الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وضوح اولى خطوط اللعبة

طاهر مسلم البكاء

2014 / 6 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


اصبحت السياسة في الوقت الحاضر هي فن الحصول على المكاسب بأي طريقة كانت حتى ولو كان الطريق الى الهدف يتم على جثث البشر ،واصبح لا اهمية للبشر سوى بالنشرات الأعلانية لبرنامج انتخابي او سيرة حزبية او جماعات ما يعرف بحقوق الأنسان او برنامج دولة الغرض منه خداع الناس .
المطلوب حصول الفوضى الخلاقة التي تصمم من خلالها امبراطورية العصر العالم الجديد وفقا ً لرؤيتها التي تحقق مصالحها في العالم ، اذن امام هذا الهدف لا يهم كم اعداد البشر الذين يقتلون ،ولا استخدام انواع السلاح المحرم ، ولا يهم الاف العوائل التي هجرت من ديارها وعاشت تستجدي اللقمة في موائد دول مجاورة أو تنتظر من يتفضل عليها في خيام على الحدود ،ولا يهم ملايين المهجرين الى دول الغرب من خيرت شباب وكوادر الدول المبتلاة ، وكم من الأطفال قتلوا ، وكم من البلدان خربت الى مستوى البنى التحتية ونهبت كنوزها .
ولنأخذ العراق مثالاً فهو أكثر الأمثلة أغراقا ً في مثالية التطبيق ،لقد جربت فيه وعلى ارضه الفوضى الخلاقة بأبهى صورها وكان مسرحا ً لأنواع الحروب والحصار وخلق الفتن المذهبية والطائفية ،ومن يدري فقد يتجه الى قمة انواع الفوضى الخلاقة وهي الحرب الأهلية ، ويظهر انهم يريدونه بلد بدون بشر ،فالنفط الثروة الثمينة الذي يسيل لعاب اصحاب الفوضى الخلاقة له يبعد كثيرا ً عن سطح الأرض وبالتالي لايتأثر بأي نوع من انواع الأسلحة المستخدمة حاليا ً ،أي انه محفوظ ومدخر ،والبشر يمكن تعويضه بملايين من العمالة الرخيصة الباحثة عن فرص العمل والجاهزة رهن الأشارة قرب الحدود .
ان هذا هو المنطق الوحيد الذي يفسر ماتعرض ويتعرض له العراق من هجمة والأصرار على اثارة الفتن والنعرات الطائفية والمذهبية فيه واستمرار سيل الدم على ارضه ،وقد شمل بأمتياز لم يشمل به أي من دول الأرض من قبل امبراطورية العصر وهو شنها لحربين مدمرتين على شعبه عام 1991م و2003 م ،جربت فيهما أحدث خزانتها من الأسلحة الفتاكة ،التي نالت من المدنيين اكثر ما نالت من العسكر ،وقد فصلت بين الحربين بحصار قاس صنف على انه أقسى حصار شهدته البشرية في تاريخها ، وبعد انسحابها من العراق سلمته الى نوع جديد من الموت والخراب الذي يحل في أي مكان وبدون سابق انذار وهو بلاء ما يعرف بالأرهاب .
خروج ثم عودة :
خرجت القوات الأمريكية من العراق مجبرة بعد ان تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والمعدات ولم تتمكن الحكومة في العراق من أعطاء أي تفاصيل لأي اتفاق تخلل الأنسحاب وبالتأكيد لم يعطى الأمريكيين أي حصانه خلا ما تعلق بسفارتهم والتي من الحجم الذي يفوق حجم أي سفارة اخرى يثير الكثير من الشكوك حول عودة امريكا ورغبتها بالبقاء .
ولم تعمل الحكومة ،رغم واردات النفط ، على اعادة العراق الى الطريق الصحيح ،طريق الأعتماد على الذات سواء بالأقتصاد او بالقوة العسكرية وبالتالي فأن صفحة الأرهاب والأرعاب التي تلت انسحاب القوات الأمريكية قد نالت من العراقيين الذين اصبحوا يتوعدهم الموت والفتن في كل وقت وفي أي مكان ،وبدى البلد معتمد كليا ً على الأستيراد الخارجي حتى في غذائه اليومي !
صفحة داعش :
جاءت صفحة داعش في وقت معد ومرتب من اطراف عديدة ليكون الخاسر الأوحد فيها هو شعب العراق ،الذي بدت وحدته على المحك ،واصبحت بلاده ملعبا ًلعصابات خارجية وداخلية وبدى المواطن العادي مغلوبا ً على امره يتعرض للموت والتهجير والخوف والقلق وفقدان الثقة بالمستقبل .
الوقت الذي اختير لعصابات داعش كان وقت الفراغ الأمني حيث تعيش الحكومة والبرلمان ايامهما الأخيرة ،ولايزال هناك وقت وفق الدستور لتسلم الحكومة والبرلمان الجديدين مهامهما وهذا الوقت كان كاف لتحقيق المخططين مآربهما ضد شعب العراق ، وكان الأنهيار مفاجئ وسريع وصاعق وكان يمكن لهذه العصابات ان تدك مشارف بغداد بسهولة كبيرة لولا مفاجئة كبيرة وصاعقة للمخططين اعادة التوازن الى الحالة العراقية ،وهي فتوى السيد السيستاني بالدعوة للجهاد .
ان ما تخلل هذه الأحداث من دعوات للحكومة العراقية لأمريكا بالتدخل في العراق تحمل اوجه عديدة ، اذا ما اخذنا بنظر الأعتبار ان من المستحيل ان تكون هذه الأحداث قد حصلت بدون علم الأمبراطورية الحالية التي تتسيد العالم ،وخصوصا ً ان الدول التي استولدت ودعمت داعش ومثيلاتها هي بيد السيد الأمريكي، تشير الى ذلك العديد من القرائن وبالأخص الدول التي تهيأ لها منافذ الدخول والدعم المالي والعسكري .
وليس داعش فقط فقد ظهر الأكراد انهم قنبلة موقوته مهيأة ضد العراق حال توفر الظروف المناسبة لهم ،وهذا ما ظهر للعلن بوضوح في انقضاض الكرد على كركوك والأراضي المجاورة التي يعلنون اطماعهم في السيطرة عليها واقامة دولتهم على الطريقة الصهيونية ،حيث يجمعون اشتات الأكراد الموجودين على الكرة الأرضية لبناء دولة الكرد على الأراضي العراقية !
انهم ورقة ضغط على العراق وحكومته اكبر مما تمثله داعش كونهم يعيشون ضمن العراق ومن خيراته ولكنهم بأي دعم خارجي بسيط سيعلنون دولة تجتزء الأراضي العراقية والثروات العراقية .
ان قبول الحكومة العراقية التي تعيش آخر ايامها بما لم تقبل به من قبل وخاصة اعطاء الحصانة القانونية للمستشارين الأمريكيين والسماح لأعداد كبيرة منهم لدخول العراق قد يكشف بعض خيوط لعبة داعش في العراق ومن وراءها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يتجه الشرق الأوسط نحو صراع شامل؟ قراءة في رسائل خامنئي


.. بعد تعرضها لخسائر فادحة.. هل غيرت إسرائيل أهداف حربها على لب




.. مظاهرة في بنغلاديش ضد الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان


.. تسريبات صحفية: نتنياهو يرى بايدن ضعيفا وإسرائيل لم تطلع أمري




.. سحب دخان تغطي مناطق في بيروت خلال ساعات الصباح الأولى بسبب ا