الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستلاب الايديولوجي الاسلامي

كوسلا ابشن

2014 / 6 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


لعبت الايديولوجية الاسلامية دور رجعي في الصراع التحرري القومي والطبقي , خدمت دائما القوى الاستعمارية والاضطهادية والاستغلالية ضد القوى التحررية والقوى الكادحة والمضطهدة .
قدسية الايديولوجيا والايمان المطلق بالاهداف المثالية لدى العرب, خلق هلوسة التميز والتفوق لدى
الحركة الاسلامية وبهذا رفضت هذه الاخيرة ليس ضرورة الحوار مع الاخر فحسب بل رفضت كذلك شرعية الوجود الانتولوجي للاخر الغير العربي - الاسلامي .
من منطلق التعصب الاعمى للايديولوجية الاستعمارية بمرجعيتها الاسطورية والخرافية وما وصلت ليه المجتمعات ( الاسلامية ) من التخلف والاغتراب , تقوم عصابات العروبية - الاسلامية المتحجرة بتسفيه ما توصل اليه العقل الانساني في ميادين شتى من تقدم وتطور و انجازات علمية لصالح البشرية , وكذا محاربة الفكر التحرري و حرية الانسان والقيم الانسانية , التي وضع اسسها عصر الانوار , بدعوى كل ما يأتي من الغرب المسيحي خطر على العروبة والاسلام , وتعد المطالبة بالاستقلال عن العروبة – الاسلام مؤامرة امريكية وصهيونية ضد العرب والاسلام , نظرية المؤامرة اخذت مكانتها في الاطروحات الفكرية والسياسية العروبية – الاسلامية من جهة , لاستعمالها كصاروخ اسلامي ارض - ارض , موجه ضد الحركات التحررية في مستعمرات العروبة – اسلام لخلق هوة بينها والجماهير الشعبية الخاضعة للتخدير الميتافيزيقي, ومن جهة اخرى هي تعبير واعي عن ازمة الهوية في المستعمرات السالفة الذكر , ازمة المنظومة الفكرية العروبية التي لم تنتج الا التخلف والاستبداد والتعالي الوهمي والاحقية اللاهوتية في السيطرة .
الايديولوجية الاسلامية الرجعية في شمال افريقيا هي قناع للاستعمار العروبي لترسيخ منظومة افكار وقيم تهدف بدورها لترسيخ احقية ليس الاستطان العروبي بجغرافية شمال افريقيا بل احقيته المطلقة والاحادية لسيطرته وهيمنته وتسييره لشؤون هذه البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية , بناءا على وصية الرسول العروبي ( الحكم لقريش وان بقي منهم اثنين ) , اينما وصلت الايديولوجية الاسلامية يلزم الرب الاهالي للخضوع للحكم العروبي ( اينما وصل الجرو هي حدود الامبراطورية ) .
قواعد ديمومة السلطة والنهب والاستغلال رسمت استراتيجيتها الاقية الكولونيالية بعد المعاهدات الاستعمارية الاوروعروبية لتوريث المنطقة للاستعمار الجديد , تتمثل في استبدال هوية الامازيغية للاهالي بهوية النظام الكولونيالي العروبي و منع وتحريم كل ما هو خارج النسق الثقافي العروبي الاسلامي , وهذا ما اثبته ما يزيد عن نصف قرن من هيمنة وسيطرة السلطة الكولونيالية على بلاد الامازيغ , من منع وتحريم وتهميش واقصاء واستبداد مادي وفكري .
الايديولوجية الاسلامية لعبت دور محوري في الاستبداد الفكري , بعملية الاستلاب الثقافي الاستعماري وتحريم الثقافة المحلية الامازيغية , انتشرت هذه الايديولوجية الاستلابية عبر كتاتيب تحفيظ القرأن والمساجد ( لكل حي مسجد ) والمدارس والمعاهد التكوين الديني والكليات المتخصصة في الشريعة والدراسات الاسلامية ووسائل الاعلام المرئي والمسموع وانتشار الكتب والصحف الصفراء الرخيصة ونصوص التخدير والتحريم والاباحة , ورغم هذه الكم الهائل من ادوات القهر الفكري , صمدتا الهوية و الثقافة الامازيغيتين بصمود حاملهما الممانع للذوبان في الهويات و الثقافات الدخيلة الاستعمارية , واستمر هذا الصمود في شكله النضالي الملتزم المتمثل في النضال الامازيغي الملتزم بقضية ايمازيغن .
تصادم النسق الفكري الرجعي ( اليميني واليسراوي والاسلامي ) المحافظ على البنية الكولونيالية , مع الفكر الامازيغي الحر , وعجزه الطبيعي في التصدي للفكر التحرري الواقعي , تلتجئ القوى الظلامية الاستعمارية لايجاد حلول لتدمير الفكر الامازيغي الحر وتفكيك خطاب الاستقلالي و التنويري , من داخل الذات الامازيغية , بانشاء جمعيات مخزنية ظلامية , فاشية تحت اسم ( الامازيغية ) واهدافها الخفية والمرئية , احتواء النضال الامازيغي وتمميع خطابه الملتزم بقضايا الشعب المقهور , وتفكيك الحركة الحركة الامازيغية باختراقها واشعال الفتنة في سفوفها وتضليل الرأي العام الامازيغي .
كثرت الجمعيات المزيفة المدعية انتماءها للامازيغية ومهامها تحويل الصراع التحرري الى الرضى على الاستعمار وصرف ايمازيغن عن هدفهم الطبيعي المتمثل في العيش احرار في بلدهم , متحررين من الاستلاب الثقافي الشرقي والغربي و مستقلين عن الانظمة الاستعمارية والامبريالية , فالدكاكين الاستهلاكية كيفما كانت اسماءها ( تضامن امازيغي – عربي ) او ( رابطة مغربية للامازيغية ) وغيرهما من الاسماء المعسولة , فكيفما تستر اصحابها وراء الكلمات الرنانة والزركشة , فتبقى اهدافهم مكشوفة في الممارسة , الواقع يعري زيف الايديولوجية .
ما يعنينا اكثر في هذا الموضوع هو الزيف الايديولوجي الاسلامي , العامل الخطير في عملية الصراع لكونه اداة تدمير حرية الشعوب وهوياتها المختلفة بعضها عن بعض , ففي المروك يستخدم المخزن من جهة الايديولوجية الاسلامية ستار لدعم اهدافه الاستراتيجية للمحافظة على استمرار النظام الكولونيالي , ومن جهة اخرى يستخدم من اجل عرقلة النضال الامازيغي وتصريف ايمازيغن عن قضيتهم المصيرية , ومن بين وسائل صرف الامازيغ عن ممارسة مهامهم الاساسية , تأسيس دكاكين الاستهلاك والاستلاب ك ( الرابطة المغربية للامازيغية ) تأسست 2014 و تابعة للزاوية المخزنية ( العدالة والتنمية ) ويوم افتتاحها اعلن قادة زاوية العدالة والتنمية مباشرة عن اهدافها الحقيقية في كلمتين لموظفين ( وزيرين ) للقصر العروبي , الدافع للتأسيس رد فعل على ّ تنامي اصوات متطرفة من الامازيغ ّ الغرض الرئيسي من التأسيس كما هو واضح من كلام المخزنيين هو محاربة النضال الامازيغي وليس خدمة الامازيغية كما ادعى البيان التأسيسي , زاوية العدالة والتنمية وهي اول من عارض مقترح ( مع التحالف القومجي – السني ) تدريس الامازيغية واعتبرته مؤامرة استعمارية وصهيونية وهي من عارضت حرف تيفيناغ واعتبرته اجنبي ( شنوي حسب امينها العام بنكران )وهي من عارضت رسمية اللغة الامازيغية , بدعوى تقسيم الشعب واشعال الحرب, وهي من تقف وراء منع تقديم التراخيص للجمعيات الامازيغية الغير المرغوبة فيها و تمنع انشطة الحركة الامازيغية وكيف ستدافع اليوم عن الامازيغية وهي العدوة الرئيسية للامازيغ وهويتهم , اللعبة مكشوفة , الخطاب الايديولوجي الاسلامي الرجعي والمعادي للتحرر لا علاقة له بالواقع , فهو مادة للاستهلاك واستلاب عقول الامازيغ المقهورين , في سعيها لتزيين العروبة – اسلام في نظر الامازيغ للمحافظة على الكولونيالية وعلى النظام السياسي الاستبدادي واسسه الاقتصادية , وتصوير الايديولوجية الاسلامية حاملة حل القضية الامازيغية , باعادة اوهام الاسلام هو الحل في كل زمكان , هذه الحلول الميتافيزيقية التي انتجت بطرق متباينة التأثير الروحي , الموجهة اساسا الى عواطف الامازيغ وليس الى عقولهم من عبر الاجهزة الدعائية والدعاوية ومن بينها رابطة تدمير الامازيغية و وسيلة تشكيل ادواة الوعي المزيف , الثقافة الاستعمارية السائدة , الموظفة لصرف الامازيغ عن قضاياهم المصيرية و خلق امازيغي من نوع اخر , خنوع وخاضع لارادة العروبة – اسلام ومؤمن بقدر تدمير الذات الامازيغية .
معالجة الامازيغية بالاسلام ( الايديولوجية ) هي من بين نظريات ( الاستعمار الانساني والديموقراطي ) , وهم من بين الاوهام الميتافيزقية للنظام الكولونيالي العروبي الرامية لتحرير ايمازيغن من امازيغتهم بتحرير نفسيتهم من الخبائث الدنيوية ( ارضهم وثرواتها ) والفوز بالجنة السماوية وبما فيها .
ادوات الاستلاب نتاج ثقافة الاحتلال والاستغلال والاستبداد وبالتالي هي اداة الضمانة الايديولوجية للكولونيالية في صراعها ضد الاهالي ايمازيغن ولا يمكن لهذه الاداة ان تكون جزء من حل القضية الامازيغية بل جزء فاعل في عملية تدميرها ما دام من مبادئ الاسلام تقديس العروبة واللغة العربية , وتحريم مساواتهما بالهويات واللغات الاخرى .
قوة الفكر الواقعي وتجذره في الوسط الامازيغي , ارغم الحركة الاسلامية الرجعية لامتثال للواقع ولو بشكل مخادع ليس بالاعتراف بشرعية الهوية والثقافة الامازيغيتين , بل لمكافحة الامازيغية بقناع امازيغي ( تدمير القضية من الداخل ) وذلك بتأسيس دكاكين التضليل والتشكيك لتفكيك الجسم الامازيغي واضعافه اكثر واكثر لاستكمال استراتيجية بناء الوطن العرقي – الطائفي .
( رابطة مغربية للامازيغية ) الاسلامي التابع لاكبر زاوية تعادي ايمازيغن , دكان ظاهره امازيغي وباطنه سحق الامازيغية , هوية وثقافة ولغة , سينتهي من الخريطة المدنية مثل من سبقه من الدجالين والمزيفين اعداء الحرية واعداء حقوق ايمازيغن في تقرير مصيرهم بانفسهم .
كوسلا ابشن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الديمقراطية في الغرب.. -أنا وما بعدي الطوفان- #غرفة_الأخبار


.. الانتخاباتُ الفرنسية.. هل يتجاوزُ ماكرون كابوسَ الصعود التار




.. لابيد يحمل نتنياهو مسؤولية توتر العلاقات مع الولايات المتحدة


.. استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين بقصف إسرائيلي استهدف مركز إيواء




.. نتنياهو يبلغ نوابا في الكنيست بانفتاحه على وقف حرب غزة.. ما