الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلاصات وأسئلة أساسية حول الوضع السياسي المتفجر في بلادنا!

أحمد الناصري

2014 / 6 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



الأزمة التي تواجه بلادنا أزمة نوعية شاملة من حيث نتائجها المدمرة وتهديدها للوطن وكيانه ووجوده، وهي قديمة لها أسس ومقدمات كثيرة أخطرها تحول الفاشية إلى احتلال بواسطة الاجتياح العسكري لبلادنا وتدمير الدولة وحل الجيش وفرض نظام طائفي بواسطة عملية سياسية طائفية فاشلة تزامنت مع إرهاب عالمي واسع وخطير يضرب منطقتنا.وتدخل عالمي واسع..
في الأيام الأخيرة حصلت تطورات عسكرية نوعية خطيرة في مدينة الموصل ومدن أخرى، لكنها ليست آنية أو وليدة اللحظة الحالية إنما لها أسباب ومقدمات كثيرة وواضحة، وهي استمرار للصراع الطائفي المتصاعد ونظام المحاصصة والتهميش ومحاولة التوسع الدائمة في بلادنا إلى جانب الفشل السياسي الكامل وضعف الدولة والفساد الذي يشمل الجيش وينخر كل شيء...
كان من الطبيعي أن يجري انقسام واختلاف حول الموقف من الوضع وتطوراته، وقد برزت أراء عديدة متناقضة مع الوضع والموقف الوطني الطبيعي منه فقد برزت الآراء والاجتهادات من الوضع السياسي (العملية السياسية الطائفية وشخصياتها وأطرفها الرئيسية والثانوية). هذه محاولة لجمع وعرض الخلاصات الأساسية حول اتجاهات الوضع وأبرز الظواهر والخلاف عليها من موقع وطني وليس طائفي أو قومي أو منحاز لهذا الطرف أو ذاك، كما يتضح ذلك في سلوك ولغة الفضائيات والصحف والمواقع الالكترونية والمواقع الشخصية...
- هناك من يعتبر إن العملية السياسية الطائفية ماتت وانتهت وتحتاج إلى إعلان دفن فقط، وقد عاد كل طرف إلى طائفته وقوميته وليس إلى الوطن حيث بيت الطاعة. وهذا الرأي يحمل العملية السياسية وجميع أطرافها وشخصياتها ومن اشترك فيها مسؤولية الأزمة ونتائجها. ويقترح فتح المجال التدريجي للعمل السياسي الوطني بتجاوز الوضع الحالي. أكرر تلخيص مكثف لموقفي عبر هذه التساؤلات وهي تستحق النقاش... الوضع السياسي في بلادنا بعد الاحتلال وصيغة العمل السياسي (العملية السياسية الطائفية) وشكله وتركيبه الذي فرضه بالقوة ونتائجه الكارثية الحالية، هل انتهى الآن وتوقف عن العمل وتلاشى من الوجود؟ هل ماتت العملية السياسية ودفنت وشبعت موتاً؟ من يقرر ويعلن ذلك أو هل نحتاج إلى إعلان رسمي أو غير رسمي؟! هل حاول كيري أحيائها وهي رميم بالموافقة على ترشيح المالكي مع حصص وصفقات جديدة كما يوحي أو يسرب إعلام السلطة (بالمناسبة هل يمكن الخوف من انهيارها أم هي منهارة؟ وهل يجوز الكلام عن تصحيح مسارها وتعميقها وتطويرها أم هذا قصور وتخلف سياسيين وربما نفاق ومجاملة؟) هل يساهم هذا في تجاوز الأزمة المتفجرة أو طرح أي حل وطني مستقبلي أم هو الدوران داخل المتاهة ذاتها وصناعة أزمات جديدة قاتلة؟ هل يمكن تجاوز الكارثة الوطنية ب ومن دون تجاوز العملية السياسية ومشروعها الطائفي الفاشل كبداية لفتح أفق آخر والخروج من المأزق والنفق التاريخي الحالي المغلق؟! أخيراً كيف يمكن الوصول إلى صيغة العمل السياسي الوطني كحل؟!
- هناك من انحاز للمالكي وأيد سياسته باعتبارها هي التي تصون الوطن وتحميه (على الأقل في الوقت الحاضر) ولا تحمله مسؤولية الكارثة الحالية (باعتباره القائد العام لكل شيء) مع الآخرين وكل حسب مسؤوليته! وكاستمرار لهذا الموقف فهم يؤيدون الفتاوى الطائفية التي صدرت عن السيستاني واستعراض جيش المهدي مع تعديل وإضافة إن يكون التطوع تابع للجيش وتحت إدارته وأشرافه!
- تأييد الجيش بلا تحفظ رغم كونه أداة بيد العملية السياسية الطائفية و(الدولة - السلطة مثل أي جيش) وفشلها السياسي والفني وفسادها ينعكس على الجيش كما جرى في تجربة الموصل!
- هناك من يعتبر التحرك في مدينة الموصل والرمادي وتكريت وديالى هو تعبير عن ثورة شعبية تشارك بها قوى كثيرة وان داعش جرى تضخيم حجمها من اجل الدعاية المضادة، دون أن يقول من هي (القوى الوطنية السياسية المشاركة في الانتفاضة والثورة)..
- تأييد الحركة القومية الكردية وليس انتقادها والخلاف معها على سلوكها الضيق ومشاركتها بالعملية السياسية ومحاولة استغلال الوضع لتحقيق مكاسب قومية ضيقة على حساب الوضع العام وقضية تهريب وبيع النفط ووصوله إلى إسرائيل، وهذا ليس الطريق السليم الذي يوصل إلى الحقوق القومية التاريخية والعادلة!
- أتمنى على أصدقائي أن يبتعدوا ويمنعوا إعادة نشر الأفكار والمواقف والأخبار والصور والمواضيع التي تنطوي على نفس وإشارات ومقاصد طائفية أو أخلاقية واجتماعية (التي تتصاعد وتنفلت ضمن التقابل والتراشق الطائفي والقومي) تمس أبناء شعبنا في أي مدينة أو منطقة، وتسيء إلى الجميع في كل الوطن، من ضمنهم أصدقاء وطنيين في هذه المدن تشملهم التعميمات الجائرة، إلى جانب عدم نشر الأخبار غير المؤكدة والتي لا تنفع بشيء. وأن يدور الحوار والخلاف من موقع وطني على أسس موضوعية حقيقية وليس على أساس طروحات سريعة ومستعجلة ومزاجية أو تحت ضغط الظروف العصيبة التي يمر بها شعبنا ووطننا!
- هناك مطالب سياسية واقتصادية وخدماتية في كل الوطن لا تستطيع السلطة الفاسدة والعاجزة توفيرها وحلها.
- أمريكا تراقب الخراب وفق نظرة شاملة للمنطقة وهي لا تتدخل لإيقافه إنما ستتفاوض على النتائج!
- المشكلة ليست مع المالكي أو أي شخصية مقترحة ومسربة (صولاغ الجعفري عبد المهدي العامري الجلبي أو أي اسم سيكون، والأخير يمثل كابوساً وعودةً إلى المشروع الأمريكي الأصلي بالتخريب!)، وهم في ومن موقع واحد، رغم التفاصيل والاختلافات البسيطة. المشكلة مع النهج السياسي الطائفي الفاشل والفاسد الذي فرضه الاحتلال، والذي لا يمكن إصلاحه أو إعادته إلى الحياة دع عنك التعويل عليه في حماية الوحدة الوطنية!
كما قلنا وكررنا ذلك إلى درجة الملل فأن الأزمة قديمة وضع أسسها وفرضها الاحتلال على بلادنا وان ما يحصل هو النتائج المرة المتوقعة والتي قد تتفاقم إلى درجة الحرب الأهلية الشاملة والتقسيم واستمرار الحرب على الحدود والمواقع والمياه والنفط، وإن الحل يمكن أن يكون تدريجياً وحلولاً مؤقتة وأخرى طارئة تقود الوطن إلى بر الأمان وتحافظ على وحدته الوطنية. الطائفية وحصصها لا تقود إلى حماية الوطن أبداً، وهي ليست ديمقراطية مهما أجريت من انتخابات ومهما وصل عددها فهي على الجادة الخاطئة في الأصل!
- ليس المطلوب في كل مرة تكرار وذكر كل الأسماء إلى جانب المالكي كي نثبت أننا ضد جميع من شارك بالعملية السياسية الطائفية!
أعرف إن الظروف أحياناً لا تسمح بالأحلام المشروعة والطبيعية، وأن الموقف الوطني الصافي لا يمكن طرحة وتحقيقه تحت جميع الظروف والموازين والأحوال، لذلك هناك حلول تدريجية أو مؤقتة لتجاوز اللحظات الخطيرة التي يواجهها الوطن!
النقص الرئيسي الواضح والفادح هو غياب حركة وطنية لبلد جرى احتلاله وتدميره وفرض نظام سياسي طائفي مشوه وغريب ولا يناسب الوقت الحاضر، لكن ذلك لا يمنع طرح أفكار وآراء سياسية للخروج التدريجي من هذا المأزق التاريخي القاتل!
هذه ملاحظات وخلاصات سريعة عن آخر التطورات وهي لا تغطي كل الوضع المعقد والمتشظي طبعاً وهي مطروحة للنقاش والحوار!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سياسة الاعتذار
Almousawi A.S ( 2014 / 6 / 27 - 12:03 )
استاذنا العزيز ابو اليسار رائع المواقف وصواب الرأي الوطني السليم
لاشك ان نتائج الوضع المأساوي والتدهور وتعريض الوطن الى مخاطر جمة امر متوقع منذ اليوم الاول للاحتلال وبقاء هكذا لا نظام سيعرض المنطقة كلها الى لهيب معارك قائمة اساسا على مكاسب ومنافع انانية ومريضة ليس لها حدود وهي دوامة النظام السابق وانتصاراتة وبياناتة واهدافة الغيبية التي ادت الى التجاوز على السيادة الوطنية واستباحة العراق ولا حل الا بالمراجعة السريعة والعودة الى العمل تحت السقف الوطني بالغاء كل ما خلفة البعث من مفاهيم وهمية ادت الى سقوط القيم الوطنية وكذلك ما خلفة الاحتلال من مراكز قوى لا تعمل الا الى المزيد من التفرقة والصراع من اجل ماض لا يضيف لحاضرنا غير المزيد من معوقات النهوض بوطن مثقل بمخلفاتة ولا شك ان ديمقراطية على الاسلوب الامريكي لا تمنح العراقيين الا الهمبركر بدلا عن السمك المسكوف احيك واكرر ما تطلبة منا دوما بالعودة الى ظرورة اشاعة سياسة الاعتذار حتى للهور والنخل واطراف السعف
ولا شك من صحوة عراقية قادمة


2 - إضافة مكثفة مهمة
أحمد الناصري ( 2014 / 6 / 27 - 14:40 )
شكراًعزيزي أبا زهراء على هذه الإضافة المركزة والمكثفة من الملاحظات في الفكر السياسي الوطني الواضح والمطلوب على طريق طويل وشاق وفي لحظة معقدة وعجيبة لكن ليست مفاجئة. نحاول أن نتمسك بالموقف الوطني دون جمود أو انفصال عن الواقع وبدون أية أوهام أو تعويل على العملية السياسية المتوقفة والتي لا يمكن لأحد أن يثبت أنها ليست طائفية أو تقود إلى تحقيق أهداف وطنية أو ديمقراطية أو تحمي حالة الوطن ووحدته مما يتطلب تجاوزها تدريجياً كمطلب وهدف وطني طبيعي وليس عبر ترقعيها وتدويرها. هناك نفايات لا يمكن تدويرها مثل الجلبي وأمثاله، وهذه عملية لكسب الوقت لكنها بلا طائل إلا من حيث تعميق الأزمة الوطنية ودفعها إلى نهايتها المطلوبة والمحسوبة من قبل أطراف داخلية وخارجية عديدة. شكراً لمتابعتك وسنظل نحاول من الموقف الوطني الذي لا بديل غيره ولا يمكن دمجه أو تعديله طائفياً حيث يفقد قيمته ومعناه الحقيقيين، علينا أن نقول رأينا مهما كان محرجاً أو صادماً أو صعباً. مودتي.


3 - سياسة الاعتذار 2
Almousawi A.S ( 2014 / 6 / 28 - 09:12 )
سامحني ان مدحتك على واجب خلقنا لاجلة
وسامحني ايضا لتكرار المداخلة
حيث يتكرر دوما مقولة ما البديل ؟
ويكون الجواب الانتظار
اما المهدي او حركة سياسية تتبلور في الخارج او في داخل الوطن
اي العمل على عامل الانتظار
مما يذكرني في لقاء تلفزيوني مع الجواهري
حول مسألة مقاومة قوى الحصار الاقتصادي على الشعب العراقي فكأنت فطرة الجواهري وبديهيتة قد رصدت علبة سكائر الروثمن على طاولة الندوة فكان جوابة ان تبدأ من ذاتك وهذا ما يحتاجة جيل العراق الجديد ونحن معا بدون وصايا او كنى واديان او القاب بل كل شئ من اجل العراق الجديد حقا بدأ من هوية الاحوال المدنية
مع شديد الاعتذار


4 - يجب ان نطرح الاسئلة
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 6 / 28 - 10:13 )
تحية و سلام و محبة و احترام
اسمح لي اولاً ان اقدم التحيات الحارة للموسوي الكريم و اقول (خوية شلونكم و شلون اهلنه اليمكم...)
و بعدها :
نعم لا يمكن طرح كل شيْ
نعم لا حركة وطنية فاعله
لكن يجب ان نطرح اسئلة :
لماذا يحتضن الاقليم كل المجرمين و الفارين و المفضوحين منهم و يوفر لهم السكن و الحماية و الاعلام ( الملاذ الآمن)
في مثل هذه الامور يكون من اللائق ان يطلب منهم الاقليم الصمت الاعلامي
لماذا انسحب الجنود و الضباط الاكراد من الموصل دون قتال ؟
لماذايكون هناك وزراء في الحكومة الاتحادية للاخوة الكورد و كذلك في البرلمان ؟ يكفي ان يكون عضو ارتباط ليس له حق التصويت في الوزارة و البرلمان و ذلك مقابل عدم وجود اي عضو ارتباط من المركز في الاقليم
هناك اسئلة كثيرة
و منها : لماذا لم يتم التدقيق الامني على من يدخل الاقليم من عناصر النظام السابق و نحن نعرف ان هناك مئات العمليات الارهابية التي يتم التخطيط لها من قبلهم في الاقليم و اكيد دون علم السلطات هناك؟
لماذا يجب ان يكون رئيس الجمهورية من الاخوة الكورد؟ لماذا لا يكون بالتداور؟
اكرر التحية لك ايها الغالي و للغالي ابو زهراء
دمتم بتمام العافية


5 - فَخْرُ
Almousawi A.S ( 2014 / 6 / 28 - 12:18 )
اخي الغالي عبد الرضا حمد جاسم
اقراء لك دوما واتوقف عند دقة عباراتك
والموازنة والاتزان المبدأئي الصعب الذي تمتلكة
في طريق وعر كثرت مزالقة وتدحرج الكثر بة وهوى
ولا خير بمراجعة الا من اجل السير مجددا والنهوض بعزم وحنكة ادق واصوب
ومااختيارك الا لاصعب الامور وعدم المجاملة او السكوت الا صفحة ناصعة في معنى الحب والصداقة من جانب وحب الخير والاخلاص لأرث ثوري كبير
غير اني ابحث عن ج5 فلا اجد غير ج4
بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة ٌ ، ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ
وانت حقا شاعر الموسيقى رغم مشرط الجراح ولا يفوتني قول الشاعر فيك
أعزُّ بني الدنيا ، وأعلى ذوي العلا ، وَأكرَمُ مَن فَوقَ الترَابِ وَلا فَخْرُ


6 - شكري لكما...
أحمد الناصري ( 2014 / 6 / 28 - 12:49 )
أصدقائي الأعزاء...
هو موقفنا الطبيعي تجاه الناس والوطن وهما يمران بمحنة عصيبة وطويلة. الموقف يعبر عن وعي وتصور للوضع وربما تدخل المصالح والارتباطات والعلاقات والخضوع والتبعية وهذا ما يحصل على نطاق واسع في تجربتنا سابقاً وحالياً. لذلك لا يوجد موقف صافي وكامل بسبب شدة تعقد الوضع وتنوعه والتحولات السريعة المتلاحقة والغامضة أيضاً، لكن يبقى الانحياز الكامل للوطن والابتعاد عن الحسابات الضيقة أو المؤقتة وغير الأساسية يساعد في تكوين موقف وطني دقيق ومتوازن. وبسبب غياب حركة وطنية متطورة ومؤثرة لأسباب كثيرة أغلبها معروف نلجأ للعمل الفردي ومحاولة المساهمة بالوضع... أما بالنسبة لموقف الحركة القومية الراهن وخاصة حزب البارزاني فهو مرتبط بالوضع السياسي العام وما أسموه بالعملية السياسية الطائفية وهي تدار بهذه الطريقة ضد الوطن من حيث أسسها ونتائجها، وقد كتبت كثيراً عن ذلك وهي سياسة ضد مصالح الشعب الكردي الحقيقية المرتبطة بمصالح الشعب العراقي العامة، وإن سياسة استغلال حريق الوطن لتحقيق مصالح ضيقة ومؤقتة ربما يقود إلى كوارث على الشعب الكردي وكردستان. وإن الحركات السياسية والقومية لا تمثل شعوبها دائماً وأ

اخر الافلام

.. بلينكن في الرياض.. إلى أين وصل مسار التطبيع بين إسرائيل والس


.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين يرفضون إخلاء خيمهم في جامعة كولومبيا




.. واشنطن تحذر من -مذبحة- وشيكة في مدينة الفاشر السودانية


.. مصر: -خليها تعفن-.. حملة لمقاطعة شراء الأسماك في بور سعيد




.. مصر متفائلة وتنتظر الرد على النسخة المعدلة لاقتراح الهدنة في