الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق والجدار العازل ...

واثق الواثق

2014 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


لم تمض أيام على سقوط نظام صدام حسين البعثي المخرف حتى شهدت الساحة العراقية عملية تصفية الحسابات بين القوى الداخلية والخارجية والإقليمية ، حتى صار العراق أخصب مناخاً للعمل ألاستخباراتي الدولي وقد نبالغ إذا قلنا معظم مخابرات العالم تجمعت في العراق بما فيها الإسرائيلية .وهذا يقودنا إلى معرفة الأسباب والتي ربما كون موقع العراق الاستراتيجي وأهميته النفطية والاقتصادية شكل عامل جذب لهذه القوى الفاشية والطامعة .إضافة إلى تخوف دول الجوار من محاولة تكرر سيناريو الحرب والاعتداء عليها ، ناهيك من أن موقع العراق الاستراتيجي يمكنه من الإطلال على بعض المواقع المهمة ، وهو ما دعا مختلف الدول العالمية (أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل ) ، والدول الإقليمية (إيران وتركيا ) ، والدول العربية الخليجية ( الكويت والسعودية وقطر) لأضعاف العراق سياسيا وعسكريا واقتصاديا من خلال التدخل العلني السافر بشؤون العراق مستغلة الظروف الصعبة التي يمر بها وضعفه السياسي والعسكري والاقتصادي والأمني بسب الحروب التي أنهته وأهلكت الحرث والنسل . فجاءت هذه الدول لتملىء او تطبق سياسة ملئ الفراغ أو الأرض المحروقة. فقد عملت هذه الدول بأجندات داخلية وخارجية علنية وخفية على تدمير البنى التحتية وحرق الأرض أولا .نسف وتدمير وتمزيق وإضعاف الجيش العراقي ثانيا . نهب وتسريب وسرقة النفط العراقي ثالثا .زرع مليشيات طائفية او قومية راديكالية رابعا. زعزعة الأمن الوطني وتمزيق اللحمة الوطنية وبث السموم الطائفية والمذهبية والقومية خامسا. إثارة الرعب وإرهاب المواطنين وحرق وتدمير كل شيء سادسا.إظهار العراق بلدا ضعيفا مسلوب الإرادة لا يستطيع حفظ سيادته وأمنه وأرضه وحماية شعبه والسيطرة على مقدراته .سابعا . وبهذا صار العراق كرة يتقاذفها القاصي والداني وساحة لمن هب ودب ، والذين جاء له من كل حدب وصوب. ولم يكتف أعداء العراق من إذلاله بهذه الطريقة الحاقدة والمشينة بل سعوا بكافة الوسائل والطرق إلى تدنيس أرضه وتدمير ثرواته ونهبها وإشعاله بالحروب الأهلية والطائفية فحسب ، بل سعت هذه الدول الغادرة والحاقدة والطامعة الى عزل العراق عن محيطه العالمي والإقليمي والداخلي أي عزلة العراق داخل نفسه من خلال أبشع واقوى واغرب طريقة وهي طريقة الجدار الفولاذي العازل .
نعم المتتبع لمجريات الأمور والأحداث على الساحة السياسية والعسكرية العراقية يلمح بوادر وخيوط لقطع أجزاء من العراق وعزله عن محيطه الإقليمي والعربي ,فقد سعت هذه الدول العدوّة إلى بث سمومها الغادرة وجماعاتها التكفيرية العفنة المتصهينه وزرعها داخل النسيج العراقي المتماسك لتدق إسفينها العازل والغادر .فالمخطط القادم هو عزل المناطق السنية ( الانبار والموصل وتكريت وديالى ) عن الجسد العراقي ليكون جدارا فولاذيا من الجماعات المتطرفة التكفيرية لمنع الاتصال العسكري والأمني والاستراتيجي والاقتصادي العراقي الإيراني السوري .أولا.
وتامين حماية الكورد واستقلالهم ثانيا. وتشكيل دويلات صغيرة وتفتيت الدول المهددة لأمن إسرائيل ثالثا. إذا هي ليست حربا طائفيا بقدر ما هي حربا استتراتيجية دولية صار العراق ضحيتها وساحة صراعاها ، بين دولتين إقليميتين تسعيان لبسط نفوذهما على المنطقة وبكافة الوسائل والطرق.
فإيران تسعى للدفاع عن نفسها من العدوان الاسرائلي الأمريكي التركي الخليجي من خلال مد اذرعها وجسور التواصل مع دول او جماعات المنطقة بالتحالف مع روسيا . والدول الخليجية وتركيا تسعى للدفاع عن امن اسرائلي التي دائما ما تزرع الرعب في نفوس وحكام هذه الدول وتصور لهما أن العدو الحقيقي لهم هو إيران وليست إسرائيل .ولذلك نرى أن الجميع تحالف ضد إيران وحليفتها روسيا لمنع وصولها إلى الهلال الخصيب فإسرائيل .وإسرائيل سعت للدفاع عن وجودها بتحصين نفسها عسكريا وامنيا وسياسيا اولا. وشراء ذمم رؤساء دول للقتال والمحاربة بالنيابة عنها . فالغاية الحقيقية من زراعة داعش كما هي الغاية من زراعة القاعدة في أفغانستان .أي أنها حرب إستراتيجية طويلة الأمد الهدف منها هو استنزاف الطاقات البشرية والاقتصادية وتفتيت الدول المهدد لأمن اسرائيل في المنطقة وبالتالي تحويلها إلى قرى صغيرة عاجزة عن القيام بأي شي تجاه ما يجري أو ضد إسرائيل والدليل على ذلك لم نسمع لإسرائيل أي حراك او صوت تجاه ما يجري في المنطقة ؛كونها اكتفت بعملائها والمرتزقة من الحكام المسلمين او العرب المحسوبين .
ثم أن ذلك مهد لإسرائيل بناء المستوطنات وجعلها أن تدخل المفاوضات مع فلسطين بأقل الخسائر وأكثر الامتيازات. فالمشكلة هي ليست مشكلة احتلال العراق أو سنة وشيعة او نفط . المسالة اكبر من ذلك وهي حماية امن وسلامة إسرائيل . وهو العامل الذي جعل من أمريكا أن تعبر البحار والمحيطات لتدافع عن آمنها القومي الذي هو امن إسرائيل.
إن عمل الجدار العازل سيؤدي إلى :
1- استقلال الكورد في شمال العراق والتمهيد إلى دويلات كوردية مجاورة لها وعلى غرار الدولة الكوردية في العراق بشرط ولائها او على اقل تقدير ضمان حماية امن إسرائيل وعدم التدخل او الدخول في أي صراع عربي اسرئيلي وتحييدها وهو ما بانت ملامحه مؤخرا على الساحة الكوردية من خلال التبادل التجاري مع اسرائيل.
2- خلق منطقة سنية راديكالية متشددة في غرب العراق وشرقه لتفصل الرأس العراقي عن الجسد . أي تفصل السنة عن الشيعة .
3- فصل المناطق الغربية يؤدي الى منع وصول المد والزحف الإيراني الروسي لسوريا ولبنان .
4- إتاحة الفرصة لإسرائيل لان تتنفس الصعداء . من خلال تغيير الخارطة الديموغرافية في المنطقة.
وجميع هذه الأمور تضعنا إلى سؤال واحد هو : هل فعلا ان الحكام المسلمين والعرب يدافعون عن العروبة والإسلام ..أي هل هم حكماء أم عملاء؟؟
ولا يقبل الجواب أدنى شك بان المخابرات الإسرائيلية مهدت لهؤلاء الحكام لهذه المهم قبل وصولهم الى دفة الحكم ، اي لا نستبعد ان يكون سيناريو كورباشوف- إن صحت روايته- قد تكرر في هؤلاء العملاء اي أنهم عملاء قديمي العهد وجاءوا من اجل تنفيذ مآرب وخطط وأهدف إسرائيلية بحته . والدليل على ذلك أنهم لم يقوموا بأي عمل من شانه أن يحفظ بيضة الإسلام او العروبة العربية ، بل كل ما جاءوا به هو تشويه الإسلام وبث الرعب والإرهاب وتمزيق الأمة العربية وزرع الأجندات والجماعات الإرهابية التكفيرية ونسف الثروات الطبيعية والبشرية . فلم نر منهم أي تصرف او سلوك او عمل يمنع الإرهاب او التشويه او التمزيق للأمة العربية والإسلامية ، وهذا ما يجعلنا نؤكد ان عملهم مخابراتي أكثر من كونه دولي يحترم القوانين والأعراف الدولية.
وهذا المر يقودنا لاحتمالات كثيرة وأبرزها احتمال ان تكون الحرب العالمية الثالة في هذه المنطقة تحديدا أي منطقة العراق والشام .بين إيران وروسيا والصين وكوريا الشمالية من جهة ، وأمريكا وإسرائيل وبريطانيا وتركيا من جهة أخرى , وهو احتمال وارد.وبهذا تكون نهاية العالم والله اعلم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكثر من 50.000 لاجئ قاصر في عداد المفقودين في أوروبا | الأخب


.. مدينة أسترالية يعيش سكانها تحت الأرض!! • فرانس 24 / FRANCE 2




.. نتنياهو يهدد باجتياح رفح حتى لو جرى اتفاق بشأن الرهائن والهد


.. رفعوا لافتة باسم الشهيدة هند.. الطلاب المعتصمون يقتحمون القا




.. لماذا علقت بوركينا فاسو عمل عدة وسائل أجنبية في البلاد؟