الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللعبة الخطرة – خامسا واخيرا –

حميد غني جعفر

2014 / 6 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ما ذكرناه في الحلقات الاربعة من مقالتنا هذه هو بهدف التاكيد والايضاح للراي العام ولشعوبنا العربية وقواها الديمقراطية واليسارية المناضلة الحية الى مدى خطورة هذه اللعبة – المضللة – لتبصير وتذكير تلك القوى المناضلة بتاريخها المشرق والعريق في قيادتها لنضالات شعوبها من اجل الحرية والتحرر والاستقلال الوطني لبلدانها ... وبداية – لابد من ذكر العوامل والاسباب الرئيسية لعودة عالم القطب الواحد ، واستعادة الامبريالية العالمية بزعامة امريكا لزمام المبادرة والهجوم المتوحش على حركة التحرر الوطني العالمية ومنها منطقتنا العربية ... ومع اننا على يقين بان تلك القوى المناضلة على علم وادراك لتلك العوامل والاسباب ... لكننا نجد ضرورة لتذكيرها بهدف تحفيزها لترتقي الى مستوى مسئولياتها الوطنية والتاريخية امام شعوبها والانسانية جمعاء ... فهي القوى الطليعية الواعية والمقدامة وعليها المعول في تخليص شعوبنا ومنطقتنا العربية مما هي عليه من الرزايا والمحن ... لبناء الغد المشرق والعيش الكريم اللائق بالانسان .
ان أهم وأبرز عامل في هذا الانتصار المؤقت للامبريالية العالمية بزعامة امريكا ، هو انهيار المعسكر الاشتراكي الذي كان يشكل الدرع الحصين لمجموع حركة التحرر الوطني العالمية وبهذا الانهيار المفاجئ ، ولا نريد هنا الدخول في تفاصيل اسباب وعوامل الانهيار – فهذ امر يخص الحزب الشيوعي الشقيق في الاتحاد السوفيتي ، لكننا وكما نرى ان الامبريالية العالمية بزعامة امريكا قد انفلتت من عقالها – بعد الانهيار - لتستعيد ما فقدته من مواقعها الستراتيجية ومصالحها الحيوية جراء الضربات القاصمة لمجموع حركة التحرر في العالم التي وجهت اليها ... فكانت العودة الى عالم القطب الواحد واستعادة دورها بفرض هيمنتها على الدول والشعوب الضعيفة وسلب ونهب ثرواتها وخيراتها والتحكم بمصائرها وبمواردها الاقتصادية – وبمعنى آخر العودة الى ما كانت عليه ما قبل عام 1917 من القرن الماضي لكن باساليب وادواة جديدة ويبدو ان تلك الاساليب وايضا الادواة قد انطلت كثيرا – للاسف الشديد - على مجتمعاتنا العربية ومنها بلادنا ... وواقع الحال ان الذي نريده هنا هو ايضاح الحقائق لكل مجتمعاتنا العربية بان الامبريالية الامريكية وحلفاءها الغربيون والمتحالفون معها في الداخل لن ولن يكونوا بديلا ابدا عن الانظمة الرجعية والديكتاتورية الشمولية الفاسدة في منطقتنا العربية مهما حاولت تزويق وجهها الاسود بمساحيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان ... وهي في واقع الحال- ألد أعداء الديمقراطية والعدالة وحقوق الانسان .
فكان لهذا الانقلاب أو التغير في ميزان القوى الدولي لصالح الغرب الامبريالي بزعامة امريكا له تداعياته وانعكاساته – السلبية – على مجمل حركة التحرر الوطني العالمية وايضا العربية منها كونها فقدت النصير الاول والثابت لنضالها الوطني من اجل الحرية والتحرر وباتت بلا ظهير قوي يدعم نضالها ... فكانت حالة من النكوص والانكسار لمجموع حركة التحرر الوطني
