدُّد". والاستنتاج الافتراضي هو أنَّ هذا الفضاء البَيْني (أي الممتد بين كل "عنقودين") كلَّما تمدَّد، ازدادت سرعة تمدُّده؛ وكأنَّ "الطاقة الداكنة"، التي تتخلَّله، يقوى فعلها ويشتد مع كل تمدُّد جديد.
ويُفْتَرَض أنَّ سرعة تمدُّد هذا "الفضاء البيني" هي نفسها في كل الكون؛ فالفضاء بين كل "عنقودين (أو قبيلتين)" يتمدَّد بالسرعة نفسها.
ويُفْتَرَض أيضاً أنَّ كل "عنقود" لا يتحرَّك، ولا يَنْتَقِل، في الفضاء، أو عَبْره؛ فالفضاء بين كلِّ "عنقودين" هو الذي يتمدَّد، فيرى المراقِب في أحد "العنقودين" أنَّ "العنقود" الآخر (وسائر "العناقيد" في الكون) هو الذي يبتعد، ويرتد، عن "عنقوده" في استمرار، وبسرعة متزايدة.
والاستنتاج الافتراضي هو أنَّ أي مراقب في الكون لن يرى أبداً مجرَّةً (أو نجماً، أو كوكباً) تَنْتَقِل في الفضاء الممتد بين "العناقيد"؛ فكل مجرَّة تتحرَّك (فحسب) في الفضاء الداخلي لـ "عنقودها"؛ وكل نجم يتحرَّك (فحسب) في الفضاء الداخلي لـ "مجرَّته".
تأمَّلوا جيِّداً هذا التَّصَوُّر الكوني"، المعمول به في المجتمع الكوزمولوجي العالمي، وفَكِّروا فيه مليَّاً.
إنَّكم ستصطدمون أوَّلاً بمشكلة "اُفْق الكون"؛ فهذا التَّصَوُّر إنَّما يعني أنَّ ثمَّة أماكِن ومواقع ("عناقيد"، أو "مجرَّات"، أو "نجوم"، أو "أجسام كونية أخرى") بعيدة في الكون لن نراها أبداً، ولن يكون لنا أي صلةٍ بها أبداً؛ لأنَّ "السرعة النسبية" لابتعادها، وارتدادها، عنَّا تَفُوق سرعة الضوء؛ وليس ممكناً، من ثمَّ، أنْ يصلنا منها أي ضوء (أو تأثير فيزيائي). إنَّها موجودة؛ لكنَّها موجودة في خارج "أُفْق الكون"؛ ونحن لا يمكننا أنْ نرى إلاَّ ما يَقَع ضمن "أُفْق كوننا".
ومن هذه "المشكلة" تتفرَّع مشكلة أخرى تتعلَّق بـ "عُمْر الكون"؛ فنحن نقول إنَّ عُمْر الكون 14 بليون سنة؛ لأنَّ أبْعَد جسم كوني نراه ضِمْن "أُفْق كوننا" يَقَع على بَعْد 13 بليون سنة ضوئية (مثلاً) عن كوكب الأرض؛ وهناك، على ما رَاَيْنا نظرياً، "عناقيد" تَبْعُد عن الأرض أكثر بكثير من ذاك الجسم؛ لكننا لا نراها؛ لأنَّ "السرعة النسبية" لابتعادها عن الأرض تَفُوق سرعة الضوء؛ فإذا افْتَرَضْنا أنَّ بعض هذه "العناقيد (غير المرئية)" تَبْعُد عن الأرض 30 بليون سنة ضوئية (مثلاً) فكيف لنا أنْ نظل مُسْتَمْسِكين بهذا العُمْر (الرَّسمي) للكون، الذي بعضه، وليس كله، يَقَع ضِمْن "الأُفق"؟!
يكفي أنْ نُفَكِّر في ذاك "التَّصَوُّر الكوني"، وفي هذه الطريقة، حتى نَقِف على كثيرٍ من النَّواقِص، وأوجه الخلل، في نظرية الانفجار الكبير" Big Bang.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أفق الكون
حسن عبد اللطيف ( 2014 / 6 / 25 - 18:23 )
إذا افترضنا أن أفق الكون يقع على بعد 13 سنة ضوئية مثلا فإن النجوم الواقعة عند هذا الأفق ستكون سرعة ابتعادها عنا قد بلغت السرعة الحدية القصوى وهى سرعة الضوء وفى هذه الحالة تكون الأطوال الموجية للاشعاعات الصادرة منها لانهائية أى تنعدم أى طاقة تلك الاشعاعات (تأثير دوبلر). هذا الكلام صحيح فقط بالنسبة لمراقب ساكن على الأرض .. أما بالنسبة لمراقب متحرك بسرعة هائلة متجها من الأرض نحو تلك النجوم فإن الاشعاعات الضعيفة شبه منعدمة الطاقة تتقوى ويزداد ترددها وتصبح تلك النجوم الواقعة عند ما نسميه أفق الكون مرئية فى حيز الضوء المنظور وتظهر النجوم الأبعد منها خافتة .. تلك النجوم الخافتة كان الأمل فى رؤيتها منعدما بالنسبة للمراقب الأرضى لتجاوزها سرعة الضوء - لكنها بالنسبة للمتحرك صارت ظاهرة .. بالتالى حدث لأفق الكون إزاحة بالنسبة للمراقب المتحرك وكلما زادت سرعته كلما رأى المزيد والمزيد من العناقيد الأبعد .. أما اذا افترضنا بلوغ سرعة تلك المركبة سرعة الضوء (نظريا) فعندئذ سيكون بمقدوره رؤية القصة بأكملها دون أن يفلت منه أى شىء ..

