الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النازحون الفلسطينيون من سوريا ... تهجير ومعاناة مضاعفة

محمد بهلول

2014 / 6 / 26
القضية الفلسطينية


محمد بهلول

لا يتطلب من الأنسان كثيرمن البحث و التدقيق أو الحاجة الى أبحاث و إستطلاعات الرأي، ليصل الى إستنتاج إن النازحين الفلسطينيين من سوريا هم اليوم الفئة الإجتماعية الأكثر معاناة و انتهاك لحقوقها في لبنان من بين سائر المجموعات و الفئات الإجتماعية سواء على مستوى السكان أو المقيمين. و لعل القرار الفجٌ الأخير الذي أصدرتة السلطات المختصة اللبنانية بمنع دخولهم الى البلد دون سائر النازحين و اللاجئين، هو الأكثر سطوعاََ و برهاناََ على حجم الانتهاك و المعاناة. فلا يمكن تبرير هذا القرار تحت أي حجة أمنية، أو عدم قدرة السلطات الاجتماعية و الخدماتية على تحمل أعباء التهجير إذ ما عرفنا ان حجم النازحين الفلسطينين لا يتجاوز 3% من المجموع العام للاجئين، و أساس إقامتهم داخل المخيمات الفلسطينية المحرومة أصلاََ من معظم الخدمات الإجتماعية و الإقتصادية للدولة المضيفة و هو ما يجعل من المنطقي، التفكير و التأشير على القرار من زاوية الإستهداف و الإستهداف فقط للفلسطينيين.
اللاجئون الفلسطينيون لم يأتوا الى البلد إلا في فترات متأخرة نسبياََ، أي بعد مرور سنة و ثمانية أشهر، و كان مخيم اليرموك الهادئ نسبياََ خلال الفترة ملاذاََ للفلسطينيين في سوريا و لا سيما المخيمات التى عانت أوضاعاََ أمنية متفجرة (درعا و حمص) و هو ما يؤكد أن الفلسطينيين من سوريا لم يفكروا أساساََ باللجوء الى لبنان أو أي من الدول المحيطة الاخرى من سوريا (الأردن و تركيا و اللتان منعتا علنا دخول الفلسطينيين إليهما) إلا تحت الضغط الأمني فقط، و منذ بداية النزوح الفلسطيني (كانون أول 2012) تعاطت السلطات اللبنانية بتجاهل كامل لمطالبهم الأغاثية معللة الأمر بمسؤولية "الأنروا" و التى عانت خلال الأشهر الستة الأولى من النزوح الفلسطيني (حتى أيار 2013) من إنقطاع كامل من الموارد الإضافية تحت شعار أن المانحين يقدمون الأموال للدولة المضيفة. و بذلك حُرم الفلسطينيون من موارد المانحين تحت عنوان الضياع في تحديد المسؤولية.
كما أن معاناة النازحين الفلسطينيين و أشقائهم السوريين من مساعدات مؤسسات المجتمع المدني تعرضت للإستخدام و التسييس و لاسيما من الؤسسات المتعاطفة أو المرتبطة بالمعارضة أغدقت في البداية ثم تمنعت.
النازحون الفلسطينيون الذين يتنفسون الصعداء اليوم بعد الأخبار عن إتفاق جدٌي نوعاََ ما لحل الأوضاع في مخيم اليرموك، و يستعدون للعودة الى بلد إحترم خصوصيتهم الوطنية، و تعامل بمساواة تامة و عدالة مع حقوقهم المدنية و الإنسانية.
النازحون الفلسطينيون من سوريا لا يطالبون اليوم - ولمدة نأمل أن تكون قصيرة، إلا بمعاملتهم - قانونياََ - فقط كأشقائهم السوريين.
تحية الى حملة "فلسطيني سوري لست وحدك" التى أعلنت عن قيامها أمس (25 حزيران) في قاعة الصحافة في بيروت و التى نأمل أن تكون فاعلة و ذات تأثير ضاغط، لا أن تكون كسواها من حملات العنوان الواحد عبارة عن حملة إعلامية - نخبوية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج