الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة العبرية والدول العربية : مزايدات رخيصة لمواقف ثمينة

محمود الزهيري

2014 / 6 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


مازال هناك سؤال يراود عقلي التعس البئيس مفاده عن أي من الدول العربية التي لم تتاجر بالقضية الفلسطينية ولم تستخدمها كأداة من أدوات الإستبداد وقمع الشعوب والحريات الفردية والعامة في آن واحد , وكان هذا السؤال هو الذي يحمل دوماً إجابات متعددة تحمل نفس القدر من البؤس المقدس والتعاسة السفلية لواقع عربي مأزوم شعبوياً وسلطوياً , فقد نجحت سلطات الإستبداد والطغيان ودوائر فساداتها أن تتضامن معاً في قضية العرب المركزية ألا وهي القضية الفلسطينية ؛ إلا أن هناك فارق موضوعي متحول من الموضوعي للشكلي إذا تم نسبته للسلطة , ومن الشكلي للموضوعي إذا تم نسبته للشعب ؛ فالشعب يتم إستخدامه كأداة كراهية ورفض للكيان الإسرائيلي المحتل لأجزاء من الوطن العربي بمفهوم التيار القومي العروبي الناصري , وبمفهوم التيار الإسلامي الأممي وعصاباته الدينية , إلا أن وحدة الموضوع تبدو هنا في حالة تضامن فيما بينهم متمثلة في حالة العداء والكراهية للدولة العبرية.

إلا أن غالبية سلطات الحكم العربية تحرض الشعوب عبر القيادات الشعبية والمثقفين والكاريزمات لإستمرار حالة العداء والكراهية هذه , وفي ذات الوقت تتبقي العلاقات والصلات السياسية والديبلوماسية والإقتصادية فيما بين أنظمة الحكم العربية والدولة العبرية في حالة تماثل وكأنها توأمة حقيقية , في استحضار لما بين العروبيين والعبريين من صلات القرابة والعمومة الدينية / التاريخية , وهنا تصير أنظمة الحكم مستمرة في مسيرة الإستبداد والطغيان والفساد , وتظل الشعوب في مسيرة القهر والعبودية والإستذلال , موجهة طاقة الغضب إلي العدو الخارجي المتمثل في الدولة العبرية ومنشغلة عن الدو العربية .

علي نفس النسق العقلي لم يختلف التيار القومي العروبي الناصري عن التيار الإسلامي الأممي في نظرته إلي الدولة العبرية ومحاولة نوال رضاها كاملاً لأنها صارت القنطرة العابرة بمصالح الإستبداد والطغيان والفساد إلي الولايات المتحدة الأمريكية ؛ ولدي مثالين صارخين زاعقين بدلالتهما علي نوال الرضا العبري للطلب العربي / الإسلامي , أحدهما متمثل في خطاب الرئيس المعزول محمد مرسي العياط , المعبر عن آمال وآلام وطموحات المسلمين والإسلام عبر عصابة الإخوان المسلمين العابرة للقومية والمتعددة الجنسية في تشابه مع الشركات الإقتصادية الخادمة لمصالح وأهداف سياسية في غالب الأحيان , وفي بعضٍ منها مصالح وأهداف دينية متوهمة ومستترة , وذلك عبر خطابه إلي رئيس الدولة العبرية لتنصيب السفير عاطف محمد سالم سيد الأهل , سفيراً لمصر العربية لدي الدولة العبرية , وهذا جزء منه :
صاحب الفخامة السيد شيمون بيريز رئيس دولة إسرائيل
عزيزي وصديقي العظيم..
لما لي من شديد الرغبة في أن أطور علاقات المحبة التي تربط لحسن الحظ بلدينا،......................., ولا سيما إن كان لي الشرف بأن أعرب لفخامتكم عما أتمناه لشخصكم من السعادة، ولبلادكم من الرغد.
صديقكم الوفي / محمد مرسي
فأين هي حالات العداء والكراهية من جانب الرئيس المصري المعزول محمد مرسي العياط الذي كان يعبر رأي عصابة الإخوان المسلمين العابرة للقومية والمتعددة الجنسية ؟ ! وأين ذهب الجهاد المقدس لتحرير فلسطين والأقصي !؟

والحالة الأخري كانت تحمل قدر من الغرابة لأنها صدرت من زعيم وقيادي ناصري وهو السيدحمدين صباحي حال ترشحه لإنتخابات رئاسة الجمهورية مؤكداً علي ضرورة تعديل إتفاقيات كامب ديفيد, وفق قواعد واجراءات القانون الدولي، لتحقيق السيادة على سيناء، من أجل مكافحة الإرهاب وتحقيق التنمية , حسبما زعمه , خلال حواره ببرنامج "الحدث المصري" على قناة "العربية الحدث"، أن تعديل الاتفاقية يمنحه حق تحريك القوات المسلحة وفق قرار الدولة، وليس بإذن مسبق من إسرائيل، مثلما فعل السيسي عندما حرك القوات في سيناء لمواجهة الإرهاب , أو هكذا قال !

فأين هو الرفض القاطع لإتفاقيات كامب ديفيد , واتفاقيات السلام المصرية الإسرائيلية ؟ّ ! , وأين هو تاريخ جبهة الصمود والتصدي ؟! , وأين هي القضية الفلسطينية " قضية العرب المركزية " التي لاتسبقها قضية ولا تعلوها قضية ؟! وأين هو الصراع مع الإسرائليين الذي هو صراع وجود وليس صراع حدود ؟ ! وأين هي المقاومة السلمية أو العسكرية في ظلال هذا التقرير أو الإقرار الصادر من قيادي ناصري بتاريخيته النضالية ضد إسرائيل والدولة العبرية والصهيونية العالمية وعلاقتها بالإمبيريالية الأميريكية !؟

هذا ماوددت أن أكتبه اليوم في حينه حينما علمت عن انسحاب وفد إسرائيلي بصفة مراقب كان حاضراً إجتماعات القمة الأفريقية , بسبب إعتراض وفد الجامعة العربية !!
فإذا كان الوفد العربي انسحب بسبب مشاركة الوفد العبري , فهل الدول الأفريقية في غالبيتها تعطي الأهمية للدول الأفضل بالرعاية والأولي بالإهتمام حسب الديبلوماسية الدولية وعلاقات القانون الدولي الإنساني ـ هل ستعطيها للدولة العبرية منفردة , أم للدول العربية مجتمعة !؟
أري أن هذه مزايدات رخيصة لمواقف غالية ثمينة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انها ثقافة وقعنا في احابيلها
محمد البدري ( 2014 / 6 / 26 - 22:18 )
ما يسمي بالعرب لم يتفقوا علي شئ اطلاقا. ومن السذاجة أو قل البلاهة السياسية ان يلزم احد نفسه باقوال العرب التي لم تحقق شيئا علي مدي قرون طويلة وكان النصف قرن الماضي شاهدا علي مدي افتقاد السياسة العربية لاي مصداقية.

اخر الافلام

.. الكنيست الإسرائيلي يصادق على تمرير قانون استمرار إعفاء المتد


.. أهالي المحتجزين يحتجون من شمال إسرائيل إلى جنوبها




.. حركة حماس: نؤكد استعدادنا للتعاون مع الوسطاء لدخول مفاوضات غ


.. الحكومة الألمانية ترفض إجراء انتخابات مبكرة بسبب الخسارة في




.. بعد هزيمة حزبيهما.. وزير الخارجية الإسرائيلي يسخر من رئيس ال