الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهرُ الخير

حنان علي

2014 / 6 / 29
الادب والفن


بسم الله الرحمن الرحيم
﴿-;- شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون ﴾-;-
وعن النبي محمد ( صلى الله عليه وآله سلم) : انه قال لمّا حضر رمضان(( قد جاءكم شهر مبارك افترض عليكم صيامه تُفتح فيه أبوب الجنة وتُغلق فيه أبواب الجحيم وتُغل فيه الشياطين , فيه ليلة خير من ألف شهر , من حُرم خيرها فقد حُرم))
أننا بهذا الوقت المبارك نستقبل ضيفًا حبيبًا لا يفدُ إلينا إلاّ مرة كل عام , وتمضي بنا الأيام وتتعاقب الأسابيع وتتوالى الشهور , يقتربُ منا هذا الضيف ضيف الخير والبركة ويعلو نداء المؤمنين . يزورنا بغتًا فنكون له أشد حبًا , وتخفق له القلوب وتشرئب إليه الأعناق وتتطلع الأعينُ لرؤية الهلال وتتعبد النفوس المؤمنة ربّها .
هذا الضيفُ المباركُ يعرفهُ المسلمون حقًا في مشارق الأرض ومغاربها ؛ لأنهم هم أنفسهم الذين يؤدون حقه وتهفو إليه خفقات قلوبهم وتتشوق إليه نفوسهم , وتغلق فيه كل مدن الحقد والأحزان , وتطرق أبواب الرحمة من الجنان , حينها تزرع فينا مساحات بيضاء من النقاء , فجُعل الخير في أوله ووسطه وآخره , من حيثُ قال الرحمن في كتاب قرآن (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبيِّنات من الهدى والفرقان)) .
إذن ؛ هو شهرُ أنزل الله فيه القرآن، ولو لم يكن فيه إلا هذا الفضل لكفى، فكيف وفيه ما فيه والله أعلم به من مغفرة الذنوب، ورفع درجات المؤمنين، ومضاعفة الحسنات، وإقالة العثرات، يُعتق الله في كل ليلة من لياليه عتقاء من النَّار. ومهما وجلة النفوس فيه وتقربت من الرحمن بهذا الشهر , تبقى في صمت دائم أمام هذه الأيام بنهاراتها ولياليها , فالصوم تربية قبل أن يكون عبادة لله الواحد القهار , يعلمنا دروسًا في هذه الحياة ويؤدب النفوس ويطهر القلوب والأبدان , فالصوم تربية الضمير, مَنْ سَلَمَ ضميره تألق بإيمانهِ , الصوم ليس عن الأكل والشرب وباقي ملذات الحياة , الصوم عن كل شيء وبهذه الساعات من نهار كل يوم من أيام رمضان يدرك المؤمن كم أنّ الله كريمُ قريبُ منه , يدرك قيمة إنسانيته ورقة قلبه , أنّ الله خلق الإنسان من ضعف وبعد ضعفه قوة , فيدرك قيمة النعم التي وهبها الله له ويشكره عليها ويتقرب منه حتى يشعرُ بالراحة والأمان فهو نداء يدرك المسلم دلالاته، فيثير في نفسه الأشجان والحنين إلى خير الشهور وأفضل الأزمنة , ويُعد نفسه للشهر الكريم ويخطط له خير تخطيط .
الله وحده يعرفُ قدر وقيمة هذا الشهر؛ لذا خصه بليلة مباركة يحكم فيها كل أمر, ليلة القدر وقد وصفها بأنها خيرُ من ألف شهر , فما أعظمها من ليلة , يسعى إليها المؤمنين كلهم ويناجوا ربهم عسى الله يهديهم سواء السبيل .
ومهما قلنا وكتبنا عن فضل هذا الشهر لا نفي حقه , وقد قُيل فيه الكثير كقولهم ((صمْ الدنيا, واجعل فطرك الموت , الدنيا كلها شهر رمضان , المتقون يصومون فيه عن الشهوات المحرمات فإذا جاءهم الموت , فقد انقضى شهر صيامهم واستهلوا عيد فطرهم((
أما أديب العربي مصطفى صادق الرافعي في يعبر عن إحساسه بحلول الشهر الكريم بقوله :
فديتك زائرًا في كل عام تحيا بالسلامة والسلام
وتقبل كالغمام يفيض حينا ويبقى بعده أثر الغمام
وكم في الناس من كلف مشوق إليك وكم شجي مستهام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا