الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق .. تتغير الانظمة و تستمر اخطاؤها

محمد فريق الركابي

2014 / 6 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


العراق .. تتغير الانظمة و تستمر اخطاؤها


على الرغم من تعاقب الانظمة التي حكمت العراق و التي تختلف فيما بينها من الناحية الايدلوجية اختلافاً جذرياً و ان كانت تتشابه في النهاية قليلاً فالنظام الملكي انتهى بقتل الملك فيصل الثاني , و الجمهورية الاولى (ثورة 14تموز) انتهت اما بقتل الرئيس او نفيه , و كذلك الجمهورية الثانية (ثورة البعث) انتهت بأعدام صدام حسين , و لكن لم تتنهي الاثار التي كانت سبباً في سقوطها وانتهائها , بصرف النظر عن النهاية و للاسف الشديد لم يكن للعراقيين على طول تأريخ الدولة العراقية الحديثة دوراً يذكر في اختيار انظمتهم او اسقاطها , و كذلك لم يتعض أياً من هذه الانظمة من اخطاء الانظمة التي سبقته او ربما لم يكن مهتماً بمعالجة هذه الاخطاء معتقداً انها من صنع النظام الذي سبق و ان حكم العراق دون ان يأخذ بنظر الاعتبار ان استمرارها سيكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.


و من ابرز هذه الاخطاء هي عدم وجود العلاقات الدولية و الدبلوماسية التي ينتج عنها الحلفاء سواء مع دول المنطقة او غيرها من دول العالم , فالعراق و طيلة العقود الماضية لم يكن له حلفاء اقوياء يُعتمد عليهم في المواقف السياسية او حتى العسكرية التي خاضها و هو امراً جعل العراق في عزلة دولية حقيقية ادت الى ابتعاده عن محيطه الاقليمي بصورة كبيرة لا تتناسب مع قوته الاقتصادية او حتى العسكرية في المنطقة اما بالنسبة لعلاقته مع بريطانيا (على اعتبارها دولة احتلت العراق في الماضي) او الولايات المتحدة الامريكية فهي لم تكن علاقة حلفاء او على اقل تقدير لم تكن علاقة دولية كما هو متعارف عليه بل كانت نتيجة واضحة للاحتلال حتى بعد انهاء الاحتلال و هو ما يعني هيمنة الدولتين على القرار السياسي العراقي و صياغته بما يتلائم مع التوجه البريطاني سابقا و الامريكي حاليا دون النظر الى المصلحة التي سيجنيها العراق من هذا القرار و بالتالي وجود حالة من التبعية السياسية و هي تختلف تماما عن التقارب السياسي الذي لا يعني ان يكون للدولتين ذات الموقف بصورة تامة بل وجود المصلحة لكلا الطرفين.


اعتقد الجميع ان العراق بعد عام 2003 سيتخلف تماماً و ان هذه الدولة التي كانت في حالة من العزلة الدولية ستكون اكثر انفتاحاً و اكثر دبلوماسية مع دول العالم تحقيقاً لمصالح العراق اولاً الذي هو بحاجة الى كسب الدعم الدولي من اجل اثبات وجوده و استعادة الدور الذي يستحقه و الذي يتناسب مع حجمه الحقيقي اقليمياً على اقل تقدير و كذلك مستفيدا من تجربة عمرها ثلاثة عقود جعلت العراق في عزلة دولية مزمنة حتى بالنسبة للدول العربية نفسها و لكن ما حدث كان العكس حيث استمر العراق في عزلته و لم يحدث تغييراً جذريا في هذا المجال بل ربما انتهجت الحكومات العراقية التي جائت بعد 2003 ذات السياسة التي انتهجها النظام السابق في علاقاته الخارجية دون ان تضع حلولاً للازمات التي حدثت مع الدول الاقليمية من اجل حماية المصالح العراقية و كذلك للحيلولة دون ان يكون العراق في موضع الدولة العدوانية التي لا تكترث لما يجري حولها من تطورات فرضت تغييرات جذرية على السياسية الخارجية للدول في العالم و كذلك فأن الحلول الدبلوماسية تعد اليوم من الطرق المثلى لحل المشكلات الدولية تلجأ اليها الدول الكبرى التي بدأت في تغيير سياسة البقاء للاقوى الى سياسة البقاء الى الاذكى الذي يحافظ على مصالحة و في الوقت نفسه يحافظ على توازن علاقاته الخارجية.


ان العراق اليوم بحاجة الى تطوير علاقاته الدولية مع دول المنطقة من اجل حماية مصالحة الاقتصادية و كذلك من اجل الدعم السياسي للمواقف التي تصدر عن العراق و الاهم من ذلك هو محاربة الارهاب فالارهاب اليوم لا يمكن مواجهته عن طريق القوة العسكرية فقط بل يجب ان يكون هناك تعاون اقليمي فيما بين دول المنطقة و لعل العراق اليوم بأمس الحاجة الى وجود اتفاقات في اطار حفظ الامن و مكافحة الارهاب و كذلك التعاون في مجال المعلومات الاستخباراتية لمواجهة الارهاب الذي يستهدف العراق بشكلاً كبير و الذي يستلزم اللجوء الى كافة الوسائل لمنع استمراره في تهديد العراق و مصالحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السفينة -بيليم- حاملة الشعلة الأولمبية تقترب من شواطئ مرسيلي


.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية ردا على احتمال إرسال -جنود م




.. السيارات الكهربائية : حرب تجارية بين الصين و أوروبا.. لكن هل


.. ماذا رشح عن اجتماع رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيسين الصي




.. جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و