الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاتفاق النووي الإيراني :آفاقه وتحدياته

مناف الحمد

2014 / 6 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


الاتفاق النووي الإيراني آفاقه وتحدياته
موافقة إيران على تجميد برنامجها النووي لمدة ستة أشهر، والذي وافقت عليه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وسرّت به روسيا والصين، وفي الوقت نفسه اعتبرته كل من تركيا ومصر اتفاقاً جيداًوقالت المملكة العربية السعودية إنه خطوة أولى باتجاه حل شامل للبرنامج النووي الايراني واعتبرته قطر خطوة مهمة باتجاه سلام واستقرار في المنطقة لقي استياء من بعض السياسيين في إسرائيل فعلى نقيض هذه التصريحات والمواقف المتفائلة اعتبر نتانياهو أن العالم بسبب هذا الاتفاق أصبح أكثر تعرّضاً للخطر الذي خطا نظام الملالي بسببه خطوة متقدمة في الحصول على السلاح الأخطر في العالم.وهو موقف يمكن أن يجد تفسيره في خشية اسرائيل من عودة إيران إلى الحظيرة الدولية بعد التزامها بالاتفاق، وهو ما سيعمل على سحب ذريعتها بالخوف من التهديد الإيراني ويجبرها على اتخاذ الخطوات التي تعتبرها مؤلمة في مسار السلام مع الفلسطينيين.
إن السيناريوهات الممكنة بعد الاتفاق هو رفع العقوبات عن إيران من قبل أمريكا وبريطانيا، ثمّ إقدام إيران على ارتكاب حماقة كبرى باتجاه انتاج القنبلة، وهو ما تشير اليه تصريحات المتشددين وهو ما سيعني ردود فعل من قبل أمريكا وأوربا وإسرائيل وسباق تسلح مع إيران من قبل تركيا والسعودية ومصر وفي النهاية لن يجعلها منبوذة ومعزولة فقط ،وإنما ربما سيجعلها تلاقي مصيراً كمصير اليابان عام 1945.
أما السيناريو الآخر والذي يمكن تصوره إذا كان ثمة لاعبون عقلانيون في إيران فهو التزام ايران بالاتفاق وهو ما سيفتح أمامها مستقبلاً زاهراً يبدأ برفع الحصار وفكّ عزلتها، وعودتها إلى الاقتصاد العالمي ،وتحقيق ظهورها كقوة مهيمنة في الخليج بعدد سكانها البالغ خمسة وثمانين مليون نسمة كما هوحال الصين في آسيا عندما استغنت عن الثورة الشيوعية.
في خلفية السيناريو الأول والثاني مواجهة بين روحاني والحرس الثوري الإيراني -القوات المدللة التي نشأت لتحمي النظام الأصولي والتي تمسك بالسلطة الاقتصادية والسياسية في ايران-.
ثارت ثائرة قيادات الحرس الثوري عندما فاوض جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني للوصول الى اتفاق مؤقت حول البرنامج النووي الإيراني مع الولايات المتحدة وحلفائها. واتهموه هو وروحاني بخيانة الجمهورية وبالإصابة بعدوى القيم الغربية. وكان ظريف قد ساهم في استفزازهم عندما تساءل وهو بصدد تبرير سياسة التفاوض : "هل تعتقدون أن الولايات المتحدة التي يمكن أن تدمر كلّ انظمتنا العسكرية بقنبلة واحدة خائفة من قدراتنا العسكرية".
يبدو أن أحد المؤشرات التي ترجح السيناريو الثاني هو ما يبدو من رغبة لدى روحاني مشفوعة بدعم لا يعرف إلى الآن مدى قوته من قبل المرشد بتقليم أظافر قيادات الحرس الثوري، وبطريقة تتجنب الصدام المباشر وتنحيتهم عن الشأن السياسي فالحرس الثوري حسب تعبير روحاني فوق وخلف الأحداث وليس الى جانبها أو ضمنها وفي الوقت نفسه يبدو هذا الرجل العالم ببواطن الأمور عارفاً باهتمامات المتشددين وضليعاً بكيفية دغدغتها، فقد أثنى على الشجاعة الاقتصادية للحرس الثوري الذي قام ذراع الأعمال فيه بتعهد مشاريع في الطاقة والانشاءفي سعيه لإنقاذ امبراطوريتهم الاقتصادية على حساب القطاع الخاص، وقام بتشجيعهم على تبنّي تلك المشاريع التي تقع فوق طاقة القطاع الخاص.
يساعد روحاني في كبح جماح المتشددين ليس فقط الدعم الذي لا يزال يحتاج الى بلورة اكثر من قبل المرشد ،وليس فقط تكتيكه بعدم إظهار الرغبة في الهيمنة عليهم، وإنما تعديل وظائفهم عبر سلطة المرشد، وإنما أيضا ما ظهر من تأييد من قبل كبار رجال الدين المحافظين له ضدّ المتشددين المعارضين لأي اتفاق مع الغرب؛ فعندما زار النائب الأول للرئيس مدينة قم ليشرح الاتفاق وينال المباركة عليه قبل الدخول في مباحثات حول اتفاق طويل الأمد اعتبر رجال الدين المحافظين في قم أن مقاربة روحاني ايجابية وأنهم كانوا غاضبين من سياسة سلفه المتطرف نجاد.
في محاولة لمقاربة موقف المرشد الحقيقي، وهو الشخصية المحورية في السياسة الإيرانية يبدو الرجل ذو اللحية البيضاء -والذي ساهم تشجيعه للحرس الثوري على مواجهة الحركة الإصلاحية التي بدأت مع خاتمي عام 1997 مواجهة انتهت بعنف وحشي ضد أي معارضة لنظام الملالي في انتاج رئاسة روحاني- يبدو الرجل مفسحاً الطريق لروحاني لتخفيض دور الحرس الثوري السياسي والاقتصادي لأنهم يمكن ان يهددوا يوماً ما قبضة رجال الدين على السلطة وهو ما بدت معالمه خلال فترة حكم نجاد.
وهو يأمل ان تحقق سياسة روحاني انفراجة كفيلة برفع العقوبات وإنعاش الاقتصاد الايراني ،ولكنه في الوقت عينه لا يريد أن يكون شريكاً في المسؤولية عن أي تراجع عن البرنامج النووي الإيراني؛ وبهذا يفسر بعض المحللين موقفه غير الحاسم في إنكار تقارير أخيرة عن معارضته لاتفاق جنيف.
إن معركة روحاني ليست مع المتشددين في بلده فحسب؛ فقد عملت سياسته على توحيد المتشددين في الكونغرس الأمريكي مع المتشددين في إيران ضده ، والفريقان يسعيان لنسف أي اتفاق يفضي إلى تقارب أمريكي إيراني قد يكون كفيلاً بدفعهم إلى هامش التاريخ.
يتوقف نجاح روحاني في معركته على التقدم الذي يستطيع تحقيقه مع الغرب في المفاوضات وبقدر ما يحقق نجاحاً في هذا الميدان يصبح أكثر شعبية في وطنه ويغدو بالتالي من الصعب على المتشددين من أي طرف تخريب سياساته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة