الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يجب تجريم خطاب الكراهية

محمد الحداد

2014 / 6 / 27
الادب والفن


كثرت في الآونة الأخيرة خطب وتعليقات الكراهية، خاصة من التكفيريين ضد الشيعة في العراق، خطب الكراهية هذه بين شعوب العالم أتت بها الأديان والحركات القومية، وهي مترسخة في شعوب عديدة حول العالم، فحتى في العالم المتحضر ترى خطابات تنم عن كراهية وحقد عنصري من طرف ضد آخر، وقد وصل بأحيان كثيرة لحروب وتصفيات وإبادة جماعية لشعوب وأقليات بأكملها، لا ذنب لها سوى انتمائها لتلك المجموعة المكروهة من الآخرين، وما ابادة الأرمن من قبل العثمانيين، أو محارق اليهود من قبل النازية إلا دليلين قريبين لنا بالتأريخ على كيفية تعامل البشر مع بعضهم البعض حين تعطى للكراهية مداها.
ما يهمنا في الوقت الحالي هو كم الكره في وسائل الإعلام العربية ضد الشيعة، فيسمون بالروافض، والمارقين من الدين، والدين الشيعي، والصفويين، وغيرها من المسميات.
حتى أن آخر ابتكارات الوهابية التكفيرية المسماة داعش، تقطع رؤوس البشر لمجرد أنهم شيعة، طبعا أدى هذا الفعل لرد فعل مقابل، بكره الشيعي لكل ما هو سني، وأن يأخذ بالثأر من كل سني حتى لو كان معتدلا وغير تكفيري، برغم من أن رد الفعل هذا قليل العدد نسبة لما تقوم به داعش ومنظريها من تكفير ليل نهار لكل ما ينتمي للشيعة.
أدعوا الجميع لوضع وصياغة قانون عراقي يحرم ويجرم كل خطاب كراهية من أي طرف للآخر.
وهي ليست دعوة لوقف الفكر أو حرية التعبير، فمن حق الكل أن يعبر عن رأيه، ولكن لغة التعبير يجب ان لا تحوي كره أو تكفير أو إخراج من الملة على قول الاسلاميين.
وأن يطول القانون هذا كل فرد بالمعمورة يمارس هكذا خطاب، و أن لا يتحدد فقط داخل الأراضي العراقية، وعلى رجال القانون ايجاد الصيغة الناجعة كي يكون فعالا في ردع التكفيريين من نشر افكارهم التدميرية عبر وسائل الإعلام المختلفة.
وأن يكون هذا القانون نواة لقانون دولي تتبناه الأمم المتحدة والجنائية الدولية كما هي في حالة معاداة السامية.
أني أجد نفسي مضطرا لهذا التبني بالرغم من ليبراليتي ودعوتي للحرية بكل صورها، ولكني أجد تجاوز كبير من قبل التكفيريين بممارسة حريتهم بالعقيدة والتعبد، وأنهم يتطاولون على حرية و حق الآخرين بالعقيدة والتعبد مثلما لهم، بل أنهم دعوا الى قتلهم وإبادتهم.
وفق قانون كهذا سنضع العالم كله، خاصة المتحرر منه أمام مسؤولياته بالدفاع عن حق أصيل من حقوق البشر، وهي بممارسة عقيدته بحرية وأمان، دون خوف من عقاب، ودون تعدي على الآخرين.

محمد الحداد
26 . 06 . 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