الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اله الكون الجديد وسيد العالم

اكرام نجم

2014 / 6 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


كل الحقائق والدلائل اليوم تشير بان القوة هي التي تحكم العالم وان البقاء في هذا الكون لللاقوياء . لقد عدنا الى عصور ما قبل التاريخ , عندما كانت القوة هي التي تحدد وتتحكم بعلاقة الكائنات بعضها ببعض , وكان هناك طرفين يتصارعان من اجل البقاء , وغالبا ماكان الاقوى جسديا هو الغالب , وبعد ان تطور العالم ووضعت القوانين الارضية التي تحدد علاقة البشر والشعوب بعضها ببعض تحول الانسان القديم الوحشي تدريجيا الى انسان متحضر وبدا يتبع ويخضع للقوانين , ومرت البشرية بكثير من التطورات والنمو الفكرى والاجتماعي والاقتصادي , الامر الذي ادى الى اكتشاف الانسان لطرق جديدة للتعامل مع كل الاشياء ومن خلال التجربة والبحث وصل العالم الى ماهو عليه اليوم من تطور اجتماعي وعلمي وتكنولوجي وغزا الانسان الفضاء وصنع القنبلة النووية وغاص في البحار والادغال ,, الخ من التطورات البشرية التي يحكمها اولا واخيرا العقل البشري .
وبالرغم من كل تلك التطورات الا ان الخالق اراد ان يخرج العالم من الفوضى التي كان يعيش فيه وينظم العلاقات البشرية بشرائع سماوية تقوم على اسس العدل والمساواه والمثل الاخلاقية السامية , وبالرغم من صعوبة تسيير الانسان , ومحاولة الخالق لتنظيم اموره واخراجه من طور قانون الغاب الى قانون يجعله يتعايش مع ابناء جنسه بشكل طبيعي ومتحضر وقائم على اساس الاحترام والمساواة في الخلق , الا ان هناك فئة من بني البشر ظلت متمرده وعاصية لكل الشرائع السماوية , ومن خلال الاطلاع على جميع الكتب والشرائع السماوية التي نزلها الله على البشر يبدو واضحا هذا التمرد الذي بدأ منذ خلق الانسان ومازال قائما وسيظل حتى نهاية العالم ,, وهذه الفئة العاصية هي التي تحاول دائما العبث بكل شيء الهي وسامي وجميل , وتحاول بطرق سيئة اكانت بدائية او متحضرة تحويل حياة البشر الى جحيم .
والتاريخ البشري مليء بالامثلة التي تؤكد صحة ما اقول , كعصر العبودية , والحروب العديدة التي نشبت بين اقوام مختلفة من اجل بقاء الاقوى وسحق الاضعف, والحروب العالمية الاولى والثانية , وحرب فلسطين واسرائيل , وحرب العراق ضد ايران واحتلال الكويت , وافناء مدن كاملة بالاسلحة النووية كهيروشيما, والحرب الصليبية, واحتلال الدول والاستعمار بكل انواعه من قبل دولة قوية لاخرى ضعيفة ووو الخ من الامثلة الكثيرة التي تملاء كتب التاريخ الانساني .
واليوم يشهد العالم حرب وسيطرة اكبر قوة في العالم على الدول النامية والضعيفة , فامريكا التي لم يكن يعرفها العالم قبل بضعة عقود اصبحت متسيدة العالم بعد ان سحقت كل القوى الاخرى كالاتحاد السوفياتي , واصبحت اليوم اكبر قوه ترعب العالم , بامتلاكها لقوات واسلحة ومعدات وتقنيات حديثة ومتطورة في جميع مجالات الحياة , واستطاعت من خلال تحالفاتها مع قوى اخرى تكمل ما تمتلكه من قوى وامكانيات , لتسيطر على العالم , وهي تشبه اليوم عملاقا مخيفا يدار باحدث التقنيات , يرعب ويخيف طفلا صغيرا ضعيفا , فهي اليوم العملاق او الوحش المخيف الذي يرهب العالم , وخاصة العالم الفقير والضعيف, والقوة الاخرى بالرغم من كونها همجية وبدائية ولا تمتلك سوى اسلحة بسيطة تهدد بها حياة الانسان وهي الجماعات المسلحة التي تعيث بارض العرب والاسلام فسادا وتذبح وتقتل بحجة محاربة امريكا ووقوفها ضد طغيانها وعنجهيتها , وهذه القوة هي الاخرى من صنع امريكا التي زرعتها وغذتها من اجل ان تسيطر بالكامل على الدول الضعيفة , وتسلبها حرياتها وخيراتها, والعراق اليوم نموذجا.
ان امريكا اليوم ومن خلال كل ما نراه في العراق وسوريا ولبنان وما حدث في مصر ونيجيريا ودول اخرى ضعيفة في العالم , تؤكد للعالم بانها الاولى وانها اله عالم اليوم وسيده ولا احد يستطع مواجهتها , والذي دعاني لكتابة هذا المقال هو تصريح اوباما , بان امريكا ستدعم المعارضة السورية بالسلاح لتخليصها من بشار الاسد واحلال الامن والحياة الافضل للشعب السوري الذي كان ومازال ضحية خطط امريكا القذرة , وانها لن تتدخل وتساعد باحلال وتحقيق الامن في العراق وتخلصه من داعش , لانها تحترم حرية الشعوب ولا تتدخل في شوؤنها الداخلية, لكنها لم تقدم هذا التبرير عندما احتلت العراق ووضعت يدها على جميع ثرواته وزرعت اسرائيل فيه ووضعت القواعد العسكرية واجهزة التجسس والمراقبة فيه , كل ذلك بحجة القضاء على الدكتاتورية في العراق , ان امريكا استطاعت ان تستعبد جميع العرب من اصحاب النفوذ والمال والسلطة , من عملائها واتباعها , لتدمر الامة العربية وتحيلها الى شتات , وقد استطاعت وستستمر بمساعدة الاقوياء الساقطين والفاسدين من العرب , اصحاب النفوذ والقوة المالية , ومن الجرذان الذين خرجوا من انابيب تصريف المياه القذرة ووجدوا الساحات العربية غارقة في الفوضى وارادوا ان يصبحوا اسود , فباعوا العرب والعروبة بكل ما تمتلك , من فضائل , وساعدوا امريكا لتحويل العرب من خير امة اخرجت للناس الى اسوأ واردأ امة في العالم.
لاهاي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خلق الانسان .. مشروع فاشل
حيدرمحمود ( 2014 / 6 / 27 - 12:07 )
كل هذا الجهد والعناء من قبل الله لخلق مجتمع مثالي ولكن غير ممكن التحقق لان الانسان وحش كاسر ( الله الهمه الفجور والتقوى ... ثم راح يعاتب نفسه على هذه التركيبة الفاشله ..!) او لانه انحدر بايولوجيا من سلالات الوحوش الضاريه ( دارون ..؟) المهم ماذا سيجني الله من كل هذه المسرحية الكوميدية السوداء ؟؟ لم ولن نجد جوابا منطقيا ..!

اخر الافلام

.. هل تحرك تصريحات بايدن جمود مفاوضات الهدنة في غزة؟| #غرفة_الأ


.. ممثلة كندية تتضامن مع غزة خلال تسلمها جائزة




.. كيف سترد حماس على بيان الوسطاء الذي يدعوها وإسرائيل لقبول ال


.. غزيون يستخدمون مخلفات جيش الاحتلال العسكرية بعد انقطاع الغاز




.. صحيفة الغارديان: خطاب بايدن كان مصمما للضغط على إسرائيل