وكانت ايضا – مع شديد الاسف – حالة من التشتت والتمزق والانحسار في نفوذ الحركة الشيوعية العالمية ومنها الاحزاب الشيوعية في منطقتنا العربية التي لازالت تعاني الأمرين وأكثر من غيرها – في العالم – من حيث انحسار نفوذها ودورها في المنطقة بفعل غيابها أو بالأحرى تغييبها عن ساحة النضال الوطني ضد الانظمة الرجعية والديكتاتورية التي مارست ابشع اساليب القمع البوليسي من تنكيل وبطش وسجون ومعتقلاات واعدامات ضد الحركة الشيوعية والديمقراطية في بلدانها حفاظا على عروشها الخاوية وليست الانظمة الرجعية لوحدها مارست هذه الاساليب القمعية بل وحتى الانظمة التي تتسم بالوطنية التي تقودها البرجوازيات الوطنية هي الاخرى مارست ذات الاساليب البوليسية والتصفية الجسدية ضد هذه القوى المناضلة التي هي اكثر اخلاصا وثباتا في النضال ضد الامبريالية من اجل مصالح شعوبها فكان لتغييب هذه القوى المناضلة الحية عن الساحة وتهميش وتحجيم دورها هو عامل مهم ايضا في نجاح الامبريالية بانتصارها المؤقت هذا ... ولقد أكدت كل الانظمة العربية الرجعية والديكتاتورية وحتى تلك التي تقودها البرجوازيات الوطنية فشلها وعجزها التام عن قيادة المرحلة الوطنية الديمقراطية ، وهذا يعبر عن عدم صدق وطنيتها وعدم جديتها في محاربة الغرب الامبريالي وتحقيق آمال وطموحات شعوبها في الغد الافضل والعيش الكريم لشعوبها وهذا ما أكدته تجربة كل بلدان ما يسمى العالم الثالث اذ لم تجلب لشعوبها غير الويلات والكوارث والدم والدمار ... ولقد أكدت تجارب قرن من الزمن – تقريبا – ان كل تلك الحكومات – أعلاه – السابقة منها والحالية ليست هي البديل المطلوب لتغيير واقع مجتمعاتنا العربية عموما نحو الافضل ... وان البديل المطلوب آنيا هو قوى اليسار العربي الثوري وتحديدا الاحزاب الشيوعية ومعها القوى الديمقراطية الحقة فهي صاحبة التاريخ العريق والتجربة الثرة والمجربة في سوح النضال الوطني ... ومن هنا فان قوى اليسار العربي الثوري وفي المقدمة منها الاحزاب الشيوعية في منطقتنا العربية مدعوة اليوم وأكثر من أي وقت مضى الى استعادة وحدتها وتلاحمها وتاريخها المشرق والتنسيق والتشاور فيما بينها لدراسة التجارب المرة لمجموع ما يسمى بلدان العالم الثالث مع واقع الحال المزري لأمتنا العربية واستخلاص العبر والدروس منها ... ورسم خط جديد لحركتنا الثورية وفق خطط وبرامج مشتركة وباساليب جديدة لمواجهة الهجمة الشرسة للامبريالية المتوحشة على منطقتنا العربية ... وهذا ما كنا قد دعونا له قبل سنوات في مقالة نشرت على موقع الحوار المتمدن وهي – اضحوكة الديمقراطية – واليوم فان هذه المهمة النبيلة باتت أكثر ضرورة وإلحاحا من اي وقت مضى ... وهذه المهمة هي من صلب واجبكم ومسئولياتكم التاريخية المناطة بكم كقوى ثورية طليعية وواعية وعليها المعول في انقاذ شعوبنا العربية ، وكما يقول ماركس – نحن لم ناتي لمسرحية الوجود لنشاهد الاحداث بل نلعب دور في صناعتها – فاين هو دوركم المطلوب – هل بالاستسلام لديمقراطية امريكا الزائفة ... وهل نسينا الحتمية التاريخية بانتصار الاشتراكية ؟ فكيف نحقق هذه الحتمية ... يقول لينين العظيم – من شاء ان يخدم البروليتاريا لابد له ان يجمع صفوف العمال من جميع القوميات وان يناضل بلا كلل ولا تردد ضد التعصب القومي البرجوازي وضد تعصب امته بالذات وضد تعصب الامم الاخرى ومن اراد الدفاع عن الثقافة القومية فلا مكان له – الا بين القوميين البرجوازيين الصغار – لا بين الماركسيين – وفي مكان آخر يقول لينين – ان الشيوعيين الذين يعتقدون بان الاشتراكية تبنى بالايدي الناعمة النظيفة والاحاسيس المرهفة – عليهم ان يرتدوا القفازات ويجالسوا فتيات المنازل أجدى لهم – ولسنا من حاجة – كما ارى للاطالة اكثر ... فالى الوحدة والتلاحم لقوى اليسار العربي الثوري لتستعيد دورها المشهود في التوعية والتعبئة والتحشيد والفعل الثوري لدحر الامبريالية والقوى الرجعية الظلامية المتحالفة معها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما


.. شاهد ما حدث مع عارضة أزياء مشهورة بعد إيقافها من ضابط دورية




.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف الحرب في غزة| #الظهيرة


.. كيف سترد حماس على مقترح الهدنة الذي قدمته إسرائيل؟| #الظهيرة




.. إسرائيل منفتحة على مناقشة هدنة مستدامة في غزة.. هل توافق على