الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش والرجل الشبح ...... حكاية العراق والشام

يعقوب القصاصفة

2014 / 6 / 29
السياسة والعلاقات الدولية


الدولة الإسلامية في العراق والشام والمعروف اختصاراً بداعش تنظيم مسلح يُوصف بالإرهاب يتبنى الفكر السلفي الجهادي يهدف أعضاؤه إلى إعادة"الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة".
ترجع نشأت الدولة الإسلامية في العراق في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2006 إثر اجتماع الفصائل المسلحة ضمن معاهدة حلف المطيبين وتم اختيار أبو عمر البغدادي زعيما للتنظيم حيث شن التنظيم في عهده مجموعة من العمليات النوعية داخل العراق، وبعد حوالي اربع اعوام من تسلم ابا عمر قيادة التنظيم تم اغتياله بعملية امريكية عراقية مشتركة في منطقة الثرثار وذلك يوم الاثنين 19/4/2010 وعلى أثر ذلك تم تنصيب أبو بكر البغدادي زعيما لهذا التنظيم من بعده ، والذي شهد عهده توسعاً كبيرا في العمليات العسكرية النوعية.
لقد حقق أبو بكر البغدادي ما عجز عنه بن لادن حتى في ذروة قوته قبل هجمات 11 أيلول 2001، فهو بات يسيطر على "امبراطورية" متنامية "من أطراف بغداد إلى ضاحية دمشق، ومن الحدود الأردنية إلى الحدود التركية". واعتبرت "الواشنطن بوست" أنه تجاوز في سنة رصيد زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري لدى المقاتلين المتشددين، فهو أكثر عنفاً مع خصومه وأشد عداء للولايات المتحدة.
ذكرت بعض المصادر على ان اسمه الحقيقي والمفصل هو إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري الرضوي الحسيني السامرائي، و تتباين الأنباء عن نشأته وتجمع أغلبها أنه مولود عام 1971 في مدينة سامراء العراقية هو خريج الجامعة الإسلامية في بغداد، و قد عمل أستاذاً ومعلماً وداعية، اعتقل البغدادي ووزير حربه الناصر الدين الله سليمان في سجن بوكا في البصرة لمدة اربع سنوات ويعتقد انه قد تشربا الفكر التكفيري من قادة التنظيم هناك والذين كانوا معتقلين آنذاك.
اصبح التنظيم من دون شكّ أكثر منظمة إرهابية فعالة وبلا هوادة في العالم. والآن ها هو يهدد اثنتين من أكبر دول الشرق الأوسط، فهو يشكل مصدر جذب لعدد كبير من المقاتلين والارهابيين ، ليس من سوريا والعراق فحسب ولكن أيضا من دول عربية واجنبية أخرى.
تبنت داعش وزعيمها النهج الدموي والبطش الغير اخلاقي على نهج جنكيز خان وذلك لدب الرعب في نفوس خصومه ومن هذه الاساليب اسلوب قطف الرؤوس حيث يشير البغدادي في احد تغريداته على صفحته الرسمية على تويتر في قوله "رأيتم كم رأساً قطفنا في الشام ونكررها في العراق اننا نقتل جميع المخالفين " ومن الاساليب الدموية الاخرى العمليات الانتحارية والبراميل المفخخة حيث يقول البغدادي في تغريده اخرى له " من لم يمت بالبراميل نقتله بالمفخخات ! من كلماتي الخالدة أبي بكر البغدادي" هذا البطش والسادية ساعدت البغدادي و الداعشية في زرع الفوضى في المشهد السياسي في المنطقة.


بلاشك ان البغدادي أوالرجل الشبح بالرغم من تجنبه الأضواء ، الا انه اكتسب شهرة واسعه حيث يمكن اعتباره مخططا استراتيجيا نجح في استغلال الاضطرابات في سورية وضعف السلطة المركزية في العراق بعد انسحاب القوات الاميركية ليقتطع أرضا جعل منها "قاعدة" له .
ولكن السؤال هنا ما مصير هذا التنظيم ؟ وهل سيكون لامريكا دور في القضاءعليه ؟ وهل ستسطر داعش حكاية جديدة للوطن العربي؟
لاشك ان كل ما يحدث في منطقة الشرق الاوسط هو صناعة امريكية بحتة هدفها تدمير المنطقة واعادتها الى عصور الجهل والظلام وهذا يظهر بوضوح في الموقف الامريكي الأخير حيال التدخل العسكري بالعراق ، نلاحظ ان امريكا لاتكترث ولاتاخذ وجود التنظيم في المنطقة على محمل الجد وهذا ما يؤكده مساعد وزير خارجية ايران حسين امير عبد اللهيان الذي رأى ان الرئيس الامريكي اوباما الذي دعا طهران للتعاون من اجل دعم العراق يفتقر الى ارادة جدية لمحاربة الارهاب. حيث حملت طهران المسؤولية الى واشنطن لارتكابها "الخطأ الاستراتيجي في سوريا بعدم التمييز بين الارهابيين والمجموعات السياسية المعارضة، مما زاد الارهاب ونشوء جماعات مثل «داعش». فوق ذلك، يرى عبد اللهيان ان امريكا تقوم بتعزيز الطائفية في العراق، معتبرا ان تأخير مكافحة «داعش» ووضع شروط لمكافحته يعززان الشكوك في اهداف الولايات المتحدة في المنطقة. من هنا يمكن القول أن امريكا تحتاج الى وجود داعش والرجل الشبح في كل من العراق وسوريا وذلك لخدمة مصالحها ولكتابة حكاية جديدة للمنطقة برؤية واسلوب امريكي.
وباعتقادي ان هذه الحكاية ستستمر لسنوات وان داعش ستعيش لفترة طويلة اذا ما تمت التعبئة الوطنية لمواجهتها، بشرط الابتعاد الكامل عن التحالفات مع القوى الخارجية والتي لا تخدم الا مصالحها المتعارضة في الغالب مع مصالح المنطقة والأمة العربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