ليت آينشتين قد سلك فى تعميمه للنسبية الخاصة مسارا آخر


2 - الإشكالية
ناس حدهوم أحمد ( 2014 / 6 / 25 - 23:33 )
هذه المعلومات تفيد وتؤكد بأن الكون غير مخلوق . وحينما يكون الكون غير مخلوق فمعنى هذا أن الديانات غير موثوق بها وأنها من صنع الإنسان . كما يمكن أن نتصور بأن الكواكب الأخرى من المحتمل بل ومن المؤكد أنها تحتوي كائنات وهذه الكائنات لن تكون ذات طبيعة مماثلة لطبيعتنا بل إنها متوافقة مع طبيعة الكوكب الذي يحوي وجودها . لكن عجزنا الوجودي في كوكبنا هذا يتطلب منا أن نسند أمورنا وأمور كوكبنا إلى قوة عظمى خارقة نسميها الله كما قد يسميها آخرون بالطبيعة أو الكون . وهذا بالذات هو السبب الكامن وراء عدم توصيفنا لوجود الله وعدم تحديد صفاته أو مصدره . لكن الإكتشافات الهائلة التي حققها الإنسان والإختراعات العلمية رغم محدوديتها إلا أنها فتحت للإنسانية أفقا لا نهائيا و لا نعلم بالضبط ما يمكن إكتشافه مستقبلا فهل يمكن لنا أن نتغلب على الموت أم أن الموت ضرورة ملحة وحلا نهائيا لإستمرارية وجودنا وتجديده بالتناسل ؟ أم أن الإنفجارات الكونية هي من يحدد الولادات والإنقراضات التي تشوب ثنائية الحياة والموت بشكل مطلق وقاطع ؟


3 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 25 - 23:47 )
فائده علميه :
يرى الفيزيائي | (ديفيد بوهم) أن (مجموعتنا الشمسية مُحاطة بهولوغرام كوني عملاق... المجرات حولنا مجرد هولوغرام) .
حديثا قام الفيزيائي (رافائيل بوزو raphael bousso) بـ(جامعة ستافورد) بطرح فكرته المدهشة والتي تعتبر الأفلاك والمجرات الأخرى أشبه ما يكون بظلال لمجرتنا وما داخل مجرتنا أشبه ما يكون بظلال لمجموعتنا الشمسية ....
http://www.cosmolearning.com/videos/...as-a-hologram/
خرج (ليونارد سسكايند) -العالِم الأبرز حاليا في ميكانيكا الكم- بمفاجأته الكبري لقد أثبت المبدأ الهولوغرامي في كل ما يسود حولنا من مجرات .
(ليونارد سسكايند) أستاذ الفيزياء النظرية بـ(جامعة ستافورد) ؛ كان مُلحدا وله كتاب (وهم التصميم الذكي ) صدر عام2005 لكن بعد أبحاثه الأخيرة أعترف أنه يستحيل أن ينشأ الكون إلا من خلال تصميم ذكي وتَرك سسكايند الإلحاد جانبـا وهو مدافع شرس الآن عن أنه لابد لهذا الكون من خالق (فبداهة يستحيل أن ينشأ الهولوغرام الكوني من تطور أو انفجار كبير أو صدفة) .

اخر الافلام

.. قلوب عامرة - د.نادية عمارة توضح بيان فضل العلم وطلبه وشموليت


.. منصة إكس -تويتر سابقا- تسمح لأول مرة وبشكل رسمي نشر المحتوى




.. يوم 8 يونيو | اليوم المحيطات العالمي | ناشونال جيوغرافيك أبو


.. من غزة| أميرة الطويل تحكي عن معاناة طفلها الذي يفقد وزنه يوم




.. بيانات مسربة من -غوغل- تكشف عن آلاف الحوادث غير المعلن عنها