الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثمن خيانة الوطن

محمود القبطان

2014 / 6 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



لم تنتهي تداعيات احتلال محافظة نينوى من قبل الإرهابيين بالتعاون المبرمج مع خلايا البعث الفاشي ليومنا هذا,حيث تعددت التحليلات والتلميحات دون الإفصاح عن السبب الرئيسي والمباشر لهذا السقوط لمدن كثيرة ولم يصدر بيان رسمي يشير وبدون أي مجاملة لأية جهة كانت أسباب السقوط السريع لمدينة الموصل وتلتها سقوط أكثر من مدينة وكأن مئات الألوف من عناصر داعش المجرمة قد دخلت العراق ولم يكن يوجد جيش اسمه الجيش العراقي والذي في مقدمة قياداته ضباط كانوا قد خاضوا حروبا عدة وعلى عدة جبهات.
مازال الإعلام الرسمي ورأس السلطة التنفيذية وأعضاء كتلته لم يفيقوا من نومهم إلا أن يوجهوا أصابع الاتهام الى مؤامرة هنا وتدخل هناك وهروب في مكان آخر وتبقى الفضائية الرسمية العراقية ملتهية بشد الهمم عبر الهوسات والأهازيج في القرن الحادي والعشرين حيث الحروب تدار من قبل مختصين سواء في الإعلام أم في الجيش وليس هناك أسرار تسرب عبر أعضاء برلمان كانوا قد فقدوا بوصلتهم السياسية. أكثر من إعلامي تسائل عبر الفضائيات الغير حكومية عن سبب عدم إقصاء أول الضباط الكبار الذين خانوا الوطن والجيش بهروبهم الى إقليم كردستان,وقسما آخر يتواجد مع الجيش مرة أخرى في سامراء. كيف للجندي أن يثق بقائده الذي هرب من ساحة المعركة التي لم تبدأ حتى؟لماذا ظل التركيز الإعلامي على مهدي الغراوي وترك عبود قنبر وعلي غيدان دون المساس بهم ودون ذكر اسمهم من بين الهاربين؟نشرت أحدى الصحف السويدية (الصحيفة المسائية)المكالمة التلفونية في مشادة كلامية بين الهارب أثيل النجيفي ووزير خارجية قطر حيث قال له المحافظ الهارب الى إقليم كردستان لماذا نكتوا بيَ ,قال له الوزير :اذهب للجحيم ,نريدها هكذا وافعل ما تشاء.هذه الصحيفة عندما تكتب خبرا يكون الخبر يقينا ومن مصادر موثوقة .
طبعا كانت مكالمة حادة بين الطرفين تعدت بعض الجمل اللياقة السياسية والرسمية,تقول الصحيفة.كل هذا يكشف تواطأ محافظ الموصل مع الإرهابيين وقطر وتركيا والسعودية ضد العراق عموما وضد أبناء الموصل خاصة.لكن ماذا كان ثمن ذلك بالنسبة للنجيفي؟لا أحد يعلم ,لكنه أكل "الُطعم"وأهمل لتحتل دولة الإرهابيين الموصل ولتفتك بأهلها تقتل ,تقطع الرؤوس,استباحت نساء الموصل بطريقة نكاح الجهاد,حبس النساء في البيوت,تهجير مئات الآلاف من مواطني الموصل من كافة الأديان والطوائف باتجاه إقليم كردستان من أستطاع إليه سبيلا.
اليوم ينقل مراسل الفضائية حرة-العراق تعليقا حول ظروف الهاربين من إجرام داعش بحق المدنيين يقول المراسل:يسمح للمسيحيين بدخول الإقليم رأسا أما التركمان والعرب فعليهم الانتظار للحصول على كفيل لإدخالهم.السؤال:من أين يأتون بكفيل لضمان دخولهم الإقليم في مثل هذه الظروف؟,يضيف المراسل يبقى العربي والتركماني في العراء لحين أن يسمح لهم بالدخول إذا توفر لهم كفيل وألا فأن العراء هو ملجئهم الوحيد.توزع استمارات على أهل تلعفر الهاربين من جحيم القتل وتملئ بالقبول بانضمام تلعفر الى الإقليم ومن يرفض لا يسمح له بالدخول,يقول المراسل بعد أن سأل أكثر من مواطن هناك.أكثر من امرأة ولدت في العراء لهذا السبب,يقول المراسل اليوم.هذا يذكرني بأفعال الصهاينة الإسرائيليين بعدم السماح لسكان غزة بالدخول الى الضفة الغربية عبر المعابر وحيث حدثت ولادات عديدة في العراء.هل يحق لنا المقارنة أم هذه الباب يجب أن يبقى موصدا؟يقول المراسل لقد قتل همج الداعش حتى الأطفال والرضع,لقد قطعوا الرقاب.وفي صورة نشرت أمس في الصحف العالمية عن توزيع مجرمي داعش المصاحف على المارة.أي إسلام لابل أي دين يتبنون هؤلاء القتلة السفاحين؟

رئاسة الإقليم وعلى لسان رئيسها يقول لجون كيري لا يمكن الرجوع الى ما قبل أحداث الموصل فان عراقا جديدا تكوّن الآن.يقصد المناطق التي احتلتها البيشمرگة.يقول الالتزام بالدستور,نعم ,أي دستور يتكلم عنه البرزاني؟يريد أن يثير أزمات جديدة فوق العراق بعد أن أغرقه المالكي بأزماته المتكررة؟الأسلحة التي استولت عليها البيشمرگة هي أسلحة الجيش العراقي,كما فعلوا في 2003 تتكرر مسرحية غنائم الأسلحة لهم.أين الوطنية العراقية التي يتغنون بها؟لقد تبارز المالكي مع البرزاني في خلق الأزمان دون حلها حول النفط وتصديره وحقوق الإقليم ليس لإسعاد الشعب الكردي الذي يستحق الكثير لكن مجرد تغليب المصالح القومية والحزبية والشخصية على مصالح الوطن والشعب.أن التأريخ لن يسامح احد في تدمير العراق وشعبه.
لأول مرة أرى ضابطا برتبة كبيرة,محمد العسكري,بين الجنود ويقول لهم أنا أبقى معكم وبينكم ,أولادي ,أخواني هذا يومكم من أجل الوطن لطرد مجرمي الارهاب من الداعشيين .الوطن يحتاج لكم.لكن في المقابل السلاح أصبح في أيادي غير عسكرية وغير منضبطة تماما ,وانتشرت الميليشيات الطائفية وهذا قد يثير الفزع والخوف من المستقبل بعد دحر داعش وحواضن البعث.
الأمور العسكرية وأسرارها ووقت تنفيذ الضربات ضد الإرهابيين أصبح بمتناول كل طاقم دولة القانون.احدهم يقول سوف نهجم على المنطقة الفلانية بعد يومين وآخر يقول تأجل الهجوم,وكأن الخطط العسكرية بيد دولة القانون وليس بيد العسكر.هل هناك من أسرار عسكرية,هل هناك من مباغتة للعدو ,هل هناك تنسيق بين ما يُصرّح به للإعلام وما بين ما ينفذ؟لماذا البرلمانيون المالكيون يقولون ما لا يحق لغيرهم؟ولماذا لم يصدر أمرا من القائد العام للقوات العسكرية بلجم هذه التصريحات التي تعطي لمجرمي داعش التحرك والتنفيذ لخططهم الإجرامية وقتا ومكانا هم يختارونه؟
يظهر على الأديب ووزير حقوق الإنسان ببدلاتهم العسكرية..لماذا هذه المظاهر التي عاشها العراق في زمن صدام المقبور؟ألم يكن حريا بهؤلاء وغيرهم من لبس البدلة العسكرية أن يرسلوا أولادهم وأبنا عمومتهم الى ساحة تحرير الموصل بدل أن يلبسوا الكاكي في اجتماع الوزارة؟لماذا لا يذهبون هم أنفسهم الى هناك إذا كانوا فعلا لبسوها ليس للمظاهر وإنما إيمانا برفع السلاح بوجه الإرهاب؟

أقول الخيانة كبيرة,تعددت الأسماء والكتل التي اشتركت بها,كل حسب مصالحه الفئوية والشخصية الضيقة,ولكن في النتيجة العراق يحترق تحت نيران عدم التنازل لمصالح الوطن والشعب.لكن لن ينسى أي مواطن خونة الوطن ويوم الحساب سوف لن يطول. دحر الإرهاب أولا والحساب ثانيا من كل مسببي هذه الخسارة في الأراضي والأرواح والأموال.سوف لن يفلتوا من العقاب القادم.
د.محمود القبطان
20140626








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط