الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطفل بين الرعاية ولإهمال

مليكة محافظي

2005 / 7 / 31
حقوق الاطفال والشبيبة


إن العناية بالطفل والاهتمام به من الواجبات الأساسية التي يتحمل الأولياء مسئوليتها . فالطفل ينشأ وسط أسرة قد تحيطه بالرعاية وتمده بالوسائل الضرورية للحياة وتهيئه ليتكيف مع الوسط الخارجي و الذي يفتح أمامه آفاقا. إما أن تجعل منه مواطنا صالحا لمجتمعه أو فردا سيئا لا يفيد مجتمعه في شيء . وقد تحيطه بالإهمال وعدم الرعاية لظروف ومشاكل اجتماعية واقتصادية مزرية تجعله فاقدا لأدنى الحقوق المطلوبة ، المادية منها والمعنوية . فبالرغم من وجود الوالدين إلا أن هذا الطفل لا يشعر بحنان الأمومة ولا بعطف الأبوة ويجد نفسه في الشارع لسد الفراغ الذي يشعر به . هناك يلتم من حوله رفاق السوء لغرس بوادر الفساد والشر فيه لجعله فردا طالحا في مجتمعه .

يقول الغزالي رحمه الله : {{الصبي أمانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية من كل نقش وصورة وهو قابل لكل نقش ومائل إلى كل ما يمال به إليه . فإن عود الخير وعلمه نشا عليه وسعد في الدنيا والآخرة وشاركه في ثوابه أبواه وكل معلم ومؤدب . وان عود الشر أهمل إهمال البهائم شقي وهلك وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له }}.

فالطفل يولد على الفطرة كما قال من لا ينطق عن الهوى { كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه }}.

ومن هنا حق لنا الاعتناء والاهتمام الجيد بالطفل و إعداده إعدادا صالحا ليكون مواطنا يفيد وطنه ومجتمعه . فتربية الطفل على المبادئ والأخلاق السامية بعيدا عن الغل والحسد والغيرة وعدم احترام الغير من المقومات الأساسية لبناء الحضارة والسير في موكب التقدم والتكنولوجيا.
إن الطفل يقف حائرا بين الخير والشر أيهما اصلح له ، واللبنة الأولى هي المسؤولة عن حسن أو سوء اختيار هذا الطفل . وانه لمن المؤسف أن تجد الأولياء يحرضون هذا الطفل على اتباع أساليب الشر وسوء معاملة الغير ليتطبع بطبعهم . وكما يقال هذا الشبل من ذاك الأسد .

وصفوة الكلام أقول لكافة الأباء والأمهات رفقا بأطفالكم علموهم حب الخير وإفشاء السلام والتطبع بالطبائع الحسنة . لا تغرسوا في طفلكم الكراهية والحسد والبغض فقلبه الطاهر لا يتحمل منكم إفساده بما تختلج به صدوركم من غيرة وحسد . ان طفلكم أمانة ، علموه ما هو حسن ليكون الأحسن في أسرته ومجتمعه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية