الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضية الصعبة

سمير هزيم

2014 / 6 / 29
الادب والفن


القضية الصعبة
-----------
كان زوجها مساعدا في الجيش ..
انتقل الفوج الذي يخدم به الى حلب .. وهناك ..
حوصر الفوج من قبل مجموعة كبيرة من الإرهابيين ..
كان شقيق المساعد وقبل ان يتجوز .. يعشق ذات الامرأة .. التي تزوجها هذا المساعد ولكن النصيب جاء هكذا .....
ولما غاب المساعد فترة طويلة .. بدأ الشقيق بإرسال إشارات الى امرأة أخيه .. كي يقيم معها علاقة .. لكن السيدة كانت دائماً ترفض وتصده ..
وفي احدى الليالي ..
يقفز الشقيق من سطح بيته المجاور الى سطح بيت أخيه وينزل بهدوء باتجاه غرفة السيدة التي عندها أربعة اولاد وينامون بالغرفة المجاورة .. فيدخل غرفتها خلسة ..
ويضع يده على فمها .. وهي نائمة .. فتصحو المرأة هلعة .. ويضغط بيده على فمها ..
قال لها : أياكي ان تنبسي باي حرف .. لا اريد فضائح ..
أشرت له بيدها . ماذا تريد ..؟
قال لها اريد ان أنام معك ..
رفضت و تمنعت وحاولت مقاومته تارة...
وإقناعه بالخروج كما جاء تارة اخرى
.. لكنه اجبرها على مضاجعته ..
وخرج بهدوء ..
لم تستطع المرأة النوم إطلاقا. ..
صفنت وفكرت كثيرا .. كيف تم ذلك .. ماذا تفعل تجاه هذا الرجل الوغد ...
تحممت ..
وذهبت الى المطبخ وطبخت مما لديها من مواد وانتظرت استيقاظ أولادها .. أطعمتهم .. والبست الصغار منهم .. بشكل اعتيادي جداً .. وتابعت أعمالها المنزلية .. وذهبت الى سوق القرية .. وتبضعت مواد المنزل بكمية اكثر من المعتاد ..
الى ان جاءت فترة العصر ..
هي تعرف ان زوجها قد ترك مسدسه في البيت ...
وجدت المسدس لكنها لا تعرف استعماله ..
ذهبت الى بيت شقيقتها الكبرى وسألتها ان كان احد من زوجها او ابنائها يعرف استخدام مسدس المكروف ..
فوجدت طلبها ...
تعلمت عملية التلقيم وكيف تطلق النار .. واتجهت باتجاه ساحة القرية .. حيث شباب القرية يتجمعون بين العصر والمغرب في تلك الساحة ...
وشقيق زوجها دائماً يكون هناك ..
وما ان وصلت وشاهدته .. اقتربت منه .. أطلقت وافرغت طلقات المسدس الثمانية بجسده ...
وسلمت نفسها للشرطة ..
استلمت انا قضيتها ..
وسألتها ..
ليش قتلتيه وما اشتكيتي عليه ...
قالت لي .. لا احد في كل القرية يعرف لماذا انا قتلته .. وأي شكوى فان الجميع سيعرفون ..
وإذا سكتت فانه سيكرر فعلته ....
وانا هنا أمامك ... أريدك ان تضع سببا آخراً وتساعدني في فبركة قصة اخرى .... وأني قتلته من اجلها .. ولا يهمني الحكم ..
ولن اعترض على حكم الإعدام .. لكن مرافعتك ودفاعك عني .. يجب ان يكون مبني على سبب اخر ..
يومها لم اعرف كيف اعود الى البيت ..
عرفت ما بداخل هذه السيدة ....
وعرفت قصدها وهدفها ..
وعرفت ماذا سيكون تأثير الحقيقة على زوجها ... وأبنائها اذا عرفو ان عمهم استغل غياب ابيهم وقام بهذا الفعل الشنيع ...
ومع ان الأسباب الحقيقية يمكن الاستفادة منها ....
وبابالرغم من وجود زمن بين جريمته معها وجريمتها به .. حيث أخذت الوقت الكافي لتقرر ..
وان التوصيف الجرمي هو .. القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد ..
احترت كثيرا في الامر . ونشب صراع كبير في صدري كاد يقتلني .....
فانا احببت جداً ان أدافع عنها ...
وكنت معجباً جداً برباطة جأشها .. وفكرتها النبيلة....
كنت واثق من نفسي بانني استطيع تخفيف الحكم عليها بنسبة جيدة ...اذا اعتمدت على الحقيقة ..
ولكنها تريد ان تضع موجبات مفبركة .. غير الحقيقة ...
أمضيت ثلاثة ايام من دون نوم ...
فلم اجد قصة يبرر هذا الشكل من القتل لشقيق زوجها ...
وما كان مني بعدها ... الا وذهبت واعتزلت الوكالة ..واعتزلت عمل المحاماة.
وانا حزين حتى اليوم .. لآني لم اجد الحل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اللوحة الأخيرة لأشهر فنانة برازيلية تظهر فجأة .. والتحقيق سي


.. إلغاء حفل -هولوغرام- للفنانة الراحلة ذكرى في تونس.. ما السبب




.. موجة من ردود الفعل على رسالة حكومية مُسربة تؤيد ترشيح وزير ا


.. محمد الأخرس: الرواية التي قدمتها المقاومة الفلسطينية حول عمل




.. مدير مكتب العربية بفرنسا: التمثيل داخل البرلمان الأوروبي مرت