الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل و أحداث العراق، إنتصار مؤقت... و هزيمة متوقعة

محمد بهلول

2014 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية



منذ نهاية عام 2010، يعيش العالم العربي حالة إضطراب و حركة إحتجاجات شعبية تنمو و تخفو تحت تأثير إيقاع متغيرات درامكتيكية، أوصلتها الى حالة عسكرة في معظم البلدان و تسير بخطوات سريعة هنا و متأنية هناك الى حالة عسكرية و عنفية شاملة.
بداية وُصفت هذه الحركات و الاحتجاجات ب "الربيع العربي" الواعد، كونها أنزلت فئات كبيرة من الشعوب الى الشوارع و الميادين تحت شعارات و عناوين تعبر عن مصالح أنية لمعظم فئات و شرائح المجتمع، و بدأت التحليلات تبشر بالتغيير الإيجابي القادم، دون أن يلحظ الجميع، أنة في عصر العولمة و ثورة الإتصالات، ما عاد العامل الداخلي حاسماََ و مؤثراََ بقدر العوامل و المصالح الخارجية و أبرز تجليات ذلك، تتبدى بغياب الأحزاب و القوى السياسية المعبرة عن التطلعات و المصالح الداخلية الشعبية لصالح الأحزاب و القوى المعبرة عن إرادات و مصالح القوى الإقليمية و الدولية، و أي نظرة سريعة و لكن ثاقبة للخريطة السياسية و الحزبية لأي بلد عربي تُظهر ذلك جلياََ و بوضوح، حتى الدول التى تحرم فيها الأحزاب و الحركات السياسية و الحزبية، نجد النظام السياسي القائم و أحزاب المعارضة غير الشرعية تدور في فلك المصالح الإقليمية و الدولية.
خلاصة القول، أن الحركات الاحتجاجية (تحت تأثير ظروف موضوعية و غياب العامل الذاتي) أو الثورة (بوجود العامل الذاتي) أصبحت محكومة بتأثيرات الخارج - إقليمية أو دولية أو كلاهما، لذلك بات من المستبعد الحديث عن ربيع عربي أو غد أفضل إنطلاقاََ من المصالح السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية للشعوب أو فئات و طبقات إجتماعية، بل عن قدرة التشابكات الخارجية سواء كانت دولية أو إقليمية مع القوى و العوامل الداخلية. أمثلة مصر و سوريا و حاليا العراق أكثر من ساطعة في هذا السيٌاق.
أن ما حصل خلال السنوات الأربعة الماضية، يضع الجميع و لاسيما الأحزاب و القوى السياسية و النخب الفكرية و الأعلامية أمام إجراء مراجعات جدٌية لكيفية التعاطي مع أحداث و تغيرات درامكتيكية و متسارعة و تبدل هائل و سريع بالتحالفات على المستويين الداخلي و الخارجي، و الوصول الى استخلاصات توائم بين ما هو داخلي وطني و خارجي إقليمي و دولي.
أن السقوط السريع و المدوي لنظامي بن علي و مبارك كان بالأساس نتيجة موقف الحياد للجيش "أي العامل الخارجي" و التحوٌل السريع في الأحداث في سوريا و إنتقالها من البعد الداخلي الى الحرب الاقليمية و الدولية كان بفضل العامل الخارجي (لكلا الطرفين) و اليوم ما يجري في العراق و الذي لا يمكن التكهن بنتائجة و مسارة كان بفضل العامل الخارجي منذ الاحتلال العراقي للكويت حتى اليوم، إضافة الى سقوط القذافي و ما يجري في ليبيا، و المسلسل العراقي اليوم ينبئنا بدخول دول أخرى على مجري التغيرات و التطورات المتسارعة.
إنطلاقا من حاسمية العامل الخارجي، يمكننا اعادة النظر بالكثير من القراءات و المتابعات للأحداث، و لعل ما يجري اليوم في العراق و إظهار داعش كأنة عامل حاسم قادر على التغيير على مستوى الإقليم برمتة فية من البلاهة و استخفاف بعقول الناس أكثر بكثير من تصوير قدرة مجموعة قاعدية على القيام بأحداث 11 سبتمبر.
فما جرى في العراق أتي بعد سلسلة من الأحداث التى كانت تأخذ الأقليم بتشابكة الدولي (الإضطراري الأميركي و الإنتصاري الروسي) باتجاه محدد نحو التسويات بما يعاكس مصالح دول عالمية و إقليمية ذات وزن و تأثير و قدرة (و إن كانت غير حاسمة) على تغيير بوصلة الأحداث، و أول هذه الدول هي إسرائيل، التى كادت ضمن مسار الأحداث السابق ان تفقد الجزء الكبير من مميزاتها و أولويتها لدى الراعي الدولي (الأميركي).
و هنا لابد من الانتباه الى تصريح قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني (أيار المنصرم) حول وصول طهران الى الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، و لعل من النتائج السريعة (ليس بالضرورة دائمة) هو قطع الطريق الجغرافي الموصل طهران بسوريا و ثم لبنان.
ما يجري في العراق لا يمكن طمس البصمات الإسرائيلية الواضحة فيه، و إسرائيل التى تراجعت حدٌة إندفاعتها بالعدوان على الفلسطنيين سواء في الضفة الغربية و قطاع غزة و إبتلاع الهزيمة الأمنية (و إن مؤقتاََ) المتمثلة بإختفاء المستوطنين الثلاثة، إنما تراجعت تحت وطأة سببين منفصلين، الأول مواصلة الهجوم السياسي و الدبلوماسي الناجح للسلطة و المنظمة و على رأسها الرئيس أبو مازن الذي منع تسجيل النقاط الأسرائيلية في مرمى الرأى العام الدولي (شعوباََ و دول) و الذي تعاطت مع ما جرى في الخليل باعتباره حدثاََ أمنياََ مقبولاََ و متوقعاََ في ظل السجل الأسود للخروقات و التعنت الأمني و الإنساني و السياسي الإسرائيلي، "قصف و إعتقالات - أسرى - إستيطان" و بدل تحويل حادث فقدان المستوطنيين الى ورقة إسرائيلية رابحة تحولت الى هزيمة أمنية تضاف الى سلسلة الهزائم العسكرية و الأمنية التى تنهش سياسة التفوق الإسرائيلي (منذ العام 2000).
أما السبب الثاني المنفصل، هو الأحداث في العراق و أولويتها على الصعيدين الإقليمي و الدولي و أي دخول إسرائيلي ممكن أن يلعب دوراََ سلبياََ، على مستوى الرأى العام العربي و على العديد من المنظمات و الجماعات المتطرفة، أو على صعيد تنظيمات الأسلام السياسي.
إسرئيل في براد الانتظار لما يجري في العراق و المنطقة، تزهو بفرح لإنتصار قد يتحوٌل الى هزيمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة