الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب لخلق عالم جديد

خالد عياصرة

2014 / 6 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


حرب لخلق عالم جديد

قيل لنا، أو هكذا لقنا، أن الحرب العالمية الأولى والثانية، قامت، واعلنت، بدات وانتهت، لأنها موجهة صوب رجل أوروبا المريض (الخلافة العثمانية ) ضمنياً يعني أن الخلافة الأسلامية العثمانية، كانت اوروبية الهوى لا آسيوية. هذا أولاً

ثانياً، يطل علينا المحللين، حاصرين نتائج الحروبين في حيز واحد، لا أكثر، وهو المؤامرة الكونية، ضد الإسلام والمسلمين.

ولم يقل احد من هؤلاء، أن الحرب قامت، واعلنت، وبدأت، وانتهت، لأنها كانت حرباً بين اضداد، بين أقوياء، بين أفكار، وايدلوجيات، كلاً يريد الإنتصار على الأخر، بمعنى أن الحربين قامتا فعلياً بين امريكا والمانيا، لاقتسام تركة رجل أوروبا المريض الحقيقي المترهل، وهنا أقصد بريطانيا العظمى، في سيطرتها على العالم.

نتيجة الحربين، خصوصاً الثانية منها، كانت بلا شك انتصار، يقوم على الاستبدال، إذ تراجعت بريطانيا، وتقلص نفوذها، وتقدمت الولايات المتحدة، واتسعت سيطرتها.

أما بالنسبة للدولة العثمانية، ومن دار في فُلكها، فقد كانت حطبٌ لحروب الأقوياء، تفتيتها وسيلة لا غاية، وشرذمتها تحصيل حاصل، وتقسيمها، واقع ثانوي، لحقيقية كبرى، تكللت بإنتاج قوة كبرى ممثلة بولادة امريكا

قد يقول البعض، أن سيايكس بيكو، واخواتها، عملت على تقسيم بلادنا الإسلامية والعربية إلى دول، متصارعة، وهويات متعاديه، إلى هؤلاء نقول: اعطوني دولة واحدة في العالم لم ينتجها الاستعمار، ولم يحدد مساحاتها وحدوها، كم دولة في أوروبا اضمحلت وإنتهت، وكم دولة في آسيا ذهبت، وكم دولة في افريقيا طمست، وتشكلت.

المحزن، أن ه,ه الفئات، لم تكتف بتزوير تاريخنا العربي الإسلامي الحقيقي فقط، بل امتدت أيادهم إلى تاريخ العالم، ليثبتو لشعوبنا المقطوعة الإتصال بالتاريخ، والتواصل معه، أن رؤيتها هي الصحيحية، لكنهم دوماً نسوا او تناسو أن ثمة رواية أصح، يمكن أن تلغي ما سبقها.

عين الأمر يتكرر حالياً، مع انتشار الحركات الإنفصالية، وتغيير الحدود الدولية، لا العربية فقط، ليس على مستوى المنطقة، بل على مستوى العالم. لننظر مثلاً إلى معضلة اوكرانيا، إلى مشاكل الصين، إلى طموحات كوريا الشمالية، إلى تحفز اليابان، لا بل لننظر إلى الحركات الانفصالية المتكاثرة في أوروبا، في اسبانيا، وبريطانيا، لننظر إلى ما يعتمل في داخل اليونان !

لكن يبقى السؤال، أن كان العالم في القرن الماضي تنافس فيه الكبار فيما بينهم على ورقة بريطانيا، يا ترى على ماذا يتنافسون اليوم ؟ ومن ذا الذي ستوزع تركة ممتلكاته ؟ وهل نحن امام تشكيل جديد، أم امام إعادة انتاج قوى عظمى جديدة ؟

#خالدعياصرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية


.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ




.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة