الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على مشارف رمضان

راغب الركابي

2014 / 6 / 28
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية





في البداية أُبارك للأمة العربية والإسلامية حلول هذا الشهر الفضيل ، شهر الله وشهر العبادة والإيمان والتقوى ، شهر أيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي ، وأتمنى من الله القدير أن يوفق الجميع فيه لصيامه وقيامه ..

أيها المؤمنون الكرام : إن أمتنا تمر اليوم بأخطر مرحلة من تاريخها وحياتها ، وذلك بعدما تبدلت قيم الحياة في مجتمعنا ، وتقاتل القوم فيه على أسماء سموها - ما أنزل الله بها من سلطان - ، أسماء من الطائفية والمذهبية أسماء وصفات لم تكن خيارنا ولا الخيار الذي أراده الله لنا ، بل كانت إرادة الله واضحة في أن نعمل صالحاً ونجاهد من أجل إعمار الحياة وبناء الإنسان ، ولقد كانت رسالته لنا في تعزيز القيم الأخلاقية والإنسانية ، لنكون في ذلك خير أمة أخرجت للناس نأمر بالمعروف وننه عن المنكر ، لا أن يذبح بعضنا بعضاً ولا ان نتنادى إلى قيم الجاهلية والتنابز بالألقاب ، ولا إلى دعاوى باطلة في إننا الفرقة الناجية وغيرنا إلى سعير ، وكان شعار نبينا - أدبني ربي فأحسن تأديبي - كان هذا في المعاملة مع النفس ومع الغير في البيت وفي السوق وفي الشارع ، وكان شعار الله - إن أكرمكم عند الله أتقاكم - لا أكثركم قتلاً وسفحاً للدماء وإغتصابا للحقوق وللأعراض .

أيها الناس : إن مأساة التقاتل بين ابناء الشعب الواحد عمل شيطاني بأمتياز ، ولقد ركبناه كلنا ومشينا فيه حتى أضلنا السبيل ، وها نحن نُفاخر أينا يحقق غلبة على أخيه أو يتحين له الفرص ليكيد به وينتقم منه ، إن ثقافة تسود اليوم في مجتمعنا ويُعمل على تروجيها تخلط على العقول وعلى الضمائر ، ولهذا فعلى المرجعيات الدينية والشعبية العمل الكبير لرئد الفتنة ودعوة المتخاصمين إلى كلمة السواء ، خاصة وبلادنا يُعمل على تفتيتها وتقسميها وخلق بؤر للفتن بها تلازمها وتحد من نشاطها وتقدمها وإعمارها ، ولقد كنت أقول وأقول إن أخوف ما أخافه على شعوبنا هذا المرض الزاحف إلينا من خارج الحدود ، مرض الطائفية اللعين ومن يتمترس بظلاله ، لعله يحقق بعض مكاسب حتى وإن جاءت على حساب الشرف والناموس .

وسأعيد لكم ما لا يخفى عليكم بأن تقسيم العراق وتقطيع أوصاله سيجرنا إلى حرب تطول وتطول ، حتى تحرق وتدمر كل ما كان وما يمكنه ان يكون ، ولهذا فدعوتي للجميع من أي الفئات والمكونات والأطياف ، هي فرصة واحدة باقية أن أضعناها فلنقل على العراق السلام ، ولا يندبن بعد ذلك الحظ من يعمل من غير هدى وليستعد للأسوء في ظل هذه الظروف القاهرة المجنونة التي حُملنا إياها .

إن شهر رمضان فرصة لمراجعة الذات ومراجعة المواقف ، وهي فرصة ننشد فيها رضا الله عن عملنا وسلوكنا ، فالشقي من حُرم غفران الله له في هذا الشهر ، والشقي من يحمل سيفاً ويقتل ويذبح تحت بند تخويف الناس لكي يؤمنوا به وبطريقته ، إن أسلامنا الذي نعرفه لا يعرف التطرف ولا التكفير إنما يعرف الحق ويدلنا عليه ويقول – أعرف الحق تعرف أهله - ، وأهله هم الدعاة إلى الخير وإلى التسامح وإلى التعايش وعدم إعطاء الفرصة لضعاف النفوس وشذاذ الأفاق يتحمكوا به ويملو عليه شروطاً إرهابية ضالة ومُضلة .

إن الجيش العراقي يبقى حصن الوطن وسياجه مهما ترخى البعض أو تملص من أداء المسؤولية ، وعليه واجب وطني مقدس في تحرير البلاد من شر الإرهاب وعصابات الحقد ، وعليه مسؤولية وشرف إنتماء لا بد ان تتجسد في الأيام المقبلة ، وعلى الجميع مساندته ودعمه لكي يعيد الأمن للمناطق التي سلبها العدوان والحقد والكراهية المدفونة .

وليحمي الله العراق وشعبه من كل سوء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ??مجلس النواب الفرنسي يعلق عضوية نائب يساري لرفعه العلم الفل


.. الشرطة الإسرائيلية تفرق المتظاهرين بالقوة في تل أبيب




.. مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب وسط مطالبات بإسقاط


.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟




.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح