الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدول الفاشلة و الهشة ( 1 – 3 )

كور متيوك انيار

2014 / 6 / 27
السياسة والعلاقات الدولية


اصدرت صندوق دعم السلام ومجلة السياسة الخارجية الامريكية تقريرها السنوي للعام 2014م و التي جاءت هذا العام باسم الدول الهشة بدلاً عن الدول الفاشلة ، إحتلت جنوب السودان فيها المرتبة الاولى بـــ 112.9 نقطة من مجموعة 120 نقطة و الصومال في المرتبة الثانية بـــ 112.6 نقطة ، افريقيا الوسطى في المرتبة الثالثة بـــ 110.6 نقطة ، كنغو الديمقراطية في المرتبة الرابعة بـــ 110.2 نقطة ، السودان في المرتبة الخامسة بـــ 110.1 نقطة ، التقرير تصدر مع اقتراب الذكرى الثالثة للاستقلال ومع هذه الايام العصيبة التي يعيشها البلاد ، ها هي الدولة التي استشهد الملايين من اجلها ، تتحول الى فاشلة وذلك لان الحركة الشعبية ( الحزب التاريخي ) لم تتفق بعد على من يحكمها وليس كيف يحكم ، لقد اصبح هم ( بفتح الهاء ) قادة الحركة الشعبية هو من يحكم البلاد وهذا يذكرنا بمقولات قادة الحركة الشعبية المتكررة ( إن مشكلة السودان ليس من يحكمه بل كيف يحكم ) ؟ فاين تلك الشعارات الرنانة و البراقة ! .
الوطن ينهار بينما الحكومة قلقة على سمعتها و الاساءات التي تطلق عليها ، فهي توقف المفاوضات حتى يتم الاعتذار عليها ، المتمردين مهتمين بشدة بعدم عدالة اختيار اصحاب المصلحة لذلك فهم يقاطعون عملية السلام .
في حال راجعنا شريط النضال و الدولة منذ التاسع من يوليو 2011م حتى اليوم ، نجد إن كل ما حدث كانت سوء تقدير ، وسوء فهم ، فالبعض فهمه للدولة مختلف كل الاختلاف عن الفهم العالمي للدولة ، البعض يفهم الاستقلال بانه فرصة للنهب و الفساد ، البعض يفهم الاستقلال إنها دولة لا تتحمل مسؤولياتها و التزاماتها المحلية و الدولية ، اخرين اعتقدوا إن الاستقلال كان نهاية للحرب ولقد كانوا مخطئين لانها كانت البداية ، البعض يعتقدون إن الدولة هي مجرد مؤسسات لا تخدم المواطن ، و اخرين يعتقدون إن الدولة و القبيلة واحدة .
الشي الغريب جداً هو إن اسم الدولة اصبحت مقرونة بكلمة وليدة ، المواطن دون وعي منه اصبح يستخدم العبارة لانه يفترض إنها وصف دقيق لنشاة الدولة دون آن يعرف إنه مبرر يستخدم لتاخير تقديم الخدمات إليه واستمرار الفساد في اجهزة الدولة دون المحاسبة ، فلماذا سيحاسب المسؤلين في دولة وليدة ، فالشي المعروف لدى الجميع هو ان الطفل عندما يكون صغيراً يمكنه إن يرتكب ما شاء و ما لا يشاء من حماقات و من شتائم ، يمكنه ان يؤذي اخيه دون ان يمد الاخير يده اليه لانه صغير و لايفهم شي يمكنه الاساءة الى والديه دون ان يطاله جزاء لانه صغير و لايفقه في الدنيا شيئاً ، الصغار نخلق لهم العذر دوماً .
عندما وصل وفد جنوب السودان المشارك في اجتماعات مجلس حقوق الانسان بجنيف مطار جوبا في العام 2013م كان ممتعضاً جداً للهجوم والانتقادات التي وجه للوفد وكان مبرر إمتعاضهم هي إن الدولة وليدة لذلك يجب ان يتم التعامل معه بنفس الطريقة ، وزير الاعلام وقتها مريال بنجامين خرج ليدافع عن الحكومة عقب صدور تقرير صندوق دعم السلام و مجلة فورن بوليسي الذي وضع جنوب السودان في المرتبة الرابعة للدول الفاشلة حيث قال ان الدولة مازالت وليدة ؛ احياناً عندما تنطق الكلمة او تقراها يبدوا لك بريئة جداً كبراءة الطفل الوليد لكنها ليست كذلك وهذا يشبه إن يقول طيار حربي محترف إن عمله هو ( تحديد الاهداف ) بدلاً من ( قاذف قنابل ) فالاولى مغلفة بغموض لا يمكن إن يفهمه الشخص العادي بينما الثانية صادمة وغير انسانية وهذا ما مر به ادوارد سعيد من قبل مع احد طلابه في جامعة كولمبيا ، ونحن نمر به اليوم مع حكومتنا التي تسمي ( الفشل ) بالــ ( الوليدة ) فمصطلح " الدولة وليدة " يجب آن يكون لها معنيين لا ثالث لهما فإما آن يكون معناها يشير للإزدهار و التطور او سيكون معناها الفشل والاخيرة هي الارجح فكون الدولة وليدة لا يمنعها من الفشل ، ففشل الدول لا يقاس بعدد السنين لكان مصر من اعظم الدول في هذا القرن بتاريخها التليد – إن نجاح الدولة من فشلها لا يقاس بعمرها انظروا لحال دولة مثل يونان ضاقت به الاوضاع الاقتصادية لدرجة انها لم تعد قادرة على تسيير امورها وحدها دون الاتحاد الاوربي والمانيا فاصبحت تعيش على القروض التي تقدمها الاتحاد الاوروبي ، المواطنين اليونانيين اثناء الازمة الاقتصادية التي ضربت منطقة اليورو اصبحوا يتركون المدن ليعودوا ادراجهم الى القرى ليعملوا في الزراعة لان المدينة لم تعد بتلك الجمال والازدهار المعروف بها من قبل ، فهي لم تعد تساعد العطالى ولم تعد توفر الوظائف لمواطنيها لذلك لم يعد هناك من متسع للعيش فيها هل هذا ما يريده الحكومة آن تظل تغلف كل الامور بمصطلح الدولة الوليدة حتى يبلغ من العمر عتياً اي تبلغ من العمر نصف قرن من الزمان وعندها نتفاجاة بان مصطلح " الدولة الوليدة " كان مقصود بها الدولة الفاشلة ليهاجر الاجيال القادمة او الحالية للقرى لكي يزرعوا ارضاً لن ينبت فيها الزرع . هل سمعت الحكومة آن داخل الولايات المتحدة مدينة سبق و اعلنت " إفلاسها " و من المعروف آننا عندما نتحدث آن إفلاس مؤسسات فيتبادر الى اذهاننا فوراً البنوك والشركات والمؤسسات وغيرها ونعرف ماذا يحدث في حال الاعلان آن إفلاس مؤسسة ما ؛ لقد سبق واعلنت مدينة ديترويت الامريكية عدم تمكنها من تقديم الخدمات المعتادة لسكانها و هو الامر الذي ادى بالكثيرين من سكان المدينة لمغادرتها فهي لم تعد صالحة للسكن وفقد الكثيرين من المتقاعدين معاشاتهم ، الامر يحدث في امريكا فما بال جنوب السودان .


نواصل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضغوط على حركة حماس للقبول بمقترح التهدئة | #الظهيرة


.. خليل العناني: أصبح لدى حماس شك بجدية أمريكا بشأن اتفاق وقف ا




.. القسام تفجر حقل ألغام بقوات الاحتلال وسرايا القدس تقصف غلاف


.. بريطانيون بدعم بريطانيا للجيش الا?سراي?يلي في مانشستر




.. الجيش الروسي يدمر زورقا أوكرانيا مسيرا بسلاح رشاش من طائرة م