الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هبة السماء

عبدالله النائلي

2014 / 6 / 29
الادب والفن


هبة السماء
شكراً لمنْ قطعتْ أرضَ الخيالِ معي
وسافرتْ بين ميلادي ومُحْتَضري
شكراً لمن قاسمتْني الليلَ غربتَه
وشاطرتني كؤسَ الهمِّ والكدرِ
شكرا لوجهِ ملاكٍ ظلَّ يصحَبني
والموتُ أجملُ وجهٍ لاحَ في سفري
شكرا لأنكِ في هذي الحياة يدٌ
بيضاءُ تمتدُّ بين الروح والوترِ
يا صوتَ نايي ويا أنغامَ أغنيتي
يا طعمَ شعري وسحرَ القول والفكرِ
مرَّتْ يداكِ على صحراءَ مقفرةٍ
من الخيالِ فغبَّتْ ديمةُ المطرِ
وأزهرتْ جنَّةُ الأفكارِ مُورفةً
وازدانتِ الروحُ في روضٍ من الصُّورِ
كلُّ القوافي التي أغْفَتْ على شفتي
قد عادتِ اليومَ للنجوى وللسَّمرِ
والشعرُ إذ كانَ مهزوماً بمملكتي
اليومَ يرفُلُ في أثوابِ مُنْتَصرِ
نفختِ سحركِ في كانِونه فعلا
ناراً تلفِّع وجهَ الأفقِ بالشَّررِ
يا أنتِ ياهبةً جادَ الزّمانُ بها
وخمرةً عُصِرتْ من كَرمةِ القدرِ
أنشودةً طرِبتْ كلُّ العصور لها
وضجَّ سمعُ الدُّنا بالفنِّ والسَّمرِ
يا غيمةً كرُمتْ كفُّ السماء بها
وقد شهِدتُ خصامَ الغيثِ والشجرِ
أحيتْ أزاهيرَ أحلامي وقد ذبُلتْ
وردَّتِ الروحَ في أنفاسِ مُحتضِرِ
أيا ملاكي وقد شكَّكْتُ أنَّكِ من
جنسِ النساء بما فيهنَّ من عِبرِ
مرّتْ بوديانِ قلبي ألفُ إمرأةِ
وغادرتْ دونما ظلٍّ ولا أثرِ
تمرُّ صامتةّ العينينِ خائفةً
مخبوئةً تحت أثوابٍ من الخَدرِ
حتى أتيتِ فطارَ القلبُ من قلقٍ
وأيقضَ الليلَ ناقوسٌ من الخطرِ
فزعتُ إذ هزّتِ الأبواقُ مملكتي
وضجَّ فيها دويُّ الرُّسْل والنُّذُرِ
أسْرجتُ خوفاً خيولَ الحبّ أجمعَها
ثم اتّخذتُ مياديناً من الحذرِ
ولم يعدْ في الهوى نفعٌ لذي حذرٍ
وقد تأرْجحَ بين الناب والظُّفُرِ
يغزو الهوى فيطيعُ الكلُّ سطوتَه
وينحنونَ انحناءَ العقلِ للقدرِ
ياقلبُ جائتكَ فاستسلمْ لطلّتها
واخضعْ لحكمِ أميرٍ غيرِ مؤتمِر
وابسطْ رحابكَ ولتحكمْك ظالمةً
ما أجملَ الظلمَ من محسودةِ القمرِ



عبدالله النائلي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل