الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين الحقيقة في الصراع السني الشيعي؟

ضياء رحيم محسن

2014 / 6 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


تشكلت حدود معظم الدول العربية التي نعرفها اليوم، بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية؛ والتي كانت تحكمها بإسم الدين، حيث قامت هذه الدول بموجب إتفاقية سايكس بيكو، والتي نتج عنها تقسيم بلاد الشام الى ما يعرف اليوم، سوريا والأردن ولبنان وفلسطين، وجزء من أرض العراق ألحقت بإيران الشاه وقتها، وهي الأحواز، والكويت التي أصبحت محمية بريطانية، والبحرين، فيما قام آل سعود بعد إتفاقهم مع البريطانيين، بالإنقضاض على خصومهم في أرض نجد والحجاز، وتشكيل مملكة آل سعود.
أصبحت ألمانيا التي نعرفها اليوم، دولة قومية عام 1870، وهي دولة لديها خبرة طويلة بالديمقراطية، بعد أن خرجت من تحت أنقاض الإمبراطوريات، وكذلك بالنسبة للعراق ولكن!
الشيء الذي يميز العراق عن ألمانيا، تأريخه الممتد لأكثر من أربعة ألاف سنة، فعلى أرضه نشأت أولى الحضارات، وكتبت أرقى القوانين التي توضح العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وقبلها كان هو أول شعب عرف الكتابة والتعاملات الإقتصادية فيما بينهم وبين من يجاورهم من شعوب تلك المنطقة.
حديثا، يعتبر العراق في شكله الحالي أقدم دولة عربية، وتمتع بحكم ملكي تجاوز عمرها ربع قرن، حظيت خلاله الطبقة السياسية، بفسحة من الحرية في إبداء الرأي والمشاركة في القرار السياسي، لكن وبمجي البعث الى السلطة، سُرقت كل المنجزات التي تحققت للمواطن على قلتها، وزاد في الطين بلة، أن الأجهزة الأمنية أخذت تعتقل كل من إعترض طريقها ولو بالهمس، فكما أعدمت الشيعي محمد باقر الصدر، كذلك أعدمت السني عبد العزيز البدري، فالقاسم المشترك بينهما، أنهم كانوا بالضد من أفكاره الشوفينية، والتي تصنف الناس على أساس ولائهم للسلطة.
اليوم، وبعد مرور أكثر من عشر سنوات على سقوط طاغية البعث، هو وأذنابه، وإستلام الحكم من قبل الأكثرية، لا يبدو أن البعض من الأعراب موافقون على هذا الوضع، فحاولوا من طرف خفي إفشال هذه التجربة، وشاركهم فيها من قصد أو من دون قصد بعضنا، بحجة محاربة الإرهاب، ففي الوقت الذي طالبت المرجعية الدينية، بالجهاد الكفائي على أن يكون ضمن الأطر القانونية، وهنا حددت المرجعية هذه الأطر بالقنوات الحكومية الجيش والشرطة، نجد هؤلاء يحاولون إفشال هذه الدعوة، من خلال التغريد خارج السرب؛ والدعوة الى تشكيلات خارج القوات المسلحة، والتي إستغلها بعض المغرضين لتصوير هذه التشكيلات، بأنها محاولة لتصفية السنة، وقد خرج قبل أيام ما يعرف بمفتي الديار العراقية، بتصريح مفاده ( يجب مقاتلة الجيش العراقي، وعدم وجود ما يسمى بداعش في الأنبار والموصل وتكريت)، ومع جل إحترامي للشيخ الرافعي، لكن يبدو أنك لا تسمع أخبار إغتصاب الفتيات وقتلهن من قبل هؤلاء المجرمين، وتسمع تصريحات المقاتلين من أهل الأنبار، وهم يصفون ما يفعل هؤلاء الأنجاس في أرض الأنبار وبقية مناطق العراق.
يدعي بعض الأساتذة الغربيين، بأن المسلمين لا يستطيعون العيش في ظل الحرية، وأنهم مبرمجون بشكل عام للرضوخ الى الحكم الإستبدادي.
لا يمكن لأي عاقل أن يصف ما يشهده العراق، بأنه حرب طائفية، ذلك لأن ما يحرك الأزمة الحالية؛ هم مجموعة من السياسيين المنتفعين بشكل أو بأخر مما يجري، من خلال صفقات تجارية تتمازج فيه مصالح الدول الإقليمية، أما الشيعة والسنة المشاركون في الصراع فهم ضحاياه، من هنا يجب على الجميع الإلتفات الى هذه الحقيقة ومواجهة هؤلاء الذين يحاولون الضحك علينا، لأن آخرة الضحك أن تدمع أعيننا، ولا نستطيع أن نبصر الحقيقة الماثلة أمامنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بأمر من بوتين.. روسيا ترسل طوافات وفرق إنقاذ إلى إيران للمسا


.. التلفزيون الرسمي الإيراني: لم تكُن هناك أيّ علامة على أنّ رك




.. صور جديدة لمكان تحطم طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في


.. التلفزيون الرسمي الإيراني: لا توجد أي علامة حياة في موقع حطا




.. شاهد| الصور الأولية لحطام طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيس