الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلد العجائب والغرائب

طاهر مسلم البكاء

2014 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


كما كان العراق في سالف الزمان بلد العجائب والغرائب وفق حكايات الف ليلة وليلة ،فأنه اليوم يحوي غرائب وعجائب حكايات الكون ،
وأي كون ؟
انه كون العصر الحديث ،عصر التكنلوجيا والفضائيات والموبايل والنت ،فرغم اننا بدأنا نسمي الكون بالقرية بسبب التقدم الهائل لتكنلوجيا الموصلات وتوفر المعلومة بسهولة وبلمسة زر ، ولكن العراق يعيش الغموض والغرابة الذي عشناه في سفريات الف ليلة وليلة وقد يكون اكثر غرابة ، فمنذ العام2003 م والى اليوم بدأنا نعيش احداث توصف بأنها غرائب كما هي عادة هذه البلاد على امتداد التاريخ .
شعب جائع يفترش الذهب :
فمع ان ارضه تمتلئ بأنواع الكنوز واهمها الذهب الأسود والذي يتصدر العالم في احتياطياته منه ،فأن شعبه يعيش اسوء فترات الفقر والبطالة والأمية والتهميش ،ووفق أحدث أحصاء رسمي فأن بعض مدنه تقترب نسب الفقر فيها من 50% ،وترتفع فيها نسب البطالة بشكل مخيف ،ويعيش اعداد كبيرة من شعبة في عشوائيات تشبه المقابر ، وبالمقابل يعيش قادته ونواب البرلمان فيه في ثراء فاحش حيث لايشرعون سوى افضل الأمتيازات والرواتب لأنفسهم .
بانوراما الحروب والفتن :
بعد احتلاله من الأمبراطورية الأمريكية عام 2003 م بذرت في ارضه اكبر فتنة مذهبية وطائفية تبين ان الهدف منها تقسيمة وتقزيمه ،فالأمريكان افتوا ان العراق طائر بثلاث اجنحة شيعية وسنية وكردية وبالتالي لايمكنه ان يطير ،واشتعلت الفتنة وبدأ الجيران منذ عشرات السنين في بغداد والذين كانت تجمعهم عشرة السنين الطوال والتصاهر والعيش المشترك يخاف احدهم من الأخر فقد اكتشفوا مع امريكا انهم سنة وشيعة ولم يلتفتوا الى ان السنة والشيعة هم مسلمون يجمعهم الدين الأسلامي ويوحدهم في عقائده وشرائعه أكثر من الروابط التي توحد الشعب الأمريكي الذي لايملك التاريخ والذي نشأ من هجرة مختلف الأجناس الى امريكا والذي بنى حضارته على جماجم الهنود الحمر المساكين .
ارض المعركة الكبرى القادمة :
اشار معظم مفكري ومنظري السياسة الأمريكية الى ان معركة امريكا الكبرى القادمة هي مع الأسلام ولكن لم يحدد مكانها
فمثلا ً يحذر المفكر الأمريكي هنتنغتون الغرب من الخطر الأسلامي حيث يقول ( الأسلام هو الحضارة الوحيدة التي جعلت بقاء الغرب موضع شك ، وقد فعل ذلك مرتين على الأقل ) ، في الفتوحات الأسلامية ثم في توسع الدولة العثمانية، وهي كلها صور للصراع بين الأسلام والمسيحية ،ويدعي أن كلا العقيدتين المسيحية والأسلامية تذكر أنها العقيدة الصحيحة الوحيدة التي يجب أن يتبعها الجميع ،ويتناسى حقائق مهمة من أهمها ان المسيحية لم تفصل بين الدين والسياسة ألاّ بعد أراقة الغزير من الدماء في قلب أوربا والحقيقة الأخرى المهمة ان الدين الأسلامي يعترف بالديانتين اليهودية والمسيحية كديانات سماوية حملها انبياء مرسلون مذكورون بالتقديس والتبجيل في القران الكريم .
أن نبي امريكا ( كما اطلق عليه بوش ) قد كيّف الحقائق التاريخية من أجل أيجاد حرب جديدة تشنها امريكا ضد المسلمين وهي ما عرفت بالحرب ضد الأرهاب ، وقد يكون المستفيدون الوحيدون منها هم اليهود وكيانهم الدخيل في فلسطين ، ومما يدعم رأينا هذا هوالأنسحاب الأمريكي من العراق الذي لم يكن مشرفا" باي حال من الأحوال وهو دليل على الأنتباه او الأحساس بالمبلغ الذي بلغته شطحات العنجهية والشعور بالقوة التي زقها اليهود في الشخصية الأمريكية صاحبة القرار ، ليعطوها نشوة شبيهه بنشوة المدمن الكاذبة ،والتي ما يلبث ان يعود الى رشدة بعد انتهاء المخدر .
لقد أنتبه الأمريكان على خسائر فادحة في الأرواح والمعدات وهي مستمرة بدون انقطاع ،كما لاحظوا ان أسلحتهم ذات مفعول مزدوج فهي كما تعمل مع العراقي فهي تؤثر في الأمريكي أيضا" ، ويشهد على ذلك الأعراض الغريبة التي تظهر على الجنود الأمريكيين الذين لم يصابوا اصابات مباشرة ، وحسب الدراسات التي جرت في الغرب فانهم سيولدون نسلا" مشوها" بنسبة ثلاثة اضعاف عن الأخرين بسبب تعرضهم لأشعاع اليورانيوم المنضب .
ان أكبر ما يثير الغرب مستقبلا"هي التحالفات الدولية التي قد تنشأ مثل التحالف ( الصيني - الأسلامي ) ويضيف في تطرف واضح وبعيد عن الواقع ( الصراعات التي كان المسلمون طرفا" فيها كانت دائما" كثيرة الضحايا ، كما يقول ( أن ثلاثة أرباع عدد الصراعات بين الحضارات كان بين المسلمين وغير المسلمين ... حدود الأسلام دموية وكذلك أحشاءه ) ، ويتناسى ، في تعمد مكشوف ، أن للغرب والصهاينة الفضل الكبير في هندسة النزاعات في أحشاء الأسلام ،مثل مآسي فلسطين ،وحرب العراق – أيران ،وحرب الكويت –العراق ،والحرب الداخلية في السودان و التي أدت الى تجزئته بالنهاية الى دويلتين أحداهما صهيونية وماجرى في سوريا ويجري الآن في العراق، ومما يدعم رأينا أن الدسائس الصهيونية وأفكارهم المشبوهة تؤثر بقوة في الرأي العام الغربي والأمريكي .
ويبدو أن هنتنغتون أما يجانب الصواب أو أنه لم يسمع بالحروب الكارثية التي جرت في أمريكا وأوربا في التاريخ القريب ، كحرب المئة عام والحرب الأهلية الأمريكية ،ولا بالثورة الفرنسية التي حصدت ثلاثة ملايين من أبناءها ،ولا بحروب نابليون ، ولا بالحربين العالميتين الأولى والثانية والتي راح ضحيتها أكثر من خمسين مليون قتيل ، وقد يكون لم يسمع بأستخدام أمريكا لسلاح التدمير الشامل (السلاح الذري ) ضد اليابان ولا بالحرب الأمريكية في فيتنام والتي حصدت ثلاثة ملايين فيتنامي وخمسين ألف امريكي ولا بالحرب التي لاتزال مستمرة على شعب فلسطين وكذلك الشعب اللبناني وكأنه لم يسمع بحروب الخليج على شعب العراق والتي تبعها تغييرات في كثير من دول العرب وهدم بناها التحتية واحداث الخراب فيها .
اذن بنت امريكا نية الحرب ويظهر ان ساحة الصراع ستكون ارض العرب والبلاد الأسلامية ومنها العراق والذي يعيش اليوم تهديدا ً مزدوجا ً من هجوم مباشر وفتنة كبيرة تدمرفيه مدنه المهمة مثل الموصل والرمادي وصلاح الدين وديالى وكركوك ،وتعود امريكا الى العراق بقميص داعش المتهمة هي وحلفاءها بالمنطقة بدعمه والمساعدة على استولاده ،ومسندة عمدتها بطلب حكومة العراق المنتهية ولايتها ، تعود ثانية لأكمال ما لم تكمله في الحروب الكبرى الماضية التي شنتها على العراق ،وهذه المرة أيضا ً سيكون العراق ساحة للمعركة الأمريكية القادمة وفق نبوءة مفكريها ،وستزيد الفقر وعدد القتلى وكمية الخراب واعداد اللاجئين العراقيين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يتجه الشرق الأوسط نحو صراع شامل؟ قراءة في رسائل خامنئي


.. بعد تعرضها لخسائر فادحة.. هل غيرت إسرائيل أهداف حربها على لب




.. مظاهرة في بنغلاديش ضد الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان


.. تسريبات صحفية: نتنياهو يرى بايدن ضعيفا وإسرائيل لم تطلع أمري




.. سحب دخان تغطي مناطق في بيروت خلال ساعات الصباح الأولى بسبب ا